وجيه عباس هو أمة بحد ذاته لالشخصه لكن لإنه يمثل الغالبية العراقية ولأنه يعبر عن صوت الحق وصوت الجماهير المظلومة.
وجيه هو رجل مثقف وأكاديمي ساخر يمثل وجه المعارضة الحرة لذلك فقد أخافَ ببرنامجه ( كلام وجيه ) كل الشخصيات السياسية الطائفية والعنصرية والعناصر الفاسدة وفي جميع مفاصل الدولة.. ولم يقتصر نقده اللاذع على أحد فقد أذاق جميع الطبقة الفاسدة وعلى مختلف إتجاهاتها مُرَّ الكلمات التي سرقت النوم من عيونهم الزرقاء التي لم تعرف الحق ولم تعرف أهله، ولقد تحين أولئك الفَسَدَة الفرصَ ليسقطوا وجيه وبرنامجه الحر.. ولم تكن حجه تناول سيرة عثمان في حكمه إلا ذريعة لإبعاد السيد وجيه عن الشاشة وخنق حرية الإعلام التي لم تطل الكثير من الإعلاميين ومقدمي البرامج في الكثير من القنوات الطائفية والتحريضية التي تشغل مجالاً واسعاً وهي تكيل السباب والشتائم بلا حدود للطرف الآخر.
وللأسف الشديد لم نجد ناصراً ولامعيناً لوجيه أزاء الحملة الظالمة التي سعت لوقف الصوت الذي يصدح بالحق ونصرة المظلومين.
إن في كلام الأستاذ وجيه الكثير من الحق الذي لايعجب أسماع عشاق المال والسلطة.. فإذا ماأتهم وجيه صدام وقارَنَهُ ببعض الحكام الذين حكم عليهم التاريخ بسلبياتهم فهذا حق يكفله الدستور في التعبير عن الرأي.. وللذي لايصدق فليراجع كتب التاريخ والسيرة.
إن الغالبية من العراقيين صُدِموا بحجب برنامج ” كلام وجيه ” رغم أن وجيه لايدعو الى الفرقة ولا للطائفية بل يدعو للوحدة والوطنية والى الكلمة الطيبة الجامعة للعرب وللمسلمين.
إننا ندعوا هيئة الإعلام الى الغاء القرار الجائر وغير المنصف عندما استجاب للضغوط المغرضة التي لايعجبها نقد الفساد والسلطة، فسلطة الشعب أعلى من سلطة الاعلام فإذا سكت الشعب أياماً فلا يعني ذلك سكوته بالمطلق.
محمود الربيعي \ كاتب وباحث.
٩ \ ٥ \ ٢٠١٦
راجع كتاب البدر الازهر في مناظرات ” ليالي بيشاور ” تأليف سلطان الواعظين السيد محمد الموسوي الشيرازي طاب ثراه تعريب السيد حسين الموسوي الفالي. الطبعة الرابعة. الصفحة 228 – 231. من المجلس السادس.
ملحق
يمكنك الدخول الى ماأشرنا اليه في مقالنا في موقع المنتظر وفق الرابط أدناه لقراءة التاريخ قراءة أكاديمية منصفة لتجد أن الأستاذ وجيه لم يتكلم إلا كباحثاُ وقارئاص للتاريخ فعلام كل هذه الضجة المفتعلة التي يقف وراءها مجموعة السياسيين الذين لم يعجبهم إنتقاده اللاذع لتوجهاتهم وسلوكاتهم التي تتنافى مع السلوك الديمقراطي وتوجهات الدستور الذي التزم به الاعلامي الاستاذ وجيه عباس ولم تلتزم به هيئة الاعلام التي لم تراعي حق الاعلاميين الذي لم يتكلموا غير الحق.
http://mezan.net/books/monazarat/bishawar/html/bishawar-16.html#06mj13
سيرة عثمان على خلاف الشيخين
لقد أجمع المؤرخون والأعلام، مثل: ابن خلدون، وابن خلكان، وابن أعثم الكوفي، وأصحاب الصحاح كلهم، والمسعودي في مروج الذهب 1/435، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والطبري في تاريخه، وغيرهم من علمائكم، قالوا: إن عثمان بن عفان حينما ولي الخلافة سار على خلاف سنة الرسول(ص) وسيرة الشيخين، ونقض العهد الذي عاهده عليه عبد الرحمن بن عوف في مجلس الشورى حين بايعه على كتاب الله وسنة الرسول(ص) وسيرة الشيخين، وأن لا يسلط بني أمية على رقاب المسلمين.
