لماذا أحب محمدا ﷺ؟!(24)
قال تعالى :”مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشككين!
احمد الحاج
شاءت الأقدار وبحكم عملي الصحفي الطويل أن أهتم كثيرا بالفلكلورالشعبي العراقي والعربي وأتابع عن كثب تراث وأمثال وحِكم الشعوب لولعي بالتراثيات أولا،وعلى خلفية إعدادي أو تحريري لصفحات تعنى بهذا الجانب المهم في عدد من الوكالات الاخبارية والصحف والمجلات المحلية،سواء الورقية منها أم الالكترونية ثانيا ،وبما أن الأمثال والحِكم هي مرآة المجتمعات العاكسة فقد شخصت خللا بينا أو لنقل ضيق أفق صارخ فيما يتعلق بمعاملة النساء وحقوقهنَّ ونظرة المجتمعات اليهنَّ يتساوى في ذلك الشرق والغرب مع الفارق الكبير في دوافعه وملابساته ومآلاته،صحيح أن هناك من الأمثال الشعبية العربية الكثير من الإجحاف للمرأة الا أنه يخالف بمجمله تعاليم الاسلام الغراء التي أوصت بالمرأة خيرا على النقيض من الامثال الغربية والشرقية في الدول غير الاسلامية،فهذه الثانية تهين المرأة انطلاقا من تعاليمها وأديانها الوضعية وأعرافها وتقاليدها المجتمعية المجافية للفطر السليمة ،وبالتالي فبإمكانك إذا ما عزمت التغيير والاصلاح يوما أن تصحح المفاهيم في المجتمعات العربية والاسلامية بالرجوع الى القرآن الكريم وفيه سورة كاملة هي سورة النساء وأخرى هي مريم وعشرات الآيات الكريمة التي أولت النساء وحقوقهن إهتماما كبيرا، وكذلك بالعودة الى السنة النبوية المطهرة والاحتكام اليهما لتوضيح اللبس الحاصل وتصحيح المفاهيم الخاطئة مجتمعيا ، ولتفصيل المجمل ، لتقييد المطلق ، لتوضيح المشكل ، لتخصيص العام ولوضع النقاط على الحروف وتسليط الاضواء الكاشفة على ما أعتم أوعُتِّم للعوام ،الا انك لن تنجح في مسعاك ذاك مطلقا بالعودة الى المنابع الفكرية والدينية والمجتمعية والفلسفية للمجتمعات الأخرى بما فيها الغربية لأن جل مافيها ومع كل محاولات التبرير والتأويل لن يجدي نفعا في هذا الجانب ،وحسبي أن أذكر هنا نزرا يسيرا من أمثالهم عن المرأة التي كانت تعاني الابتذال في العصرين الاغريقي والروماني فضلا عن اليهودي والوثني والطوطمي ولاتعدو المرأة أن تكون عندهم جميعا مجرد وعاء للانجاب ومخلوق للامتاع والخدمة لا أكثر ،وجاء في تراثهم على سبيل المثال لا الحصر”الشيطان يكفية 10 ساعات ليخدع رجلا والمرأة يكفيها ساعة واحدة لتخدع 10 شياطين” مثل ألماني ،”لا تمدح النهار قبل غروبه، ولا المرأة قبل موتها” مثل بولوني ،”من يأتمن امرأة يأتمن اللصوص” مثل يوناني ،”من تزوج إمرأة لها ثلاث بنات تزوج اربعة لصوص” مثل انكليزي ،”المرأة الجميلة تحتاج الى ثلاتة أزواج ،واحد ليدفع ديونها وواحد لتحبه وواحد ليضربها” مثل من التشيك، ” اذا اخفق الشيطان في التسرب الى مكان ما ..أوفد إمرأة ” مثل صيني ، “من أراد أن لايُخان فليتزوج في الثلاثين من شباط ” مثل فرنسي ، ” ليس الريح والموت والسم والجحيم والافاعي اسوأ من المرأة ” مثل هندي وكانت الزوجة الهندية والى وقت قريب تحرق بعد وفاة زوجها ، أو تنفى الى جزيرة الارامل (جزيرة فريندافان ) ،” الكلب أعقل من المرأة لأنه لاينبح على سيده ” مثل روسي ،” الشيطان أستاذ الرجل ،وتلميذ المرأة “مثل ياباني ،وعلى هذا النحو الخبيث المحتقر للنساء جملة وتفصيلا مئات الأمثال والحكم والأقوال في الغرب والشرق غير المسلم .
