لحظة من فضلك !
قبل ان يضحك على ذقنك ابو علي الشيباني وجاكلين عقيقي بمناسبة 2019 …
الفلكيون العلميون يردون على المنجمين : انتم تسخرون من عقول الناس لأن مواقع الأبراج تغيرت !

((قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )).

احمد الحاج

دأب الفلكيون العلميون او Astronomy Teacher و الذين يناصبون ” المنجمين ” او الأسترولوجيين ” العداء بعد افتراق العلمين عن بعضهما منذ امد بعيد ، على التحذير من مغبة الاعتقاد بالعرّافين والمنجمين وتصديقهم وبالأخص مع بداية كل عام ميلادي حيث تكثر التنبؤات بأحداث السنة الجديدة ، ومعظمها مبني على التخمين والظن والأستقراء الأقتصادي والصحي والسياسي والعسكري لأستشراف احداث مستقبلية اكثر من كونها تنبؤات بالمعنى الحرفي للمصطلح ، ولأسباب عدة لعل من ابرزها واهمها على الأطلاق ، ان” مواقع الأبراج تتغير باستمرار بسبب ترنح الاعتدالين ولذا فإن المنجمين يعتمدون على جداول لا تتوافق مع تاريخ ميلاد الأشخاص لأنهم ابقوا الزودياك (مواقع الأبراج) كما هي منذ 19 قرنا من دون تغيير ، مع ان الأبراج تتغير مواقعها باستمرار كل 2148 سنة وتعود الى مواقعها كل 25778 لذا فإن الابراج التي يعتمدها المنجمون وببساطة شديدة خاطئة” .

ويقول نائب رئيس الجمعية الكونية السورية ، موسى ديب الخوري” لا تزال النجامة ترتكز على المبدأ البطليموسي القديم الذي يجعل من الأرض مركزا للكون وهذا واحد من أفدح مشاكلها، ولا يزال المنجمون يعتمدون على هذه الاسس الخاطئة علميا في فهم العالم وقراءة الطالع″

وبناء على ذلك فإن فريقا من علماء ، جامعة ستانفورد، الأمريكية اقترحوا نشر تحذير في زاوية الأبراج اشبه ما يكون بالتحذير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية على علب السجائر، ارتأت ان ينص على، ان ” الأبراج هي للتسلية فقط وللمتعة وأنها محض كلام لا يستند الى اية حقائق علمية”أسماء وتنبؤات وردود

جاكلين عقيقي ، الشيباني ، البكري ، الأزري، الآلوسي، ماغي فرح ، أحمد شاهين او (حانوتي النجوم ) كما يطلق عليه ، ميشال حايك، عبد العزيز الخطابي ، الفلكي عبد المجيد إبراهيم وغيرهم كثير ، قائمة طويلة من العرافين لهم متابعون فضائيا واذاعيا والكترونيا وورقيا وكل هؤلاء انما يبيعون وهما لمن يشتريه لمناسبة العام الميلادي الجديد 2019 جريا على عادتهم في كل عام على خطى من سبقهم حذو النعل بالنعل ، وعلى هؤلاء ومن باب ” من فمك ادينك ” يرد بعض المنجمين التائبين ممن سئموا خداع الناس وسرقة اموالهم باالباطل ومنهم المنجمة البريطانية، بيتابيشوب ، التي قالت وبالحرف ” أنني اعلم ان الكثير من الناس يتمتعون بقراءة الطالع وزاوية الأبراج كل صباح ولكن هذا لا يعدو ان يكون مجرد نوع من الهذيان والهراء، لأننا لا نستطيع ان نقول لأحد ما ان شيئا سيحدث في المستقبل اعتمادا على تأثير كوكب معين في حياته وتصرفاته”.

وتضيف المنجمة التائبة ، جوليا باركر ، ” ليس بامكان المنجم التنبؤ بالمستقبل لانه لا يستطيع ذلك، ولكننا نخبر الزبون بما يريده هو ان نخبره به، نعرف ذلك من وجهه او صوته او كلامه، فليس بوسع احد ان يخبر عن شيء سيقع مستقبلا لانه في ضمير الغيب”.

