كان الشبح الأبيض يخترق الجدران، ويمر عبر الحصون ويحقق مبتغاه بأقل التكاليف ودون متاعب لكنه كان طيب القلب لم يسرق، ولم يقتل، ولم يهدد، ولم يذهب بالأمور الى التعقيد، ولم تسجل عليه مخالفة قانونية، وكان محبوبا من الجميع وخاصة الأطفال الصغار وأنا منهم حين كنا ننتظر ظهوره الميمون من شاشة التلفزيون عند الصباح، وفي الأماسي الباهتة من أزمنة العراق، وكنا نشجعه، هيا ياكاسبر إخترق الجدران، وكنا نحسب إنجازات كاسبر فتحا ميمونا، ونصرا محسوما حتى مضت السنين، وصارت أفلام الكارتون باهتة وغير مجدية، ولاتشبع الرغبات، ولاتحقق حضورا جماهيريا كما كانت أفلام الكارتون في زماننا الماضي والجميل الذي فقدناه فصرنا الى يتم لاينتهي.
المرصد العراقي للحريات الصحفية دعا محكمة دعاوي النشر والإعلام في بغداد الى رد الدعوى القضائية التي رفعها رئيس مجلس النواب أمامها بإسمه وعنوانه ضد الزميل الصحفي والناقد الرياضي رائد محمد بدعوى القدح والتشهير عندما كان ضيفا على برنامج في إحدى القنوات الفضائية، غير أن محمد أكد للمرصد إن الدعوى غير واقعية وإنه لم يتهجم، وكان متزنا كعادته، ولم يتطرق الى قضايا شخصية، أو ماسة بالكرامة، أو تنتهك خصوصية فرد، أو مسؤول.
الزميل رائد محمد الذي وصله تبليغ من محكمة دعاوي النشر والإعلام أشار للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إنه تلقى التبليغ على عنوان عمله في اللجنة الاولمبية العراقية، وإنه ملزم بالحضور الى المحكمة، وقد توجه إليها بالفعل في اليوم التالي وكانت مفاجأة صادمة حيث إكتشف إن الدعوى مرفوعة من قبل وزير سابق ونائب حالي في البرلمان العراقي، والتهمة هي القدح والتشهير عندما كان رائد محمد يحضر ضيفا في برنامج رياضي على قناة دجلة الفضائية مع الزميل حيدر زكي، لكنه إستدرك، بأنه لم يتحدث بطريقة مسيئة، ولم يتجاوز معايير وحدود الأدب واللياقة، وإنه قرر مواجهة القضاء لأنه متيقن من براءته.
المرصد العراقي للحريات الصحفية يستغرب من طريقة التعاطي مع الصحفيين في الفترة الأخيرة حيث كثرة الدعاوي والإتهامات والملاحقات من قبل مسؤولين في الدولة نوابا ووزراء، ومن بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي قام عناصر من حمايته بالإعتداء على صحفيين أثناء زيارته لجامعة واسط في مدينة الكوت جنوب العاصمة بغداد، ويتساءل المرصد عن المبرر القانوني لقيام السيد النائب برفع الدعوى القضائية بإسم رئيس مجلس النواب، وليس بإسمه مع أن القضية شخصية ولاعلاقة لها برئيس المجلس الموقر.