جودت هوشيار:

ربما كان أبو بكر البغدادي أشهر شخص مطلوب للقضاء  في عالم اليوم ، بسبب زعامته لتنظيم أرهابي لم يعرف التأريخ له مثيلاً في الوحشية وتعطشه للدم ، ومعاداته للحضارة البشرية ولكل ما هو انساني وجميل في الحياة .

 تحيط بشخصية هذا الأرهابي غموض متعمد وهالة كاذبة من صنع وسائل الأعلام وخاصة مواقع التواصل الأجتماعي ،التي يستغلها التنظيم الأرهابي مجاناً ، لبث الخوف والرعب في النفوس والدعاية لدولة الخلافة المزعومة واستقطاب المتشددين من كافة أنحاء العالم.  

منذ تسليم مدينة الموصل الى تنظيم ( داعش ) بأمر أنسحاب رسمي في العاشر من حزيران 2014  ، نشرت عن البغدادي آلاف الأخبار والتقارير والمقالات ، ولكنها كلها لا تعادل مقابلة حية معه وجهاً لوجه . ولم يتمكن أي سياسي أو اعلامي أوأي شخص آخر  لحد الآن من التعرف عليه شخصياً أو اجراء حوار معه ، ربما جرت مثل هذه اللقاءات في السر وبتكتم شديد ولكن لم ينشر عنها شيء لحد الآن ، ما عدا ما كشف عنه خبير ” الأتصالات الأستراتيجية في حالات الأزمات ”  ديفيد بيلومو ، الذي قال في حوار مع صحيفة ال(تيمبو ) الأيطالية ، أنه التقى البغدادي وجهاً لوجه . وحسب هذا الخبير ، فأن البغدادي لا يفكر الا بمصالحه الشخصية ، وهو انسان فظيع بكل معنى الكلمة: أناني ، وسكير ، ومثلي الجنس .

 جرى هذا اللقاء قبل حوالي ثمانية أشهر في أثناء عشاء عمل في سوريا ، حضره أشخاص آخرون الى جانب الخبير وزعيم التنظيم الأرهابي .

ويقول بيلومو: ”  حضرت  بناءً على دعوة تلقيتها من التنظيم لتقييم تطور وضع معين . انهم ( الدواعش )  يعملون ليل نهار في مجال الأتصالات . والأرهاب اليوم هو اتصالات . أنهم يختارون مواقع العمليات الأرهابية بعناية ويخططون لها مسبقاً ، ثم يقيّمون النتائج على مستوى الأتصالات . و بذلك يتاح لهم الحصول على النتائج المنشودة ، من دون تكلفة مالية . وهم يعملون كأي شركة  تجارية من أجل : أقصى الأرباح بأقل التكاليف . ” ويضيف الخبير ” على أية حال ، لم أكن غريباً بالنسبة الى صاحب المأدبة ، فقد كان هناك أشخاص آخرون أيضاً من غير المسلمين. “

ويؤكد الخبير: ان المدعوين من دون استثناء وبضمنهم البغدادي كانوا لا يتحرجون عن تناول  المشروبات الكحولية . لقد كانت مأدبة عمل صرف . واذا كان تنظيم ( داعش ) – مجرد بيزنس ، فأنه كذلك بالنسبة الى زعيمهم ايضاً .

ويكشف بيلوموعن سر خطير وهو أنه قد تم أقصاء البغدادي عن زعامة التنظيم من قبل زملائه في القيادة. ويشير الى أن البغدادي كان غائباً لمدة 15 يوماً .وقيل أنه مات ، ولكن الحقيقة هي أنه جرى اقصائه من الزعامة .وربما كان وراء ذلك ، الأستياء المتزايد في قيادة التنظيم من تصرفاته . ومن المحتمل أن سبب الأستياء هو أن البغدادي لا يفكر الا بمصالحه الخاصة ، والآخرون ايضاً  يريدون مصالحهم الخاصة و لكل منهم مصالحه الأقتصادية . البغدادي ليس رمزاً ، وليس مثالياً ، بل مجرد رجل أعمال سكير ومنحرف .