ولكن حينما استتب له الأمر خالف العهد، وتعلمون بأن نقض العهد من كبائر الذنوب، والقرآن الحكيم يصرح بذلك.
قال تعالى: (…. وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا)(35).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)(36).
الحافظ: نحن لا نعلم لذي النورين خلافا، وإنما هذا قولكم ومن مزاعم الشيعة ولا دليل عليه!
قلت: راجعوا شرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ 1/198 ط دار إحياء التراث العربي، فإنه قال: وثالث القوم هو عثمان بن عفان…. بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر له، وصحت فيه فراسة عمر، فإنه أوطأ بني أمية رقاب الناس، وولاهم الولايات، وأقطعهم القطائع، وافتتحت أفريقية في أيامه فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان.
وأعطى عبدالله بن خالد أربعمائة ألف درهم.
وأعاد الحكم بن أبي العاص إلى المدينة، بعد أن كان رسول الله( ص) قد سيره ـ أي: نفاه من المدينة ـ ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر! وأعطاه مائة ألف درهم.
وتصدق رسول الله (ص) بموضع سوق بالمدينة ـ يعرف بمهزوز ـ على المسلمين، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان.
وأقطع مروان فدك، وقد كانت فاطمة بنت رسول الله(ص) طلبتها بعد وفاة أبيها(ص) تارة بالميراث، وتارة بالنحل، فدفعت عنها.
وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية.
وأعطى عبدالله بن أبي السرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح أفريقية بالمغرب، وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة، من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين.
وأعطى أبا سفيان بن حرب*(37) مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال، وقد كان زوجه ابنته أم أبان. فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكى وقال:… والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا!
فقال: ألق المفاتيح يابن أرقم، فإنا سنجد غيرك!
وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة، فقسمها كلها في بني أمية.
وأنكح الحارث بن الحكم ـ أخا مروان ـ ابنته عائشة، فأعطاه مائة ألف من بيت المال، بعد طرده زيد بن أرقم عن خزانته.
وانضم إلى هذه الأمور، أمور أخرى نقمها عليه المسلمون، كتسيير أبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة، وضرب عبدالله بن مسعود حتى كسر أضلاعه، وما أظهر من الحجاب، والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود ورد المظالم وكف الأيدي العادية والانتصاب لسياسة الرعية!
وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين…. إلى آخره.
هذا كلام ابن أبي الحديد في عثمان بن عفان.
وذكر المسعودي في مروج الذهب 2/ 341 ـ 343:
فقد بلغت ثروة الزبير خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعا وخططا في البصرة والكوفة ومصر والإسكندرية، وكانت غلة طلحة بن عبيدالله(38) من العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر.
وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف مائة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف شاه، وبلغ ربع ثمن ماله بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا.
وحين مات زيد بن ثابت خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار.
ومات يعلي بن منية وخلف خمسمائة ألف دينار وديونا وعقارات وغير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار.
أما عثمان نفسه… فكان له يوم قتل عند خازنه مائة وخمسون ألف دينار وألف ألف[أي: مليون] درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خيلا كثيرا وإبلا.
ثم قال المسعودي بعد ذلك: وهذا باب يتسع ذكره، ويكثر وصفه فيمن تملك الأموال في أيامه.
انتهى كلام المسعودي.
هكذا كان عثمان وحاشيته يتسابقون في كنز الذهب والفضة، وجمع الخيل والإبل والمواشي، وامتلاك الأراضي والعقار، في حين كان كثير من المسلمين المؤمنين لا يملكون ما يسدون به جوعهم ويكسون به أجسامهم.
أكان هذا السلوك يليق بمن يدعي خلافة رسول الله(ص) وهل كان النبي(ص) كذلك؟!
كلا وحاشا، ولاشك أن عثمان خالف طريقة أبي بكر وناقض سيرة عمر أيضا، وكان هو قد عاهد على أن يسلك سبيلهما.
ذكر المسعودي في مروج الذهب، ج1، في ذكره سيرة عثمان وأخباره ، فقال بالمناسبة: إن الخليفة عمر مع ولده عبدالله ذهبا إلى حج بيت الله الحرام، فلما رجع إلى المدينة كان ما صرفه في سفره ستة عشر دينارا، فقال لابنه: ولدي لقد أسرفنا في سفرنا هذا.
فقايسوا بين تبذير عثمان لأموال المسلمين وكلام عمر بن الخطاب، وشاهدوا كم الفرق بينهما؟!