لاداعي لأن تذكر الآيات والأحاديث الدالة على سواسية الناس، وأن الإسلام لايفرق بين أبيض وأسود، وأن سيدنا رسول اله صلى الله عليه وسلم، عاتب سيدنا معاذ بن جبل ، حين عير سيدنا بلال بن رباح، بقوله.. يا إبن السوداء.
يكفي أن ينظر المرء من حوله، ويرى.. الحاكم، والإمام، والمذيعة، ويسأل نفسه حينها.. لماذا الحاكم العربي ليس أسود البشرة؟. لماذا المذيعة، ومقدمة الأخبار، والحصص ليست ذات بشرة سوداء. ولعل الأمثلة التالية المعاشة، تجيب على بعض الأسئلة..
المذيعة العربية لن تكون سوداء.. للمرة الثانية على التوالي .. وأنا أتابع مقدمة نشرة الأخبار الكندية، والأمريكية، والفرنسية، ذات البشرة السوداء، يراودني هذا السؤال..
لماذا لاتوجد في الدول العربية ، مقدمة أخبار، ولا مقدمة حصة ، ذات بشرة سوداء.
لايؤمنا إمام أسود.. منذ سنوات خلت قرأت بالصدفة، حوارا لإمام مكة يومها، لاأتذكر إسمه الآن، جاء فيه..
لأول مرة يكون إمام مكة ذا بشرة سوداء. وبعدها أقرأ بالصدفة، أنه أقيل من منصبه، لٍأنه أبدى رأيا، لم يعجب السلطان.
الكعبة التي أذن فوقها سيّدنا بلال بن رباح، رضي الله عنه وأرضاه، كتب عليها أن لايعتلي منبرها .. أسود البشرة.
متى يكون اللون الأسود عند العرب، من الجمال؟ .. أتابع بالصدفة عرض أزياء، لأمريكيات، وأوربيات، ذووا بشرة سوداء، بل إن ذات البشرة السوداء، نالت من الشهرة، والعالمية، وتهافت وسائل الإعلام عليها، مالم تنله.. الشقراء.. والبيضاء.
متى يكون اللون الأسود عند العرب، من الجمال؟ .
أوباما الأسود.. عظمة الولايات المتحدة الأمريكية، تكمن في كونها، وضعت على رأسها.. وهي تفتخر على الأمم ..
رئيسا أسودا، وجنرالا أسودا، وسفيرة سوداء، ووزيرة سوداء. هل وجدت معشار هذا، عند .. العرب.
لايحكمنا رئيسا أسودا.. مازلت أتذكر جيدا، حين تعرض علي عبد الله صالح، رئيس اليمن يومها، لقذيفة صاروخ، ثم ظهر عبر وسائل الإعلام، بعد إجراء العملية، والسواد يغطي وجهه من آثار الصاروخ والحروق.. فاحتج الموالون للرئيس وغضبوا، قائلين.. كيف يظهر رئيسنا، أسود البشرة..
ممنوع عند العرب.. أن يظهر رئيسا أسود البشرة، ولو كان بسبب الحروق، والصاروخ.
عنصرية اللون.. قل لي بربك، من هو العنصري ..
الأمريكي والأوربي، صاحب البشرة البيضاء، الذي وضع على رأس دولته، وكمال جماله، ومقدمة أخباره.. صاحب، وصاحبة البشرة السوداء..
أم العربي الأسمر بطبعه، والأسود بخلقته، الذي يرفض باسم الدين، أن يضع أسودا على رأسه، وأسودا على منبره، وسوداء على نشرة الأخبار؟.