في عام 2009 كلف الإعلامي العراقي المبدع ليث مشتاق ،بنقل وقائع الحج أولا بأول لحساب قناة الجزيرة ، وهناك على جبل عرفات التقى مشتاق ، بدوبلير- بديل المشاهد الخطرة – للنجم الكوميدي كريس تاكر، الشهير بـ” الشرطي جيمس كارتر”في سلسلة افلام “ساعة الذروة ” بالاشتراك مع الممثل المحبوب وبطل الفنون القتالية ،جاكي شان ، وكان بديل تاكرهذا يقف بملابس الاحرام البيضاء وهو يتضرع ويبتهل على جبل عرفات ،كما إلتقى مشتاق في تلكم الرحلة أقارب الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، ففي ذلكم الموسم جاءت الى الديار المقدسة لغرض الحج ،جدة اوباما لوالده مع ابن عمه عمران، وعمه سعيد حسين ،وابن عمه الثاني فيصل ،وبضعة أنفار من قريته القديمة “كوجيلو”الكينية ،وهناك في رحلة الحج وكلهم من المسلمين الافارقة قالت جدته سارة يومذاك وبالحرف :” اللهم أدخل حفيدي – أي أوباما – في الاسلام !!” فيما أضاف ابن عمه فيصل “لقد كانت جدتي سببا في اسلامي فهي داعية معروفة في كينيا ومعنية بالعمل الخيري !” .
وكيف لايكون الاسلام عشقها ومعشوقها وهذه المطربة والاستاذة الجامعية الروسية الحسناء عضوة فرقة – فابرك- الغنائية المعروفة ” ماشا ايلي كينا ” تعلن اسلامها وتقول عن ذلك “أتمنى أن يفكر الذين لم يعتنقوا الإسلام بعد والذين انخدعوا بمظاهر الحضارة المادية الحاكمة أن يرجعوا إلى أنفسهم ويزيحوا عن أبصارهم الغشاوة الخادعة لهذا الكم الهائل من المعلومات غير المفيدة والعبثية التي أخذت بأبصار وأسماع أهل عصرنا” ، وهذه المترجمة والكاتبة والاديبة الروسية المعروفة عضوة اتحاد الكتاب الروس “فاليريا بوروخوفا “التي اشهرت اسلامها وغيرت اسمها الى “ايمان” وقامت بترجمة معاني القرآن الكريم كاملا الى الروسية حتى عدت ترجمتها هي الافضل والاشمل روسيا ، وهذه الصحفية الاسبانية أماندا فيجوراس، التي اشهرت اسلامها اثناء عملها في صحيفة “إلموندو” الإسبانية وقالت بالحرف بعد ارتدائها الحجاب “الحمد لله تمكنت من أداء مناسك العمرة مرة واحدة عندما سافرت إلى الديار المقدسة، لقد كانت تجربة مؤثرة في انتظار أداء فريضة الحج”، وهذه الشابة السويسرية المتخصصة بعلم الاديان ،الدكتورة نورا إيلي، ابنة الطبيب السويسري الشهير إيلي فشنتياغيرد والتي اسلمت ولبست الحجاب واسلم علي يديها عشرات النساء الغربيات تقول ” قبل أن ألبس الحجاب كان الشباب يعاملونني كسلعة ولم يجذبهم إلي سوى جسدي ،أما بعدما ان لبسته فقد أصبحوا يعاملونني كامرأة “.
وهذه مطربة الراب الفرنسية ميلاني جورجيادس،الشهيرة بـ” ديامس “والتي اشهرت اسلامها وارتدت الحجاب وأدت فريضة الحج وتولت رعاية الايتام في افريقيا ومناهضة التمييز العنصري في أوربا قالت في مقابلة صحفية معها ” عندما صليت أول مرة شعرت بالاتصال بالله وكلما قرأت القرآن زاد يقيني”.
المطربة الاميركية، جينيفر جراوت، التي اعتنقت الاسلام وارتدت الحجاب ،قالت في تصريح صحفي لصحيفة اليوم السابع المصرية ” ان الله يهدى من يشاء ويرشد من يريد أن يهديه لطريقه..احب سورتي يوسف والتكوير ، ومحمد صديق المنشاوي هو افضل قراء القرآن لدي !” .