واقول لمن يصدق بهؤلاء ،انه وقبل سنين خلت قامت الجمعية البريطانية للبحوثالروحانية Society for psychical research بأجراء اختبار علمي للتأكد من حقيقة التنبؤات المستقبلية وبأشراف العالم البريطاني ويست فانتهت الى نتيجة مفادها ان ادعياء التنبؤ لم يتمكنوا من معرفة المستقبل ولم يوفقوا في معرفة الحظ والطالع ولو على سبيل التخمين.

وفي عام 1985 قام العالم ، شون كارلسون ، من جامعة باركلي الأمريكية وبالتنسيق مع الجمعية الرئيسة للمنجمين في امريكا national council for acosmic research باختبار التنجيم علميا فخلص الى ان المنجم انما يتوصل الى ما يتوصل اليه بالحظ المجرد ليس الاّ، ولا يوجد فن تنجيمي على الإطلاق، ولم يتمكن المنجمون من الاعتراض على نتائج البحث على الرغم من نشر نتائجه في المجلة العلمية الشهيرة (نايتشر).

بعدها قامت مجلة (ناشيونال انكوايرر) الأمريكية برصد مجموعة كبيرة من التنبؤات لدراستها واختبار مصداقيتها فخرجت بنتيجة قاطعة مفادها ان التنجيم محض افتراء لا يصمد أمام الحقائق العلمية حيث لم تنجح سوى اربع توقعات فقط من اصل مئات منها وهذا احتمال ضئيل جدا لا يمكننا ان نثبته كمنهج علمي وهذه الاختبارات العلمية الثلاثة وضّحت لنا وبما لا يدع مجالا للشك ان التنجيم مجرد أكاذيب ليس الاّ.

اما في ايطاليا فقد أعلنت لجنة برلمانية عن وجود اكثر من 100 محفل لعبدة الشيطان في البلاد يمارس اعضاؤها التنجيم والعرافة، الأمر الذي دفع ( جامعة الفاتيكان ) الى تنظيم دورات منذ عام 2005 لتأهيل طلبة اللاهوت نفسيا وعلميا للحد من ظاهرة العرافة والتنجيم وما يتبعها من فرق منحرفة فكريا ونفسيا واخلاقيا .

ولهذا قام العالم الانتروبولوجي فرانسس هكسلي بدراسة بشأن التنجيم وقراءة الطالع في عدد من المدارس الاوربية الثانوية خلصت الى، ان” التنجيم مجرد هراء ولا بد من تحذير الطلبة من خطر الوقوع في شراك المنجمين وحبائلهم” .

وهذه مجلة نيوز ويك الامريكية تؤكد في احدى اعدادها ، ان” الشباب في ألمانيا باتوا يلجأون الى العرّافين لفحص الأراضي التي ينوون بناء مساكنهم عليها، وان 70% من الطلبة في غانا يعتقدون ان المستقبل يتكشف أمام العرافين وأنهم قادرون على قتل البشر بما يعرف بالسحر الودوني، وفي استفتاء اجري في الولايات المتحدة اظهر ان 55% من الشباب والمراهقين يؤمنون بالتنجيم الى حد يصل ببعضهم الى اختيار الزوجة والوظيفة بناء على ما يقوله العرافون” .

ناهيك عن ان الحركات الهدامة كلها تتخذ من التنجيم وقراءة الطالع منطلقا لها لتضليل الشباب وخداعهم بدأ بالويكا، والرائيلية، وطائفة اوم، وما يسمى بعبدة الشيطان، وبوابة السماء، وهاركريشنا، والبابية والبهائية والقاديانية وغيرهم.
الأمر الذي يفتح الأبواب على مصاريعها لاشتغال الناس بالسحر والنجوم وظهور الأدعياء ومن لف لفهم ما لم يتنبه التربيون لهذا الخطر الداهم ويحذرون منه.

