قَبل أن نخوض الغمار في السياسة علينا نعود للتاريخ الذي هو المعبر الوحيد لقراءة اي فئة او دولة او حركة او تكتل .
لنُعرف الحوثيين أولاً :
فمن هم الحوثيين ؟؟؟
الزيدية مسمى يشمل على عشرين مذهب لم يبقى من هذة المذاهب سوى اربعة وهم والصالحية الهادوية والسالمية والجارودية في الشمال من اليمن يبرز المذهب الهادوي يحاول قادة الحوثيين نشر المذهب الجارودي تحت مسمى الزيدية لأنه مذهب الجارودية قد انقرض في اليمن ,
بدر الدين الحوثي وهو أحد فقهاء المذهب الزيدي وبدوره هو المتأثر بالمذهب الشيعي المناهض للمذهب السني الحنابلي في اليمن ,
استقر بدر الدين الحوثي في ايران وتأثر في الخميني كثيراً ..وبدأ بنقل الفكر الأيراني الى اليمن من خلال الشباب والقبيلة ,
الحكومة اليمنية وحلفائها سعت الى أضافة صبغة الطائفية حتى تتسلقى على أموال الخليج واستغلت قرب المنافذ اليمنية السعودية كجوكر حتى تطغي فكرة أن هذا العدو هو عدو أقليمي ويهدد امن الجوار والأمن العالمي، لتغطي على فشلها في حل مشاكل الداخل بسبب فساد وأهمال حكومة على عبد الله صالح سابقا اتجاه الحوثثين حيث تم تطريفهم في الحقوق والأستحاقاقات الحياتية وغيرها والحكومة الحالية كانت اكثر هشاشة من علي عبد الله صالح الذي هو اليوم يهلهل بالحوثيين ويبارك انتصارهم وهو جلادهم الأول .
الحوثثين في الأساس هم موضوع داخلي يمني لكن دهاء هادي ومن يحركه حوله الى خطر أقليمي يعني الخليج أكل الطعم , الشقاق في اليمن وضعف حكومة هادي وصراع الشرق وهيمنة الملالي بصورة أو بأخرى على العراق وفكر الكثر من اللبنانين مع سوريا سهل امر مد أذرع طهران الى اليمن وتمويل الحوثيين , لأسباب عدة منها :
أنها تريد أستكمال المثلث الشيعي ..
أن يراها العالم كقوة أقليمية دولية والأهم هي تريد ان تكون القوة النووية الأولى في العالم خصوصا بعد التسلح السعودي مع كوريا وتصريحات المملكة في بناء المفاعلات النووية .
وزحف الحوثيين لعدن له غايات ولم يكن التحرك أعتباطي بل هناك خارطة طريق وأضحة لأنه الحوثيين اليوم تحركهم دول وليس الذات ,وهناك امر لابد ان ننعطف نحوه ان علي عبد الله صالح كان له خصم وهو الأحمر استغل علي عبد الله صالح حرب الحوثيين لسحق الأحمر وهو الخصم اللدود له …فتلاطم الأثنان وتفرج هو ..
نعود للحدث تحرك الحوثيين لعدن امر ليس بسهل وعدن تحتوي العديد من الطوائف ويقطنها اعداد مهولة من البشر وهي بوابة باب المندب المعبر التاريخي لمرور النفط وشاحنات النفط المارة لقناة السويس .
التحالف الخليجي ضد ايران لابد منه وقد جاء هذا متأخر ..لكن التوجه العسكري السعودي كان خطأ كبير من المملكة لأنه كما ذكرت هذا طعم لأدخال السعودية معترك الحرب العسكرية والحوثيين أقلية وليسوا بهذة الكثرة التي صورها الأعلام للعالم هم تحصيل حاصل لفساد حكام . ومشاكلهم مسؤولية رئيس اليمن والتوقعات تسير نحو ربما تكون هناك حرب برية لكنها ليس بالحجم الكبير وخاطفة بسبب طبيعة جغرافية اليمن الجبلية وامور اخرى .