المطربة الايرلندية سينيد اكونور، التي أعلنت اسلامها وارتدت حجابها عام 2018 وغيرت اسمها الى “شهداء ” قالت “أنا فخورة باعتناق الإسلام وهذه هي النتيجة الطبيعية التي يمكن أن يتوصل إليها أي مطلع على الأمور الدينية فجميع الكتب المقدسة تقود إلى الإسلام”.
الاديبة الهندية الشهيرة “كاملا داس “التي رشحت لجائزة نوبل للاداب 1984 واعتنقت الإسلام عام 1999 وغيرت اسمها الى ” ثريا ” نظمت قصيدتها المؤثرة “يا الله” وقصيدتها “يا محمد” مع ارتدائها الحجاب الشرعي وفي أحدى قصائدها المترجمة الى العربية قالت ” يا محمد عليك أفضل الصلاة ،يا أيها الفجر الذي قد شع كالذهب ليبهر الليالي الحالكات في جزيرة العرب، يا آخر الرسل يا من حملت راية الجهاد للحق والإخلاص والأمل”.
أما عن فرض الحجاب فهذا لصون عفافها وعفتها وستر عورتها وجسدها وحسبي ان اذكر هنا ما جاء في كتاب” دفاع عن الاسلام ” للمستشرقة والباحثة الايطالية المنصفة لورا فيشيا فاغليري والتي قالت في الحجاب”اجتنابًا للإغراء بسوء السلوك ودفعًا لنتائجه، يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ حجابًا، وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال ..لقد أعلن محمد باسم الإسلام المساواة بين البشر” .
لقد حافظ الاسلام عن المرأة وضمن حقوقها كاملة وفي جميع المجالات ، قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبرعند الله؟ قال: “أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك” ،قال: ثم أي؟ قال: “أن تقتل ولدَك مخافة أن يطعَمَ معك”، قال: ثم أي؟ قال:”أن تزانيَ حليلة جارك”،بمعنى ان من أكبر الكبائر أن تزني بزوجة جارك سواء بالتوافق والاستمالة معها أو بالاكراه -الاغتصاب – !
كما نهى رسول الله ﷺعن قذف المحصنات والطعن بأعراضهن في حديث السبع الموبقات:”الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات” .
وللحفاظ على كرامة المرأة فقد نهى النبي ﷺعن زواج الشغار أو ما يعرف محليا بـ “الكصة بكصة” وخلاصته أن يقول الرجل زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي!
كما نهى النبي ﷺعن إرغام المرأة على الزواج بمن لاترغب به وقالﷺ: “لا تزوجوا البكر حتى تستأذن، ولا تزوجوا الأيم حتى تستأمر” قالوا: يا رسول الله، في البكر إنها تستحي، قال: “إذنها سكوتها” بمعنى ان الأيم والثيب أحق بنفسها .
وصية النبي ﷺ بالأم والأب خيرا حين قال :” رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ” قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ:” مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ” .
وقال ﷺ : ” إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم، إنَّ الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما تُعلَّقُ يداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبِه حتّى يموتا هَرمًا”،
وقوله ﷺ :” اللَّهمَّ إنِّي أُحرِّجُ حقَّ الضَّعيفَيْنِ: اليتيمِ، والمرأةِ” ومعنى أحرج ، أي ألحق الحرج بمن ضيع حقيهما ، وقوله ﷺ “: ليسَ أَحَدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات، أو ثلاثَ أخوات، فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ”،
وقوله ﷺ :” أربعٌ مِن السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ، والمسكَنُ الواسعُ، والجارُ الصَّالحُ، والمركَبُ الهنيءُ، وأربعٌ مِن الشَّقاوةِ: الجارُ السَّوءُ، والمرأةُ السَّوءُ، والمسكَنُ الضَّيِّقُ، والمركَبُ السَّوءُ”،
سئل رسول الله ﷺ ” مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟” قالَ: أُمُّكَ ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”
وحرم ﷺ عقوق الامهات ووأد البنات :” إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات،وَمَنْعاً وهات، ووَأد البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال “، وجاء رجل الى النبي الاكرم ﷺ فسأله ” يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها”،
ووصيته ﷺ بالارامل :” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار” ووصيته ﷺ بالبنات :” مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها أدخلَه اللهُ بها الجنة “.
