منذ ان صرح النائبة مطشر السامرائي وهنا لا أريد تأنيثه قدر اعتباره بالفعل وزملائه في ما يسمى بالبرلمان العراقي والحكومة العراقية واحزاب السلطة نوائب وكوارث على شعبنا الطيب المكتوي بنارهم، تصريحه “السرسري” باتهام شعبنا “بالدياحة”، مرّت برأسي العديد من الافكار لكتابة مقالة تتناول تصريح هذا النائبة غير الاخلاقي لفقدانه الاخلاق وغير الحضاري لانه على ما يبدو بدويا ،وغير السياسي على اعتباره طارئا على السياسة ولم يصل الى منصبه هذا ومعه الغالبية العظمى من السياسيين العراقيين الا بقضاء وقدر. وقد دونت العديد من رؤوس الاقلام وكتبت بضعة اسطر هنا وبضعة اسطر هناك لامزقها كونها كانت قديمة بافكارها أو تناولها العديد من الكتاب في ردهم على نائبتنا هذا ودفاعهم عن شعبهم وكرامته واخلاقه. وبعد رحلة بالقطار من محل عملي الى البيت والتفكير برد مناسب على هذا النائبة، قررت الاستعانة بالتراث العراقي الثر بالحكم والمواعظ والامثال للرد عليه دون الدخول في نقاشات سياسية ستكون بلا شك عقيمة لانه وغيره الكثير من زملائه لا يفهمون من السياسة الا كونها محطة للاثراء السريع ليس الا، اما كونها محطة لخدمة “شعبهم” في ايامه العصيبة هذه فهو ما لا يدور بخلدهم مطلقا ولن يدور اذا ما استمرت الاقدار بخدمتهم ويبدو انها سائرة بهذا الاتجاه نتيجة التخندق الطائفي الذي سيمزق البلد للاسف الشديد.
بعيدا عن السياسة! وفي كتابة مادة للرد على النائبة مطشر مستوحاة من تراثنا البغدادي اوصلني تفكيري للاستعانة بمثل بغدادي بعد تحوير متن قصته “للضرورة” قليلا، كي تكون مناسبة للحدث الذي نحن بصدد تناوله ونص المثل البغدادي هذا هو ” لا تتأسف على الدنيا وما بيها، ابو الهُبزي صار دفتر دار بيها”، وقصة مثلنا البغدادي مع قليل من التحوير للضرورة تقول :
يحكى ان ملكا ذو جبروت تحكم يوما بالعراق، قرر ان يعزل احد ولاته عن الحكم ببغداد بعد ان خدمه لعقود نتيجة حاجته لوال جديد في ظرف تاريخي معين على ان يحكم الوالي الجديد من خلال مؤسسة تسمى مجلس النواب. ولان الملك لا يثق الا باللصوص والسراق فانه امر الوالي الجديد بسن القوانين التي تمنع وصول الشرفاء الى البرلمان، وتسهل وصول الأميين والطائفيين والبعثيين اليه ، وكان من بين هؤلاء بعثيا أو اسلاميا “لا فرق هنا” يسمى ” ابو الهبزي”، تحول بعد تغيير الوالي السابق الى “انسان دايح” ذو حذاء ممزق وملابس رثه ليعينه الوالي نتيجة نظام المحاصصة سيء الصيت والسمعة عضوا في البرلمان العراقي، وصرف له ولبقية اعضاء برلمانه الرواتب السخية مع امتيازات كانوا لا يحلمون بها حتى. وبعد ان نهب “الدايح” هذا وامثاله مئات الالاف من دولارت الخزينة العراقية، انتبه المحكومون العراقيون لحجم سرقاته وحكومته وبرلمانه فقرروا الخروج بتظاهرات تحد من سرقاتهم، واهمهما قوانين اصدروها بانفسهم تمنحهم الحق برواتب تقاعدية تعادل 80% من رواتبهم الخرافية اضافة الى جوازات سفر دبلوماسية عدا قطع الاراضي وغيرها من الامتيازات .
وبعد نجاح المتظاهرين في الضغط على الوالي وخوفا من اصدار قوانين تلغي هذا الامتياز، خرج ” ابو الهبزي” ليقول ان الشعب العراقي الذي خرج بتظاهرات لحرمانه وبقية الحرامية من رواتبهم الخرافية ليسوا سوى “دايحين”. بعد ان وقف وامثاله من المتحاصصين على نعش الانسان العراقي ووطنه هامسين في اذنه قبل دفنه قائلين :
لا تتأسف يا شعب العراق على الدنيا وما “بيها”، مطشر “ابو الهُبزي” ولملوم وامثاله صايرين وزراء ونواب بيها.
وسأنهي مقالتي ببيتين من الشعر للقالي اذ يقول :
تصدر للتدريس كل مهوس …………. بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لاهل العلم ان يتمثلوا ………. ببيت قديم شاع من كل مجلس
لاشك ان شعبنا سينتخب “دايحين” المحاصصة مرة اخرى.