سؤال دائم التكرار.. خاصة بعد المعارك شبه المستمرة بين قوات اللواء حفتر والجيش الليبي النظامي من جهة، وقوات عدة ميليشيات مسلحة متطرفة تحمل عدة أسماء أشهرها: «فجر ليبيا» و«أنصار الشريعة»، الشواهد علي الأرض تقول: «إن المعارك سجال بين الطرفين، وأن كلا من طرابلس وبنغازي باتت تحت رحمة «المتطرفين»، والأهم هو أنه في حالة غلبة العناصر المتطرفة هناك علي الأرض، فإن ليبيا المجاورة يمكن أن تصبح ملاذا «آمنا» لكل التنظيمات المتطرفة بالمنطقة، وبالذات أنصار الإخوان ومنهم الذين تم طردهم من قطر، مؤخرا»!!
وعلي الأرض في طرابلس وبنغازي تدور معارك دامية بين قوات اللواء خليفة حفتر والجيش النظامي الليبي من جهة وقوات عدة ميليشيات مسلحة من جهة أخري، بالإضافة لمعارك متفرقة لاتقل شراسة في مدن مثل: مصراتة والزنتان، وكلها تهدف لفرض الأمر الواقع، وتكوين الدولة الليبية، حسب معتقدات واتجاهات كل طرف، والمثير الآن أن ليبيا أصبحت حسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، ممرا بين المنظمات المتطرفة منها ومرورا بتونس وحتي الجزائر – وانتهاء بالمغرب، وبعض بلدان جنوب الصحراء الأفريقية مثل: مالي والنيجير، وأشهر الميليشيات والتنظيمات المتطرفة التي تخوض المعارك فوق الأرض – اثنان هما: أنصار الشريعة، وهم من المجاهدين السابقين الذين حاربوا في أفغانستان أيام الاحتلال السوفيتي وقتها، وبدعم من بعض البلدان الإسلامية وأمريكا، ثم عادوا لبلدانهم، وتعرضوا للعديد من المضايقات. خاصة من نظام القذافي الذي أودعهم السجون، بعد الثورة الليبية، طفا هؤلاء علي السطح، ليقودوا الزحف إلي بنغازي في شرق ليبيا، وللعاصمة طرابلس في غربها، ومازالوا يحاولون فرض سيطرتهم، وتكوين الدولة الإسلامية المنشودة.
ميليشيات متطرفة
وهناك تنظيم «فجر ليبيا»، وهي ميليشيات متطرفة، «تخوض معارك دامية في بنغازي وطرابلس ومصراتة والزنتان، وحسب صحيفة التليجراف البريطانية، فهي تحالف مكون من عدة ميليشيات إسلامية متطرفة مسلحة، وحسب البرلمان الليبي فهي جماعة إرهابية خارجة علي الشرعية هي وأنصار الشريعة، وقد طالبهما البرلمان أكثر من مرة بتسليم أسلحتهما للجيش النظامي.
وحسب تصريح أخير لفرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، فإن فجر ليبيا، هي جسم مكمل لتنظيم الإخوان في مصر، وأحد أذرعها في طرابلس العاصمة بوجه خاص.
ومعركة فجر ليبيا، أو معركة الإخوان في ليبيا التي تدور رحاها الآن هناك، تعد حسب صحيفة «هوفينجتون بوست الأمريكية».. الصراع ومعركة الوجود الأخير لهم، في الصراع الليبي الليبي، يعني وباختصار معركة أكون أو لا أكون، وفرض واقعهم علي أكبر مساحة ممكنة من التراب الليبي.. ومن هنا.. كان الاتهام الموجه من جانب بعض المسئولين الليبيين، لدول بعينها بتأييد هذه الميليشيات المسلحة. وأبرزه الاتهام الذي تم توجيهه مباشرة، لقطر مؤخرا بأنها تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، والتي يرتبط جزء منها بجماعات إسلامية ليبية متطرفة. خاصة في مدينة مصراتة، وبجماعة فجر ليبيا التي تسيطر علي معظم العاصمة طرابلس، وتسعي منذ فترة، للاستيلاء علي مطار طرابلس الدولي.
أيضا أذاعت قناة سكاي نيوز البريطانية تقريرا عن اتهامات مماثلة لقطر بمساندة جماعات لبيبة متطرفة، في حربها الدائرة هناك، وبأنها أرسلت طائرات عسكرية محملة بالسلاح لهذه الجماعات، لترجيح موقفها، علي الأرض، في مقابل الأطراف الأخري المتصارعة.
ليس هذا .. فقط.
فهناك اتهامات طفت علي السطح مؤخرا.. بإمكانية أن تقوم هذه الجماعات الليبية المتطرفة المسلحة.. وعلي رأسها: جماعتا: أنصار الشريعة، وفجر ليبيا، باستضافة عدة مئات من جماعتي: الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، والذين تعتزم قطر طردهم من أراضيها، وعلي دفعات متوالية.
مغادرة الإخوان
وحسب صحيفة الحياة اللندنية. فإن هناك حسب تصريح لمحمد ياسين مسئول العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان. نحو 200 من قادة وأعضاء الجماعة. يستعدون لمغادرة قطر فعلا، وحسب نفس الرجل، فإن ليبيا يمكن أن تكون ملاذا ولو مؤقتا لهم، ولبعض أفراد الجماعة الإسلامية، الذين تربطهم بعض الصلات مع جهاديين سابقين ليبيين. من أيام الحرب في أفغانستان، وستكون ليبيا ملاذا مؤقتا لهم وليس دائما، وحسب مجريات الحرب الدائرة الآن هناك، بين هذه الميليشيات المتطرفة، وقوات حفتر، والجيش الليبي النظامي.. وحسب صحيفة الشروق التونسية.. فقد طلب بعض المسئولين التوانسة استضافة بعض هؤلاء المطرودين من قطر، علي الأراضي التونسية ولصلات تجمعهم مع حزب النهضة التونسي ذي التوجهات الإخوانية، وقد تكون ليبيا مقرا مؤقتا لهم، قبل استضافتهم الدائمة علي الأراضي التونسية.
وفي مقابل ذلك..
يجد الإخوان صعوبات في الذهاب لدول مثل بريطانيا، التي تستعد لتصنيفهم كجماعة إرهابية.. وتجفيف مصادر تمويلهم داخلها وخارجها، كما يجدون صعوبات في الذهاب لبعض البلدان العربية، التي تمتنع عن استضافتهم لاستشعارها الحرج، أو لأنها أدرجتهم بالفعل كجماعة إرهابية.
ومن هنا.. قد تبرز ليبيا حسب المصادر البريطانية. كمأوي مؤقت لهم قبل ذهابهم للإقامة الدائمة، في بلدان أخري يأتي علي رأسها: ماليزيا وجنوب أفريقيا، وتركيا التي ترفض التوسع في استضافتهم خلال الفترة القليلة القادمة