كيف لأمة أن تتقدم دون أن تلجم أولئك المثيرين للفتن في وقت أحوج ما نكون فيه للحفاظ على اللحمة الوطنية التي يجهد قادتنا حفظهم الله إلى تكريس الوعي الوطني من هنا أسأل أولئك الذين بدلا أن يوجهوا أقلامهم وشهرتهم التي اكتسبوها للعب على عواطف السذج والعامة في زمن الغفلة ،
من الذين ما انفكوا يكررون اسطوانة نبذها من هم أعلم منهم للوقاية مما يجري بكثير من الأوطان .. اسألكم : هل الاسراف المقزز في تكفير أي طائفة مسلمة مسالمة ظاهرا ، وباطنا يبقى ما بقلوبهم وصدورهم .للعدل الحكيم ، هل ينتظرون ممن هكذا يصفوهم أن يهتدوا أم أن يردوا عليهم بالمثل ثم نقول قالوا وقالوا .. مع علمنا أن هذا الأمر لم يكن من قبل قرون مثيلا له نوعا وكما وإنتشارا عبر وسائل تواصل تنقل ما يكتب بثانية ، فتوقيتكم لايمكن أن يكون عونا لقياداتنا ولا لكبار العلماء الذين يصفوهم بعصر الكاسيتات وعصر مواقع التواصل بعلماء السلطة ، ذللكم الشراذم أفرزت تلك الأبواق البومية ثقافة الاقصاء وحرَّضت أعداء الأمة للرد بالمثل وزيادة ؛ نقول لهم ابلعوا السنتكم واتقوا الله ي، قولون : هم يقولون عنا … ، ويسبون …. وهل هم من الأمس هكذا ؟ .
إذن ما هي رسالتكم لهداية من ترونهم ضلوا ، هل سبيلكم ونهجكم لهدايتهم بالتي هي أحسن وبالحوار، أو بتقليدهم باستخدام نفس المفردات ، إذن أصبحتم كما هم تثيرون فتنا طاغية ، هل غافلون أنتم ام تتغافلون، أم مغيَّنون ؛ هل من الحكمة أن تدندنون وتغردون بكلام تكرر ملايين المرات دو جدوى ، فما بالكم في أوقات نسمع ونقرأ ونشاهد بجوارنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فتنًا ؛ صراعات و ودماء .. هل بهكذا اسلوب وتناول أمور جدلية لها قرون وقد تمترست و بقيت كل طائفة على نهجها ، وتعلمون أنكم لا يمكن أن تفلحوا إلا بتكرار ببغاوي ، فدعوا الخلق للخالق وكل يحاسب فرداً . ففي هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الأمة الاسلامية وبالخصوص العربية منها لا نحتاج إلى مزيد من صب الزيت على النار ؛ تعلمون وجميع الخلق يعلمون ، أن الانسان يولد على الفطرة ، ورثنا الاسلام بالطريقة التي نحن عليها من آبائنا وآباؤنا ورثوها عن أجدادنا وهلمجرا .. وطائفة أخرى كما نحن ورثوا طريقتهم ونهجهم ؛ ومن الغباء بهكذا أساليب سيصل خطابكم إلى قلوبهم ،وبالمقابل هم كذلك ليس بإمكانهم أن يجذبوا من كان من غير طائفتهم إليهم ؛ فما الهدف إذن ؛ من التعيير ، التنابز ، التحقير ، التكفير ، أم أن ما يحمله خاصة فئة من أكاديميين وممن يطلقون على أنفسهم مشائخ من أمانة الرسالة والدعوة إلى الصراط المستقيم ؛ يرون أن لا زمتهم الغبيّة تُمّثل المنهج القويم للدعوة ، وهل فرض الاسلامُ التعييرّ والتنابز ؟. نجدهم في وقت الحكمة كأنهم غرباء عما يدور من حولنا وأشبه بمن يكون في مناسبة فرح ويتصنع على ملامحه التجهم ، أو في مناسبة عزاء وهو يرفع صوته ويضحك ، ربما تعتريكم حالة بل حالات مزمنة من “الفصام ” شيزوفينيا ؛ نحن في وقت وصل إلى أن ينحر الناس كالجمال ويذبحون كالخراف ،وبالمقابل يتم اقتحام بيوت الله ويقتل المصلون بدم بارد ، فعل ورد فعل منبادَل،بينما أولئك الشراذم التي ابتلي بها الاسلام يحسبون أنهم دعاة أو وعاظ ، بل هم محرضون ومغتابون وينتزعون لأنفسهم اللوم انتزاعا . جرّبوا كونوا وطنيين ومسلمين تقتدون بأسلافكم في نهجهم الوعظي تُعِينون ولاة أمركم ، تصطفون وفقا لما يوجهون به ، وتقلدون كبار العلماء في خطابهم وفي مسالكهم ، قرفنا من نغمة التفسيق والتكفير ، جعلتم منا وكأننا المسلمون حصريا بهذا العالم ، فقلتم هذا اشعري وهذا صوفي وهذا ظاهري وكدتم تجزمون بأننا فقط السائرون للجنة ، فرسالة القلم واللسان ليست لتوتير الأجواء المشتعلة بـ”توتراتكم ” ؛ فالعالم في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر . كونوا عونا لأوطانكم اعطوا الحكمة مساحة من تفكيركم و ” لكل مقام مقال ” ، كنتم في أوقات طبيعية ودول يعمها السلام والأمن من حولنا كنتم تحرضون على عدم محاورة الآخر ، وأقصيتم لغة الحوار والجدال بالحسنى وفضلتم لغة ” نحن فقط على الحق “، انزويتم وقلتم حين عاثت القاعدة بديارنا إجراما ..نعتزل الفتن .. كنتم تتماهون وتغمزون وتلمحون وتصرحون بعكس ما عليه علماؤنا الكبار ، تقفون مع من يعلنون العداوة لوطننا جهرا ، وغفلتم أن ولاة الأمر لديهم كما هائلا من المعلومات عن أولئك ” الإرهابيين ” ؛ وا استمريتم في لمزكم وغمزكم من طرف خفي بما يعرفه القاصي والداني ممن تنافحون عنهم بأنهم ” يجاهدون” الكفار في حين كانوا استثنوا الصهاينة والفرس من ارهابهم ، ومن المؤلم حين يتم نقاشكم تحلفون أنكم لستم معهم بل مع وطنكم .. ختاما .. أفيقوا .. كونوا لسان صدق وجربوا نهج الحكمة فلكل ظرف أسلوبه ، فلا حاجة لزيتكم ، بل على الأقل لصمتكم ما دمتم لا تفقهون سوى دغدغة العواطف والهروب إلى الخلف .