نحتاج بين الحين والأخر أن نسأل أنفسنا عن مجمل ما نقوم به من تصرفات، وعن الهدفية من ورائها وما جدوى تلك الأفعال وما تأثيرها على حياتنا الشخصية أو على المحيط الذي يقع ضمن مدى تأثيرها، فلا يعقل أن نكون ناضجين وعلى مستوى عالي من الانسانية وتكون افعالنا بلا قصدية أو هي عبثية، وبالنسبة للمشتغلين بالكتابة والتعبير عن الأحداث الانسانية المعاصرة أو حتى ممن يسافر عكس عقارب الزمن كاتباً عن العصور السالفة لابد له من هدف سامي يكتب له كان يخرج لنا درر الماضي وجواره المكنونة وأن لا يكتب من أجل ان يقال عنه كاتب أو إعلامي.
فإذا ما طالعنا حياة الماضين وسيرتهم العبقة نجد أن كبار الشعراء والخطباء والكتاب لم تكن نتاجاتهم الخالدة إلا قناعات ومعالجات وحلول لما يعانيه مجتمعهم الذي عاشوا فيه فلا أعرف شاعراً كتب ليقال عنه شاعراً وكذا الخطيب والمتكلم فسباقنا في هذه الفنون لابد أن يكون بالهدف الأكبر وبالقصد النبيل والغاية السامية ولا ننسى أن كل كلمة نكتبها أو نقولها لا تخلوا من أحد أمرين إما لنا أو علينا لذا فلنحرص أكبر الحرص على ما نكتب وفيما نكتب ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) سورة ق الآية 18