لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! (12)
قال تعالى : “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ “.
احمد الحاج
لأنني صاحب نزعة ديكارتيه بالعموم خلاصتها”أنا أشك إذن أنا أفكر،أنا أفكر إذن أنا موجود”فقد أجهدت نفسي في محاولة فهم علل بعض النصوص الشرعية وحكمتها وأسبابها مع إيماني المطلق بأن متواترها وصحيحها وحسنها لنفسه ولغيره حق ولاشك،الا أنني أحب أن أعرف العلة،أشخِّص الحكمة،أعلم السبب الكامن وراءها لتكون تلكم المعرفة عونا لي على نفسي وليطمئن قلبي أولا، ولتغيير مزاج المتشككين من حولي قدر الامكان،ولرفع همة المحبطين ما أمكن ،فضلا عن إضافة معلومة حقيقية جديدة للمؤمنين تزيدهم همة وحبا وبذلا وعطاء لهذا الدين الحنيف – بعيدا عن خزعبلات الجكليت وبصقات التواليت والأساطير التي يلوكها الكثير من الروزخونيين بلا أدنى دليل نقلي ولا عقلي ما أحدث إرباكا لدى العوام وجلها مرويات موهومة عن مجهولين لم تدون حتى في كتب الاقدمين الموثوقين وأصبحت مثار سخرية مواقع التواصل لتهافتها وإنقطاع سندها ووهن متنها وغرابة سياقها فضلا عن مضمونها الذي لا يصمد أمام الحقيقة ولاتستسيغه حتى عقول الأطفال علاوة على السذج – وأقولها وبكل صراحة أنني وفي كل يوم تقريبا أذهل بعظمة هذا التشريع الرباني وروعته من خلال إطلاعي على دراسات علمية عالمية رصينة وموثوقة أجريت في جامعات عريقة تم نشرها في صحف ومجلات ومواقع ذات باع طويل في مجال تخصصها،ولعل من هذه المحاولات المبذولة لإستيعاب العلل والحكم ومحاولة معرفة أسباب الأحكام الشرعية والوصايا النبوية الشريفة قدر الامكان كان التساؤل الطويل والمؤرق عن سر تحريم تناول الحيوانات البرية ذات المخلب والناب والتي أثبتت الصين وسواها من دول العالم المتحضرأنها السبب الرئيس في انتشار وباء كورونا المستجد “كوفيد – 19 ” وقبلها انفلونزا الخنازير ناهيك عن كم لايحصى من الامراض والاوبئة ما دفع الصين مؤخرا الى تجريم ولا أقول تحريم تناولها وبيعها في مجتمع أدمن طبخها وتربيتها والأتجاربها،وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة “عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير “،أما بالنسبة للخنزير فإنه يأكل القذارات ويعيش فيها ونسبة الدهون واليوريا في جسمه كبيرة جدا ما يسبب العديد من الامراض لأكلته وكانت صحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج”الألمانية، الصادرة عن المؤسسة الاتحادية للزراعة والتغذية، قد كشفت في وقت سابق من عام 2018 على لسان مديرها هانزكريستوف أيدن،أن متوسط استهلاك الفرد للحوم الخنزير قد تراجع في 2017 بعموم المانيا فيما تراجع معدل استهلاك هذا النوع من اللحوم -الخنزير – في غضون 10 أعوام من 40.5 إلى 35.8 كيلوغراما مقابل ارتفاع الطلب على لحوم الأبقار والطيور،الى ذلك اكد الدكتور غوردان أماديو، جراح الأعصاب في مركز ديل سيتون الطبي ، ان ” الديدان المعروفة بشريطية الخنزير تضع بيض اليرقات في أجسام الخنازير وبعد تناولها من قبل البشر فأنها تفقس في أمعائهم وتستمر دورة حياتها لحين وضع بيضها في جسم الإنسان ومن ثم التطور الى يرقات داخل اكياس مائية تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم !!
كذلك شرب الدم المسفوح الذي جاء في نفس الآية الكريمة التي حرمت أكل لحم الخنزير والذي دأبت البشرية على شربه لإعتقادها بوجود خصائص علاجية فيه وكان بعضهم يشرب دماء المصارعين بعد مقتلهم في حلبات المصارعة لهذا الغرض وبعضهم نكاية بالخصوم عقب المعارك وبعضهم لإعتقاده بأن شرب دماء الخصوم يسلبهم القوة ويمكن اعداءهم منهم وبعضهم لدفع الظمأ في الصحراء والمناطق التي يشح فيها الماء، حتى جاء الاسلام وحرمه حرمة مؤبدة لتأتي الدراسات العلمية فتكشف لنا بأن الدم شديد السمية ويحتوي على عدد هائل من الجراثيم وشربه مسفوحا ينقل عددا لايحصى من الأمراض القاتلة،الاعجب من ذلك أن منظمة الصحة العالمية قدمت 22 نصيحة لتجنب الاصابة بكورونا ونحوها من الامراض المعدية كان من أبرزها ” يجب عدم أكل الحيوانات المريضة أو الميتة” التي نهت الآية القرآنية الكريمة عن اكلها أسوة بالمنخنقة – المقتولة خنقا – قبل اكلها ،والموقوذة – التي قتلت ضربا بالعصي – والمتردية – الميتة بعد سقوطها من شاهق – والنطيحة – التي ماتت بعد نطحها بقرون حيوان آخر، وما اكل منها السبع – التي افترسها حيوان مفترس وترك بعضها !
