لا اخشي ان وقفت امام قبر الحسين ( ع ) وأنا لا اذرف دمعة واحدة .. ولم ارتد السواد .. ولم اضرب صدري.. ولم افطر رأسي بالسيف كما يفعلون محبيه .. لا اخشى آبداً .. فيا حسين لك في داخلي صورة تزداد مساحة وفي الفكر ازداد أملاً .. واشعر بأنك تسكن في جوف أنفاسي .. وأتلفظ بك في كل طلب واشتاق أليك فأراك في المنام أول من يفتتح شفرة الرؤيا وأول من يسألني عني .. فكيف أنعى شخص لم يمت منذ ألاف السنين .. وهل لي ان اصدق بأن ذاك الجسد الطاهر المخضب في ذلك القبر الذي تطوف حوله الملائكة .. لا .. لا والف لا .. فأنت معي حتى في كتابة هذا الحوار . انت ياسيدي لازلت على قيد الحياة.. وهم أموات .. أنت ثورة وهم بقايا أوراق بعثرها التاريخ .. لا ……… بل أنت التاريخ كله .. فأنت … أنت الحسين .. لا شيء يستطيع ان يشبهك . أحياناً تأخذني العبرة .. واتخيل تلك المآسي كشريط أحلام يقلب دائرة خيالي .. فهل لله ان يجعلك تتألم وأنت حفيد رسوله الحبيب ( ص ) .. وهل الله سبحانه ان يراك بهذا الشكل المحزن … لا لا …… اعتذر يا سيدي أنا اكُذب التاريخ .. فلا يمكن لرحمن مثل الله ان يدعك بهذا الشكل .. ويبُكي حبيبه ( ص ) او يذرف منه دمعة ..واحدة ..وان سقطت دمعة النبي ( ص ) فما رأيك ان يجازيه ببهجة وابتسامة مدى الدهر هو ان يرى الرسول بأم عينيه .. الوفود الغارقة بحبك تسير اليك على الأقدام ..و من لا يملك سوى قدم واحد .. اوربما لا يملك منهم قدم اصلاً ولا ابصاراً.. ومنهم من قطعت يديه لأجلك ومنهم من مات فداءاً لك … ولا يزالون لأخر الدهر بل يزدادون حباً وعدداً . اذاً أنا الأن أصدق التاريخ وما يكتب .. فقد كرم الله نبيه المصطفى ( ص ) وحفيده الحسين ( ع ) بهذا الحب وكرمهم بالمحبة بدل الدمعة .. وابتسم الرسول حزناً وبكى فرحاً وهو يشاهد أحباب بنته فاطمة ( ع ) بجموعهم يزحفون نحو ذلك المقام الذي عززه الله بالخوف والحب انه قبر الحسين ( ع ) فهو الوحيد الذي دفن ولا يزال على قيد الحياة … فسلام على الحبيب المصطفى ( ص ) وعلى الحسين واحبابه واولاده ( ع ) .