ووصيته بالوالدين :” رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، و سخطُهُ في سخطِهما”.
وأوصى رسول الله ﷺ بأخت الأم أيضا قائلا :” الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ “، وأَتَى رجل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: “هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟” قَالَ: لَا، قَالَ: ” هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِرَّهَا”.
لقد نقلت المرأة في المجتمعات الغربية من إستعباد وإضطهاد سابق الى حرية مفرطة وإنحطاط لاحق في مرحلة تسامي عجيبة أبت أن تمر خلالها بمرحلة وسطية عقلانية انسانية أخلاقية لوضع الأمور في نصابها الصحيح من غير إفراط ولا تفريط ،فتراها صارت وبعد حبس وحيف طويل وإحتقار كبير مجرد سلعة ومتعة يروج من خلال جسدها العاري لكل أنواع البضائع بما فيها شفرات الحلاقة الرجالية والمواد الغذائية والتجهيزات المنزلية والاجهزة الكهربائية والرياضية وكل شيء يباع ويشترى في الاسواق ، صارت المرأة تكتفي بعشق المرأة والزواج بها بما يعرف بزواج السحاقيات ، صارت المرأة تستبدل عشاقها من الرجال كما تستبدل ثيابها بحرية تامة ومن يطالب بالحد من ذلك فسيعرض نفسه للمساءلة القانونية وللتنديدات المجتمعية والتوبيخ الجمعي تشبه تلك التي يتعرض لها الرجال المطالبين بتعدد الزوجات للحد من نسب العنوسة ولكفالة الايتام ورعاية الارامل والمطلقات والعوانس في المجتمعات الشرقية وبمفارقة عجيبة جدا” بمعنى أن تعدد العشيقات والعشاق بالحرام ولكلا الجنسين مسموح ، الا ان تعدد الزوجات بالحلال ممنوع منعا باتا !” ، صار الاقتران بزوج مثالي ومحب وغير خائن أمرا تحسد عليه النساء هناك، صار الحمل والانجاب كثمرة طبيعية من زواج طبيعي حلم النساء هناك فكثير منهن إما أنهن ينجبن خارج إطار الزوجية من “بوي فريند ” أوعشيق عابر حتى لايعرفن إسمه ولا هويته ولا عنوانه وباتت ظاهرة الامهات الصغيرات والكبيرات العازبات أمرا شائعا ومقبولا ، أو أن يجهضن أنفسهن خارج قفص الزوجية أيضا من حمل هو ثمرة نزوة عابرة لايرغبن به لم يحسنَّ تجاوزه بوسائل المنع المعروفة ابتداءا ، أو أن يبقين هكذا على حالهن من غير حمل ولا انجاب ولا إرضاع ولا زواج طيلة سني حياتهن، بعضهن صرن ” مؤجرات أو مستأجرات نطف وأرحام مقابل ثمن “، بعضهن صرن يعشن على بيع بويضاتهن دوريا لبنوك البويضات ، بعضهن اكتفين بشراء اطفال من دور الايتام أو من العوائل الفقيرة لتربيتهم تعويضا عن مشاعر الامومة المصادرة مجتمعيا ، بعضهن صرن ضحايا الاباحية والبغاء ودور الرذيلة ونوادي القمار والملاهي والازياء والموضة وعصابات الجريمة المنظمة ، وبعضهن صرن مسترجلات أو متحولات الى جنس ثالث ورابع ، بعضهن بتن ضحايا الزوفيليا ” عشق الحيوانات المحرم “، بعضهن بتن ضحايا البيدوفيليا ” عشق الاطفال المحرم “، بعضهن ضحايا النكروفيليا ” عشق الاموات المحرم “، بعضهن صرن ضحايا “الجمادات “Object sexuality وهو من إضطرابات اللاجنسية التي بدأت تشيع في العالم المتحلل مؤخرا وتتمثل بالجنس الافتراضي عبر النت ،وعشق وجنس الدمى، وعشق الجمادات غير الحية نتيجة صدمات عاطفية سابقة متكررة بعضها يعود الى سن الطفولة ،وبعضهن من ضحايا الببلومانيا “جنون الكتب”،بعضهن ساديات وأخر ماسيوشيات وبعضهن صرن مريضات بما يعرف بـ” هوس التعري “، وبعضن صرن ضحايا ما بات يعرف بـ “التعري النضالي” واشهر منظماته ” عاريات الصدور” فيما تحول بعضهن بعكس الاتجاه وصرن” راهبات”عاهدن أنفسهن على عدم الزواج وعشق الرجال سواء بالحلال أو بالحرام وكل