وقبل وباء كورونا المستجد القاتل الذي ارعب البشرية وادخلها في الانذار – ج ـ انتشرت حرائق الغابات في استراليا وظلت اسباب انتشارها مجهولة لحين الاعلان عن ان طائر الحِدأة الشبيه بالصقر هو السبب !
لقد دمغ هذا الطائر بالفسوق في أحاديث نبوية شريفة مع الدعوة الى قتله في الحل والحرم كذلك الحال مع الغراب الابقع ،والفأرة،والحية ،والعقرب ،والكلب العقور- كل مفترس من السباع – ولطالما توقفت حائرا عند أسباب قتل الحدأة والغراب الابقع اذ لم أجد صعوبة ولاشك في معرفة ما يتعلق بالحية والعقرب والفأرة والكلب العقور فأذاهم وضررهم الكبير معلوم بداهة،الا انني بقيت محتارا لفترة طويلة بشأن الحدأة ،والغراب الابقع حتى جاءت الاجابة القاطعة في صحف ودراسات عالمية فوفقا لصحيفة “ديلي ميل”، وجد العلماء أن طائر الحدأة هو أكبر مسبب للحرائق في أستراليا لمدة6 أشهر تقريبا حيث يتعمد الطائر على نشر الحرائق عبر التقاطه النار المشتعلة في غصن صغير، ثم يطير به لرميه في مكان آخر من البرية، صانعا بؤر مشتعلة في أماكن جديدة” كل ذلك حتى يتمكن من رؤية فرائسه التي يحجبها العشب النابت فيعمد الى احراقه ليراها جيدا من أعالي الاشجار ما تسبب بحراق هائلة اسفرت عن مقتل 24 شخصا وحرق 6 ملايين هكتار من الأراضي وتدمير أكثر من 2000 منزل ونفوق اكثر من 500 مليون من الطيور والزواحف حرقا أو اختناقا ما يتطلب 40 عاما لإعادة زراعة الغابات المحترقة التي وصل دخانها عابرا المحيط الهادئ الى تشيلي !!
اما عن الغراب فقد اظهرت دراسات قادها “جون مارزلوف” من جامعة واشنطن في سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت تفاصيلها مجلة “سلوك الحيوان” لتتناولها محطة البي بي سي بشيء من الاسهاب،ان “الغربان تنظر إلى الموت، على الأقل جزئياً، باعتباره لحظة قابلة للتعلم لتستعير منه شيئاً محسوساً إنها دلالة على وجود خطر، والخطر أمرٌ يتوجب تفاديه، وأن الغربان لا تنسى وجه من يُشكل تهديداً لها،وان بعض انواعها تقيم ما يشبه “جنازة” عندما ترى أحد أفرادها ميتاً”.
المزارعون والرعاة في ألمانيا يقتلون الغربان ويشنقونها لقيامها بالتقاط البذور من الحقول وافتراسها الحملان حديثة الولادة حتى شاع بينهم مصطلح “بلاء الغربان” وهذا الغراب ينقل الى الانسان والحيوان العديد من الامراض البكتيرية والفايروسية والطفيلية والفطرية بما لايتسع المجال لذكرها لكثرتها وفي هذا قال المهندس الزراعي محمود عبدالقادر، مدير عام المكافحة الزراعية بالاسماعيلية،مبررا الحملة ضد الغربان في تلك المنطقة اعقبت حملة ” الغراب بجنيه” بمنطقة السويس ، بالقول ” أن الغراب ناقل للعديد من الأمراض وذلك لطبيعته المترممة، حيث يقوم بنقل الميكروبات من القمامة، ويضع مخلفاته والمادة العضوية في مياه الشرب وتجمعات المياه الأخرى “.
واضافت المهندسة زينب الصاوي ، مدير إدارة القوارض، ان ” الغراب ينقل الأمراض البكتيرية والفيروسية للانسان ويسبب ضرر للمحاصيل الزراعية ويلوث الشواطئ”.
في البحرين شنت حملة لأعدامها رميا بالرصاص، وذلك في اطار حملة وطنية تنفذها الهيئة العامة البحرينية لحماية البيئة للتخلص من ظاهرة انتشار الغربان كونها تهدد الطيور مثل البلابل وتغزو اوكارها،إضافة الى اقدام الغراب على مهاجمة البشر اذا ما شعر بأن أحدهم قد يهدد حياته “.
سبحان الله ، وقبل أن يتفوه أحد من دعاة حقوق الحيوان فهذه استراليا قد اعدمت أكثر من 10 آلاف جمل بذريعة زيادة الاحتباس الحراري نتيجة شربها كميات كبيرة من المياه وتناول أوراق الأشجار من دون ان تنبس منظمة حقوق حيوان واحدة للدفاع عنها وكأن الجمل كالمواطن العربي ..خارج نطاق التغطية حتى إن أحد الناشطين الاميركان كتب قبل أيام “انصح المهاجرين العرب من عابري القوارب المطاطية الى اوربا بإصطحاب الكلاب معهم لأن غرق الكلاب وسط البحر سيدفع منظمات حقوق الحيوان للدفاع عن موجات الهجرة بخلاف ما لو كان القارب غاصا بالبشر من دون سواهم فلن يهتم بهم احد! اودعناكم اغاتي