الخطر ليس في الحوثيين انفسهم الخطر الحقيقي هو في المد الفارسي الذي الحوثيين جسراً له , ولن تمرر طهران هذة الضربة دون عقاب فسوف تتجه الى تأجيج الداخل السعودي والبحرين والكويت من خلال خلاياهم النائمة هناك ,
من المواقف التي عززت خوف السعودية من عمامة الملالي هو تحرك سليماني في العراق واستعادة بعض المناطق من داعش بنفس الوقت تنقل سليمان بين سوريا والعراق الذي هو تحصيل سيطرة ايران على العراق بصورة رسمية من خلال الميلشيات مع قرب الأتفاق الامريكي الأيراني لتخصيب اليورانيوم وهو الذي اتى كرد للسعودية ودخولها عالم المفاعل النووي ,
السعودية اليوم …غير السعودية الأمس فالدفة القيادية تختلف فيما بين الملك عبد الله الراحل والملك سليمان الحالي خصوصا لدور السعودية في مصر التي كان لها الدور الكبير في ازاحة جماعات الاخوان من الحكم بمصر هناك خطان يسيران بمحاذ واحد هم تغير سياسية المملكة ازاء السعودية وبالعكس , اصبح الموقف متعادل
الملك سليمان اكثر حنكة من الملك عبد الله الراحل وذو نظرة استتراتيجية تقبل أردوغان حليف وتقبل غيره حتى يتمكن من سير دفة الأصلاح وتصحيح اخطاء الأمس ,
هذا السير بمحاذة الاخر اتى من دعم تركيا الثورة وبدورها دعمت السعودية الانقلاب.تغير الملك سيلمان لعدد من وزراءه يدل على انه يرغب فعلاً بتغير السياسة السعودية مع العالم ,
وبالمقارنة بين سوريا واليمن الحالي نجد أنهما فكلا البلدين يقع منذ فترة طويلة تحت ميدان الصراع القبلي والطائفي، كما أن اليمن وسوريا مأوى للجماعات التي تتلقى المساعدات العسكرية والمادية من الخارج .والكل له غاية ما ,
ايران من خلال الحوثيين تسعى الى خنق المنابر السنية بالدول الشيعية المتحالفة مع إيران من بيروت إلى الخليج الفارسي، ..
وعلى السعودية التي تقود التحالف ضد الحوثيين ان تختار مجالسة الحوثيين وهو الخيار الأمثل والافضل لهم قبل ان يكبر المارد الايراني في اليمن ,, واعتقد هذة هي النهاية الجلوس على طاولة المباحثات لامحالة لكن بعد خسائر لابد منها .
لأنه اليمنيون تعداده ليس بهين 24 مليون نسمة، معظمهم مدججون بالسلاح يتمرغون في الفقر وقد تحول هذا الفقر الى أخطبوط وعودة صالح لسدة الحكم يقود الى حرب اهلية وعودته اصبحت محالة , رغم التدخل الايراني بمركزية اليمن لكن العراق ليس كاليمن
لانه العراق عانى الفراغ القيادي السياسي ومازال …لكن اليمن لها لاتعاني فراغ سياسي بل فراغ قيادي وهادي قائد هش ..
نعود ونقول الحل في اليمن سياسي وليس عسكري مهما كان حجم الحوثثين سينتهون كما ظهروا مجرد وقت ..والحقيقة لابد ان تقال هم تحصيل حاصل لفسادة قادة و تدريجي تاريخي قبلي حضاري , وهم جزء من اليمن السعيد لابد ان ينظفوا افكارهم قبل ان تنظفهم طائرات التحالف من على خارطة التاريخ والحدث اليمني ….وعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة
واخيرا يجب ان ننوه ان الطائرات السعودية تدخلت في اليمن ولم تتدخل في العراق .لأنه العراق اليوم حديقة خلفية لطهران واي تدخل عسكري في العراق يعني الدخول ضد المشروع الايراني في العراق والامريكي ايضا وامور اخرى
والأهم من كل هذا ان الدخول الى الاراضي السعودية من العراق اسهل من الدخول الى مقهى في شارع فلسطين في بغداد .
شيرين سباهي رئيسة منظمة النسوة النمساوية
رئيسة المنظمة الدولية للتحقيق بالأنساب والقبائل العربية