هناك مقولة تنسب كحديث للنبي محمد تقول “إنّ ممّا أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى : إذا لم تستحي فأصنع ما شئت” وأخرى قريبة منها منسوبة للإمام علي تقول “إذا لم تستحي فأفعل ما شئت” والحديثان يدخلان في باب الحياء بالتراث الديني، وللحديث المروي عن النبي محمد تفسيرات عدّة منها “إذا أردت فعل شيء ، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله ، ولا من الناس فافعله”. لقد تعمّدت أن تكون مدخل المقالة من التراث الإسلامي كوني أخاطب بها ، مسؤولا كبيرا ليس بـ “الدولة العراقية” كون العراق “ولايه تايهه” بل مسؤولا كبيرا في حزب “الأخوان المسلمين” هو رئيس برلمان “الشعب” السيد سليم الجبوري ومن خلاله أخاطب جميع الأسلاميين من أمثاله سنّة وشيعة.

 

فقد كشف مصدر برلماني مطلع، اليوم الأربعاء وفق صحيفة “المدى البغدادية”، من “أن رئاسة مجلس النواب وجهت بـ”عدم اصلاح الاضرار التي خلفها اقتحام مبنى البرلمان من قبل المتظاهرين، يوم السبت الماضي، لحين انجاز الاجراءات القانونية والقضائية، فيما أكد أن الرئاسة شددت على ضرورة “الابقاء على كافة معالم الجرائم المرتكبة من دون تغيير”. كما أضاف نفس المصدر قائلا أن “رئيس مجلس النواب أصدر كتابا وجّه خلاله بالأبقاء على كافّة معالم الجرائم المرتكبة خلال إقتحام المتظاهرين للبرلمان من دون تغيير أو إصلاح لحين إتمام الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة” !!!

 

إن السيد الجبوري غاضب جدا على ما يبدو من “الجرائم” الفظيعة التي إرتكبها “الأوباش” من المتظاهرين من الذين دنسوا بيت “الشعب” خلال إقتحامهم له، من خلال تدميرهم لبعض قطع الأثاث أو نثرهم للقرطاسية على أرضية البرلمان “المقدّسة”، أو جلوس أحدهم على كرسي عرشه، أو تلك الجريمة البشعة بتلويثهم “القنفه” والتي سيذكرها التاريخ كدلالة على همجية شعب العراق ومدنية قادته الأسلاميين وحرصهم على ثروات بلدهم الفنية والتاريخية!!

 

تحطيم جزء من أثاث البرلمان أعتبرها السيد الجبوري جرائم يجب أن تبقى آثارها مكانها وعلى حالها لحين إتمام الاجراءات القانونية والقضائية اللازمة من قبل اللجان المختصة لتقدير حجم الضرر الناتج عنها وكلفة ترميمها، والتي سوف تكون رقما فلكيا كعادة الارقام الفلكية في أية عملية نصب وسرقة للمال العام من قبل ساسة المحاصصة، كما وسيتوقف عمل البرلمان لحين إستكمال هذه الاجراءات وإعادة الوجه الحضاري للبرلمان الى ما كان عليه والذي سيطول لحين ترتيب الخلافات السياسية بين القوى المتحاصصة للقفز على ما يسمى بالإصلاحات تلك التي سمعنا جعجعتها كثيرا دون أن نرى نحن الجوعى ولو رغيف منها.

 

دعونا نتفق مع السيد الجبوري حول “الجرائم” التي إرتكبها المتظاهرين في البرلمان ولنسأله عن ، إدخال كل زناة الأرض الى العراق ليقتلوا الأبرياء من أبناء شعبنا إن كانت جريمة أم لا؟ دعونا نسأله عن ، كل هذا الخراب بالبلد في عهدكم الكارثي إن كان جريمة أم لا ؟ دعونا نسأله عن ، الفساد الذي وصل الى مستويات قياسية عهدكم إن كان جريمة أم لا؟ عشرات الأسئلة بل المئات نضعها أمامك ايها السيد الجبوري ، وكل سؤال منها بالف الف جريمة. فمن سيحاسبكم عليها، وهل تريدنا أن نبقي وضع العراق كما هو عليه الآن ثم نأتي بك ومعك كل اللصوص لنضعكم في السجن لحين إتمام الاجراءات القانونية والقضائية؟ وماذا تتوقع سيكون حكم القضاء إن كان عادلا ساعتها؟

 

السيد الجبوري عليك وزملائك أن تشكروا الله “وجهاز التحكم عن بعد” الف الف مرّة كون المتظاهرين لم يفتكوا بك وبزملائك، أنتم الذين شرّعتم السرقة والفساد ليصل البلد في عهدكم الأسود الى حافّة الهاوية، أنّ جرائمكم بحق العراق لم تمرّ ببال أي حاكم ظالم حكم هذا البلد منذ أن كان مهدا لحضارات دمّرتم ما تركوه من خلال حلفائكم القادمين من الصحارى وكهوف ما قبل التاريخ ليومكم هذا.

 

لو كان لك ذرّة حياء وأنت ترى “بلدك” بهذا الخراب و “شعبك” بهذا البؤس لما قلت ما قلته، ولكنك كما كل ساسة المحاصصة لا تملك حياء رغم أسلاميتك وأسلامية باقي المتحاصصين، والذي لا يملك الحياء من أمثالك ينطبق عليه حديث النبي محمد الذي يقول فيه ” إذا أبغض الله عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء، لم تلقه الّا بغيضا مبغضا، فإن نزع منه الأمانة نزع منه الرحمة، وإذا نزع منه الرحمة نزع منه ربقة الإسلام، وإذا نزع منه ربقة الإسلام لم تلقه الا شيطانا مريدا”.

 

ووالله فأنت وأمثالك من ساسة المحاصصة مجتمعين “بربطة المعلم” لا حياء لكم لانكم كذّابون ، ولان لا حياء لكم فلا أمانة عندكم فتراكم لصوص للمال العام، ولانكم تسرقون اليتيم والفقير والارملة فلا رحمة لديكم، ولان لا رحمة لديكم فانتم كما يقول النبي محمد خرجتم من ربقة الإسلام، ولأنكم خرجتم من ربقته فلستم سوى شياطين.

 

 

الحياء و الإيمان في قرن , فإذا نزع الحياء تبعه الآخر ” ابن عباس “.