فلك علمي وتنجيم غيبي

يتساءل الكثير من القراء عن الكيفية التي تمكنهم من التفريق بين علم التنجيم وعلم الفلك الذي يعنى بدراسة الكواكب والنجوم وطبيعة المذنبات والمجرات والثقوب السوداء والأنواء الجوية وما الى ذلك ونقول بداية يجب ان نفرق بين علم الفلك Astronomy وبين علم التنجيم Astrology صحيح ان العلمين كانا مرتبطين بعضهما ببعض في الأمم الفرعونية والبابلية والهندية والصينية لتحديد مواعيد الزراعة والفيضان والاستدلال بالنجوم في حركة القوافل البرية والبحرية بالإضافة الى أعمال السحر والشعوذة التي مارسها كهّان المعابد في ذلك الوقت، الا ان العلمين ما لبثا ان افترقا كليا بعد ان تخصص علم الفلك بدراسة الكون دراسة علمية جادة وأصبحت له فروع تدرّس في أرقى الجامعات العالمية، ظل التنجيم قاصرا على قراءة الحظ والطالع انطلاقا من فكرة (مظللة) مفادها ان النجوم ذات تأثير في الناس وفي شؤونهم الحياتية اليومية.

وهناك أثر يظن الناس خطأ انه حديث نبوي ويلفظونه لفظا غير صحيح، حيث يقولون (كذب المنجمون ولو صدقوا – بالقاف) والصحيح (كذب المنجمون ولو صدفوا – بالفاء)، بمعنى ان توقعاتهم جاءت موافقة مصادفة للواقع ، وحسبنا ان نذكر بواقعة عامورية حين قرر الخليفة المعتصم ان يفتحها عنوة ليطلق سراح الاسيرة المسلمة التي صاحت (وامعتصماه) فنصحه بعض المنجمين بعدم الخروج الا بعد نضج التين والعنب لعدم موافقة الطالع، فضرب كلامهم عرض الحائط وخرج فقتل وأسر 90 الفا من الروم وحرر المرأة وعاد ظافرا فأنشد ابو تمام رائعته البائية:
السيف اصدق إنباء من الكتب …. في حده الحد بين الجد واللعب

المفارقة وفي خبر مثير للجدل تناقلته بعض وسائل الأعلام في وقت سابق ، أفاد بأن” عددا من مرشحي إنتخابات مجالس المحافظات والأنتخابات البرلمانية في العراق قاموا بإرسال من ينوب عنهم الى بعض العرّافين والمنجمين لشراء الأحجار الكريمة والتعاويذ السحرية والتمائم التي تجلب الحظ وتطرد العين (بزعمهم) ووصل الأمر(بحسب المصادر ) الى درجة الاستعانة بالمنجمين المعروفين في جنوب شرق آسيا والهند لغرض مساعدتهم فضلا عن التعرف على حظوظهم بالفوز في الانتخابات الأبرز في تاريخ العراق” .
بدوره عقب الباحث الفلوكلوري ” كاميل صبري ” على هذه الأنباء بالقول ” ليس بإمكاني تأكيد الخبر او نفيه ولكنني اقطع جازما وفي حال صحته ان بعضهم قد مارس هذه الأباطيل استنادا الى بعض الممارسات المعروفة فلكلورياً أبرزها ما يسمى بالاستخارة بالقران وهي بدعة لا أصل لها شرعا خلاصتها ان يفتح احدهم المصحف لا على التعيين ثم يترك سبعة اسطر من الصفحة اليمنى ويتلو الآية التي تليها ثم يفسرها ثم يقدم على العمل الذي نوى الاستخارة من اجله، والاستخارة بالمسبحة وهذه بدعة أخرى حيث يأخذ عدة حبات لا على التعيين ثم يقرأ عليها (الله محمد علي.. ابو جهل) فإذا انتهت الحبة الأخيرة بابي جهل كانت دليلا على فساد خيرة المستخير، وهناك ما يعرف بطشت الغجرية للكشف عن المستقبل، والاستخارة بفنجان القهوة وقراءة الكف والضرب بالرمل وما شاكل من الأمور المستهجنة شرعا وعرفا وقانوناً” .