أزمة الفكر العربى..أزمة حقيقية..تعيشها الأمة العربية..وتعانى منها..معاناة شديدة..
إذ أن العقل العربى..لم ينتج فكرا سويا..يخدم به أمته ودولها..ويحافظ به على مواردها..ومقدراتها..
لا فى السياسة..ولا فى الإقتصاد..ولا فى الثقافة..ولا فى الإعلام……والخ..
بل تربى ونشأ على التبعية..والعمالة.. بل وتورط فى التواطؤ مرات كثيرة.. على أمته..ووقع فى الخيانة أحيانا..
وأزمة الفكر العربى أزمة قديمة ربما تمتد الى عدة قرون. منذ الغزو العثمانى للدول العربية..وتجريدها من مثقفيها وحرفيها
فى ..منتصف القرن الخامس عشر..
ومع بداية التحرر من الخلافة العثمانية…كانت وسيلة الدول العربية للتحرر.. هى التبعية التامة للحلفاء..فرنسا وانجلترا
نفس التبعية التى عانت منها..أثناء الحكم العثمانى..
ولذا عاشت الأزمة فى ضمير الفكر العربى..ولازالت تعيش وتعشش فى فكر الدول العربية..
من اثر البلادة التى أورثتنا اياها ..مئات السنين من الاحتلال التركى..
وأزمة الفكر العربى..تشمل الفكر السياسى والثقافى والدينى والعلمى……..الخ…
لم تفلح محاولات.. محمد على.. التنويرية من ارساله البعثات التعليمية المتنوعة.. الى أوربا وفرنسا خاصة
فى حل لغز هذه الازمة..أو الخروج منها..
إذ فشلت هذه النخب الثقافية..فى قيادة الشعب العربى.. أو الإرتقاء به..لتحقيق النهضة..العلمية والفكرية
اذ تعالت على الشعب وانفصلت عنه..وإقتصرت معارفها..على أسرها.. ولم تتعدى الى غيرها ..
مما أدى الى احتلال مصر.. بعد رحيل.. محمد على.. بعدة عقود..أى بعد اربعين سنة من رحيلة..
نعم.. محمد على.. لم يكن يؤمن بالقومية العربية ..ولكنه كان اداريا ناجحا….لكن هذه الادارة الناجحة..لم تستمر..
سقطت بعد رحيله..وكأنها مرتبطة بشخصه..ونفس الامر تكرر..مع جمال عبد الناصر…ومع صدام حسين..
بصرف النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع أى منهم..
سقطوا سقوطا مدويا..
ربما بسبب النظام الديكتاتورى.. الذى انتهجوه..وربما بسبب المؤامرات الخارجية..
لكنه فى جميع الحالات.. لم يسعف الفكر العربى السياسى.. أى منهما من السقوط والانهيار..
سواء من كان يؤمن.. بالقومية العربية أو من لم يؤمن بها ..لم يخفف ذلك من وقع السقوط
ونفس الفشل حدث مع الثورة العربية..بقيادة الشريف حسين.. وبعد التحرر من الاحتلال التركى..
صرنا تحت الاحتلال البريطانى والفرنسى…
ولازال هذا المشهد يتكرر…كل عدة سنوات..يعاد احتلالنا او احتلال أجذاء من ارضنا..
سواء بمعرفة..اسرائيل او امريكا..
اذا السؤال الذى يجب سؤاله..ما هى أسباب هذا الفشل السياسى المتكرر…
الجواب الذى يتبادر ..ببساطة هو.. الجهل السياسى…أو تعمد الجهل السياسى..
إذا من أين جاء الجهل السياسى… من استمرار ..عقم أو..جمود..الفكر العربى..
أما تعمد الجهل السياسى..فله مقابل أو ثمن..يدفع فى العادة..دون الإعلان عنه..لمن يتعمد ذلك..
مثال اكثر وضوحا… جامعة الدول العربية انشئت فى مارس او فيراير سنة 1945
اى قبل انشاء منظمة الامم المتحدة..
سبب انشائها…هو حماية فلسطين.. من هجرات اليهود المتزايدة..
أى كانت هناك دولة إسمها.. فلسطين..تحت الحماية البريطانية..
كانت مشكلتها..تزايد هجرات اليهود اليها.. فى العقد الثالث والرابع من القرن الماضى
أنشئت جامعة الدول العربية..لتقوم بمنع هذه الهجرات..أو الحد منها..
ما هى النتيجة الان…
اغتصبت فلسطين..وهجر أهلها…
ووجدت اسرائيل..كدولة على أرض فلسطين.
..ولا توجد دولة لفلسطين..إلا فى ملف وضع فى أدراج جامعة الدول العربية..
والى الان لازالت جامعة الدول العربية.. تتشدق بهذا الملف..الذى ليس له أثر فى الواقع..
ومع ذلك تحتفل باعيادها الماسية..ومؤتمراتها السنوية ..فى صخب اعلامى..
رغم فشلها الزريع.. فى حماية فلسطين..
وفشلها فى منع تدفق ملايين اليهود..الى فلسطين.
ورغم ما حققته من فشل وماّسى.. سواء بالنسبة للعراق أو ليبيا..أو سوريا..وأخيرا اليمن..
فإن العجيب أو الاعجب…إننا لا نعترف كعرب بما نرتكبه من أخطاء..أو ما نحققه من فشل..
حتى يمكن تدارك الأمر أو إصلاحه.. بل نبزل أقصى جهدنا لتبرير هذه الأخطاء..وهذا الفشل
الأمر الذى قد يؤدى الى الإحتفال بمن إرتكب هذه الأخطاء..دون ما حياء أو كسوف
ولذلك يستمر الفشل ويتكرر..وكأنه يحدث لأول مرة..
وكذلك يمكن القياس..بالنسبة للفكر الثقافى..والفكر الاعلامى..وكذا الفكر الدينى…
فقط أنوه..إلى أن الشريعة الاسلامية..
توجب علينا الوقوف بجوار الحق… اينما كان الحق..
أكتفى بذلك.. خشية الاستطالة..
وشكرا..