تعلمنا ان شعبنا العراقي يزول عنه كل مظاهر المطالبة بالحقوق من تظاهرات
وانتقادات بمجرد زوال المؤثر ، فمع تحسن درجات الحرارة ورفدهم بكذا ساعة
كهربائية مع تلميحات مليشياوية غاضبة ضد التظاهرات لمسنا هذه الجمعة
تقهقر بأعداد المتظاهرين ، ولقد امست المبادئ الانسانية والاهداف النبيلة
لا تحرك الضمير العربي خصوصا في العراق فأن الذي دفع الناس بالتظاهر هي
ارتفاع درجات الحرارة مثلما جعل اللبنانيين يتظاهرون بسبب هي اكوام
الازبال وهذا يعطينا انطباع سيء ان التظاهرات سوف ترجعنا للمربع الاول
بزوال المؤثر .
وهذا شيء طبيعي بالنسبة لشعبنا العراقي ولكن ما الذي سيفعله الانتهازيون
الذين ركبوا الموج ؟ فما الذي ستفعله المرجعية ان سكت الشعب ؟؟ !! نعم ما
الذي ستفعله المرجعية التي اقحمت نفسها وطالبت بالاصلاحات ومحاربة الفساد
وتطوير دخل البلد بالصناعة والزراعة ومحاربة رؤوس الفساد واسترداد
الاموال المسروقة …. الخ ماذا لو سكت الشعب فهل ستفتي بالتظاهر ضد
الفاسدين ونحن نعلم علم اليقين ان الموقف ضد الساسة يأتي بعد ان تحرك
الشعب ولكن ربما هذه المرة سيكون الشعب تذاكى لأول مرة ، فأن سكت الشعب
فهو فعله الذي عهدناه منه طوال السنين ولكن ان سكتت المرجعية في ظل حكومة
وعملية سياسية فاسدة وسارقة فما الذي يدل وما الذي سيؤول اليه الامر ؟
وهنا كما يقال (طاحت ما بين حافره ونعله) فأن سكتت فهذا دليل صارخ ان
المرجعية سكتت عن افعال الحكومة والساسة الفاسدين اي انها راضية عليهم
وما تلك الجعجعة الا انتهازية واضحة !! وان دعت المرجعية الى استمرار
التظاهرات فهذا ما لا يخطر على بال احد مطلقا ؟ لأننا نتمنى ان تصدر فتوى
يتيمة ضد الساسة الفاسدين ؟
ان هذا التقهقر كان متوقعا بزوال المؤثر وقد اشار له المرجع الصرخي بقوله
” هل تظاهراتُكم ستنتهي فقط عندما يوفِّر لكم المسؤول ساعةً إضافيةً أو
أكثر من الكهرباء ، أو عندما يماطل معكم المسؤول ويخدعكم فيكسبَ الوقتَ
فتمرّ الأيام وتنتهي موجةُ الحرّ الحارقة وينتهي كلُّ شيء وكأنَّ شيئاً
لم يكن ؟!! فينطبق عليكم ما قالَه الإمام علي عليه السلام : {{
أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ ؟ وَتَشْبَعُ
الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ؟ وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ
زَادِهِ فَيَهْجَعَ ؟! قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ
السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ وَالسَّائِمَةِ
الْمَرْعِيَّةِ ، طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا ،
وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا }} “
وهنا لابد ان نسأل :- هل سيرجع المتظاهرون بخفي حُنين  ؟  لأن العبادي
والوضع السياسي هو كما كان بل مجرد رتوش وترشيقات طفيفة فعلها العبادي
ليرسو الى ساحل الترشيق من الناحية المالية فهو عندما دمج بعض الوزارات
وحل الاخريات والغى نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقلل عدد
المستشارين جاءت تلبية لإنقاذ الوضع المالي الحكومي المتدهور نتيجة لنهب
نوري المالكي خزينة الدولة عام 2014.
ويا حسرتاه على المرجعية كيف ستعض اصابع الندامة على ركبها الموج فتحتم
عليها ان تدعم وتزيد زخم التظاهرات حتى تحفظ ماء وجهها لأن الناس وعت
وشخصت العلة كما نوه لها المرجع الصرخي بقوله ” فَشِلَ مكرُهُم بسببِ
وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في
تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم
وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل اصنافها وبتوجيهٍ مباشر من ايران جار
الشر والدمار “
ونحن نسال الله تعالى ان يدرك العراقيون المىسيرة وان لا ينطبق عليهم
المثل (رجعت حليمة لعادتها القديمة) فالتظاهرات وشعاراتها ارعبت وزلزلت
السياسيين الفاسدين والمؤسسة الدينية فبدأوا يتخبطون ويصدرون مواقف
انتهازية غير مدروسة ستفضحهم بعد حين