ذلك بخلاف الفطرة الانسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها ليستخلفه في ارضه ، كل هذا الهرج الذي أصاب المرأة بمقتل وهز كيانها وزعزع مكانتها وشوه صورتها بين الشعوب والأمم بأسرها مع ما يسببه من أمراض نفسية وجنسية وإجتماعية وأخلاقية وأمنية خطيرة ومعقدة لاتحصى لطالما لفت الانتباه الى الاسلام الوسطي الحنيف الذي وضع كل شيء في نصابه الصحيح وأعطى لكل ذي حق حقه وأولها حقوق المرأة ” أماً ، أختا ،زوجة ، إبنة ، عمة ، خالة ، جارة ،قريبة كانت أم غريبة ” وأوصى بهن كل خير بخلاف ما يروج له الغرب ليل نهار تجاه مجتمعات يسميها ” المجتمعات الابوية أو الذكورية ” على حد وصفه ،عن إنتحار النساء في الغرب ، إلقاء الامهات والجدات في دور العجزة والمسنين من قبل أبنائهن وأحفادهن ،الخيانات الزوجية النسائية ،عن معاقرة النساء للخمور وتعاطي المخدرات والعنف الاسري واستشراء الطلاق لأتفه الأسباب،عن التحرش الجنسي وجرائم الاغتصاب وإرهاقهن في ميادين العمل واستغلالهن في الغرب لن أتحدث !
اما عن الاسلام العظيم فهذه قصة حادي – سائق الابل – المسمى “انجشة ” وهي أشهر من نار على علم حيث كان هذا الحادي عذب الصوت وعادة ما يغني فتطرب الابل لحدائه فتسرع المسير وسط الصحراء القاحلة وكان على ظهور الابل – الراقصات – وسط الكثبان عدد من النساء ممن يؤذيهن سرعة سير الابل وتقلبها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير) بمعنى رفقا بالقوارير – النساء – من سرعة المسير حيث شبه النبي الاكرم النساء بقارورة العطر لرقتها وضعفها وجمالها ووجوب المحافظة عليها من كل سوء فما أروعه من تشبيه بلاغي أذهل القاصي والداني من الادباء والشعراء والحكماء على سواء .
وقال ﷺ: ” استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً” ، وقد يظن واهم أن إعوجاج الضلع هنا هو بمثابة إهانة للمرأة فيما هو تكريم لها وأي تكريم كما قال سلفنا الصالح ، اذ ان إعوجاج الضلع دليل على فاعليته ودوره الكبير في المحافظة على ما تحته من قلب ورئيتن وكبد وطحال وأوعية دموية وأعضاء حيوية لايعيش الانسان بدونها ولولا هذا الاعوجاج لما صار للضلع قيمة تذكر ليشكل بها قفصا صدريا حاميا ودرعا واقيا للحفاظ على ماتحته !
لقد كانت سيرة النبي الاكرم ﷺ مع النساء عموما ومع نساء أهل بيته خصوصا مضربا للامثال فحبه وإحترامه الكبيرين للسيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها انموذج حي للحب والوفاء والاحترام للنساء ، كذلك حبه وإحترامه لإبنته وقرة عينه فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين ،زوجة فارس المشارق والمغارب علي بن ابي طالب ، وأم الحسنين الأحسنين ،الحسن والحسين ،سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهم جميعا ما يصلح ان يدرس في المناهج الاجتماعية والتربوية والاسرية في أصقاع المعمورة ، حبه وتوقيره لزوجاته أمهات المؤمنين الطاهرات من الادناس والارجاس كذلك بناته العفيفات المؤمنات الزاهدات حري به ان يكون منهجا عمليا وتربويا للعالمين الى يوم الدين ووصيته بالشقيقات والبنات ﷺ واضحة وضوح الشمس :” مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ ،أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ – وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها “ومعنى حتى يبين أي ينفصلن عنه بزواج أو بوفاة ،فهل بعد ذلك كله يظهر علينا من الإمعات من يشكك بمكانة المرأة في الاسلام ليردد غثاء أسياده من المستشرقين والشعوبين والماسونين ومن لف لفهم كالببغاء ؟اودعناكم اغاتي