منذ أيام قليلة.. أصدرت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.. تقريرها بعد 13عاما من هجمات سبتمبر 2001، وكتقييم لبرنامج التعذيب.. الذي تبنته المخابرات الأمريكية الـCiA بين عامي 2002 ـ 2007، والتقرير الذي تناول حالات نحو 119 من المشتبه فيهم، ثم القبض علي 26 متهما بطريق الخطأ، كان خلاصة تقرير حجمه نحو 6 آلاف صفحة، ثم اختصارها إلي 500 فقط، وبعد الاطلاع علي أكثر من 6.2 مليون وثيقة وملف، تناولت وسائل التعذيب التي أجريت في سجون تحت الأرض، بعضها خارج أمريكا!
وشملت إشعال النار في أجساد المعتقلين وصدمات البرد والكهرباء وحمامات الثلج، وهو ما أدي في بعض الحالات لوفاة بعض المساجين بعد إصابتهم بحالات من الهلوسة والانتحار؟! ورغم تأكيد أوباما علي أن التقرير صدمة لأمريكا.. ومبادئها حول العالم، إلا أن التقرير يعد مجرد نبذة من تاريخ أمريكا الأسود.. مع حقوق الإنسان.
والتقرير الأخير.. يقع ضمن سلسلة طويلة من انتهاك لحقوق الإنسان في داخل وخارج أمريكا.. وهو ما دفع زيد رعد الحسن، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلي انتقاد ما أسماه : التمييز العنصري داخل أمريكيا وداعيا إياها للاعتدال، وجاء تعقيبه ردا علي الأحداث العنصرية ضد السود الأمريكيين مؤخرا، وآخرها في مدينة (بيريكلي).. وبعد مقتل أكثر من 14 شخصا برصاص الشرطة الأمريكية، وبدم بارد، كان منهم 6 من السود.. وهو ما يفرز تزايد أعداد القتلي من السود.. والتي وصلت حسب تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي الـ FBI إلي نحو 96 أمريكيا أسود سنويا.. وعلي يد رجال شرطة من البيض.
وفي تقرير أخير لمنظمة العفو الدولية فإن الشرطة الأمريكية استخدمت في تفريق المتظاهرين السود.. القنابل المحرمة دوليا، من الغاز عالي الكثافة.. وهي قنابل غاز محرمة دوليا!!
مجلة فورين بوليسي الأمريكية المتخصصة في الشئون الخارجية.. ركزت علي استخدام القوة المفرطة، وإعلان حالة الطواريء، وحظر التجوال واستدعاء الحرس الوطني الأمريكي، وكأنها ساحة حرب، ضد متظاهرين عزل.
وإضافة لذلك ركزت منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الأمريكيةالضوء علي سوابق أمريكا، ضد حقوق الإنسان الأمريكي ذاته، منذ الحرب الأهلية الأمريكية، والتفرقة العنصرية التي كانت واضحة للعيان، ضد السود، خاصة في بعض ولايات الجنوب، ومازال بعضها موجودا حتي الآن، حيث يحظر تولي بعض الوظائف الحساسة، وارتياد بعض المطاعم، في هذه الولايات، علي السود.
الانتهاكات جاءت أيضا.. بعد سلسلة طويلة من «الدوس» علي أبسط قواعد حقوق الإنسان. وبعد حوادث مماثلة لقتل السود. وأبرزها كان: في ولاية فلوريدا عام 2012. حيث قتل الشاب الأسود بتريفور مارتنا علي يد رجل شرطة أبيض، وفي نفس العام. برّأت المحكمة 4 رجال شرطة.. من تهمة ضرب سائق دراجة بخارية أسود. وهو ما أدي لاندلاع المظاهرات، في لوس أنجلوس وسقوط 51 قتيلا، وكأن مقولة داعية الحقوق المدنية الأسود «مارتن لوثر كينج» في السيتنيات، من القرن الماضي من أنه لديه: Ihave adream مازال صعب المنال، في تحقيق المساواة للسود الأمريكان مع باقي البيض.. نفس الأمر.. تواجهه بعض الأقليات الأمريكية، علي الأراضي الأمريكية ومنهم الأقليات المسلمة، وبالذات بعد أحداث سبتمبر 2001 وموجة الكراهية المتزايدة ضد العرب والمسلمين، وهو ما رصده مجلس العلاقات الأمريكية، الإسلامية.. «كير» والذي ازداد بصورة مطردة، في السنوات الأخيرة، ومنه تعرض أعداد كبيرة للاحتجاز والتحقيق، والحرمان من الخدمات العامة. والمضايقات والتحرش ونشرت صحيفة (الواشنطن بوست) تقريرا أكدت فيه أن أعداد المسلمين الذين من المقرر ترحيلهم من أمريكا، قد زاد أكثر من عشرة أضعاف مما كان عليه قبل 11 سبتمبر.
أما خروقات أمريكا.. ضد حقوق الإنسان.. حول العالم، فحدث ولا حرج منها علي سبيل المثال وليس الحصر: تجسسها علي رسائل البريد الإلكتروني، والهواتف المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل: الفيس بوك وتويتر، وحتي التجسس علي قادة أوروبين ومن أمريكا اللاتينية وهو ما جاء في تسريبات العميل الأمريكي السابق سنودون ثم فضائح الطائرات بدون طيار، والتي حصدت الآلاف من الأبرياء، بدعوي مكافحة الإرهاب، خاصة في العراق وسوريا واليمن. وجنوب الصحراء الأفريقية.
يضاف لذلك أيضا. مأساة جوانتنامو. التي طالبت منظمة العفو الدولية بإغلاقه أكثر من مرة، بل وطالب تقرير أصدره 5 مقررين تابعين للأمم المتحدة السلطات الأمريكية. إما بمحاكمة معتقلي جوانتنامو، أو الإفراج عنهم فورا، أو إرسالهم إلي بلدانهم ليتم محاكمتهم هناك. مع إغلاقه فورا