للمرة الثانية على التوالي يفشل ليونيل ميسي في قيادة الأرجنتين الى مجد عالمي عندما كرر الخسارة في مباراة نهائي كوبا أمريكا ومع ذات الفريق التشيلي المتطور، هذه المرة أضاع ميسي ضربة الجزاء الأولى ضمن ركلات الترجيح، وأفقد بلاده فرصة الفوز بلقب منتظر، ويعد اللاعب الثالث الأسطورة الذي لم يفز بلقب بطولة كوبا أمريكا بعد المعجزة مواطنه مارادونا والبرازيلي بيليه. ميسي لم يفز ببطولة كأس العالم أيضا، وإكتفى بالفوز بعدة ألقاب مع برشلونة مع إنه يلعب مع المنتخب المؤهل الأول للفوز في أية بطولة يشارك فيها وهو منتخب التانغو الفائز بكأس العالم 1978 و 1986 وربما يكون ذلك السبب في إعلانه الإعتزال الدولي والإكتفاء بلعب دور البطل في الأندية.

بعد مباراة التشيلي أعلن ليو إعتزاله اللعب الدولي وهي صدمة له قبل أن تكون لغيره لأنه يعلن الفشل النهائي في الحصول على لقب عالمي. فبلاده يمكن أن تحصل على اللقب الغالي مع غيره ومع جيل مختلف لكنه الوحيد الذي لن يفعل ذلك. منتخب التانغو فاز بكأس العالم مع نجوم مختلفين وسجل المجد لهم ولبلادهم لكن ميسي سيرحل دون بطولة قارية أو عالمية وهي هزيمة قاسية في الوجدان لايمكن تعويضها على الإطلاق مهما حقق من إنتصارات مع نادي برشلونة الذي هو فريق إسباني في النهاية ولايمثل الأرجنتين، ومجده في البرشا شخصي وليس قوميا كما لو أنه فاز لبلاده ببطولة من البطولات الكبرى العالمية.

نهاية ميسي قريبة جدا بعد الفشل في الفوز بنهائي الكوبا أمريكا، ومع الإعتزال الذي قد يعود عنه فإن أقرب البطولات العالمية التي يمكن أن يحلم فيها هي بطولة كأس العالم في موسكو 2018 التي سيكون عمره حينها وصل الحادية والثلاثين ولايمكنه بها مقارعة أجيال كروية صاعدة خاصة في أوربا وأفريقيا وحتى أمريكا الجنوبية التي تنتج منتخبات رائعة ككولومبيا وتشيلي والأورغواي، وهذا ربما يكون السبب الذي دفع اللاعب الشهير ليعلن إعتزاله اللعب مع المنتخب الأول.

نهاية اللاعبين ونهاية أجيال كروية لاتصيب المولعين بكرة القدم بالصدمة وحسب، هي أيضا تمثل حالة إنتظار لجيل جديد ونجوم مختلفين، فمن تعود متابعة إبداع مارادونا لايغريه ميسي كما هو الحال معي عندما كنت أستمتع بنجومية مارادونا في المكسيك 1986 ولاعبين متفردين آخرين. لكن من لم يتعرف الى مارادونا فليس له سوى أن يعجب بميسي ورونالدو وسواهما من لاعبين جدد، ومن تابع مباراة إسبانيا الأخيرة ضد الطليان في أمم أوربا بباريس 2016 يتيقن بالفعل أن الجيل الإسباني الذهبي ولى دون رجعة خاصة وإن اللاعبين الإيطاليين الذين لايحظون بثقة كبيرة على المستوى الوطني أذهلوا شعبهم ومعه العالم بمستوى من المهارة والعطاء جعل الإسبان أشبه بفريق شعبي وليس فريقا عماد تشكيلته من البرشا والريال.

هذه هي روعة كرة القدم، خاصة وأنت تشاهد عملية إعدام لميسي.