أذهلت جلسة البرلمان العراقي لاختار رئيسا للجمهورية كافة دول وشعوب العالم لما احتوته من مشاهد رائعة أكدت إرساء النظام الديمقراطي وعدم وجود أي صفقات خفية بين الأحزاب والكتل الحاكمة والقضاء التام على نظام المحاصصة المستبد!، وأكدت ان العراق حقا يعيش أجواء مذهلة وقيمة من الحرية والديمقراطية غير موجودة ولا تباع  لا في زحل ولا المريخ!

 

وقد أعلنت توا كافة الدول الاسكندينافية بما فيها حكومة السويد انها اندهشت بالكامل للديمقراطية العراقية وركعت ذليلة لحرية وصراحة وصداقة نواب الشعب العراقي الذين حقا يمثلون إرادة الشعب العراقي دون انتقاص ولا تزوير!!. وان أمريكا أبرقت قبل قليل للبرلمان العراقي ان يبعث نسخة كاملة من ديمقراطية البرلمان العراقي على عجل بالبريد السريع لتكون دستورا يفرض قسرا وبحد سيف داعش على الأمريكيين في انتخاب رئيسهم ونوابهم من الان وصاعدا اقتباسا وأسوة من النواب العراقيين!! ، فيما أعلنت كل من هولندا وسويسرا والنمسا وألمانيا وكندا واستراليا انها سترسل وفودا برلمانية الى العراق بطائرات خاصة لدراسة أسس ومفاهيم الديمقراطية والحرية من البرلمان والكتل والأحزاب العراقية الوطنية والمستقلة وان يكون نواب هذه الدول تلاميذ صغارا لدى النواب العراقيين الأساتذة في القانون الدولي والدفاع عن حقوق الشعوب!!، وأكدت اليونان التي ابتدعت نظام الديمقراطية انها ستعلن للعالم من ان العراق او بالأحرى البرلمان العراقي هو من أسس أركان الديمقراطية وانه سببا بانتشارها واسع النطاق في العالم وان فلاسفة اليونانيين والرومان القدماء أمثال ارسطو وسقراط وافلاطون أعلنوا من مثواهم انهم يشعرون بالغبطة والغيرة من ذروة دروس الفلسفة والديمقراطية والحكمة لدى النواب العراقيين الذين يستحقوا ان يوصفوا بأساتذة الحرية وفلاسفة الديمقراطية! .

اما لماذا كل هذه الاعترافات بالانصياع للديمقراطية العراقية وقمة الحرية في اختيار الرؤساء من قبل ما أطلق عليهم في العراق بنواب الشعب الحكماء والمستقلين فإليكم هذه الأسباب والتفاصيل:

  • ·       ونحن والعالم برمته تاركون إعمالنا ومشاغلنا وتربية أطفالنا ومتابعون بانبهار ودهشة من عشرات القنوات الفضائية تنافس اكثر من 100 مرشح لرئاسة الجمهورية في العراق مع تنوع المرشحين وأطيافهم وانتمائهم وأعراقهم وقومياتهم وحتى جنسهم من الرجال والنساء لاول مرة في تاريخ العراق بل في التاريخ على مر العصور والأزمان!! تصورنا ان محاصصة المناصب في العراق قد انتهت وان احتكار منصب (رئاسة البرلمان للسنة والجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة) قد ولى الى غير رجعة لانه نظام دكتاتوري وعنصري سياسي ومذهبي او هكذا خدعونا بإعلامهم الشفاف وتصريحاتهم الصادقة وغير المنتقضة !! اقصد جميع النواب ولا استثني منهم احدا طيلة الأشهر الماضية الا اننا رأينا وبكل صلافة وإصرار من زعماء الأحزاب والكتل السياسية والمتآمرين على حقوق الشعب العراقي كيف لازالوا يصرون على هذه المحاصصة والتقسيم بينهم كما يقسمون ما ينهبوه علانية  من مال وعائدات هائلة للنفط وثروات العراق ويتلاعبون بكل خسة وسخرية بمشاعر وأحاسيس الناس ومن رشحهم الى هذا المنصب في نجال اختار رئيس الجمهورية ومن قبله لعبة اختيار رئيس البرلمان من خلال الاستمرار بتطبيق المحاصصة وضرب رأي الشعب وقراراته عرض الحائط!.
  • ·       وتصرونا ايضا ان لعبة او خدعة إخواننا الأكراد بشان انسحابهم من الحكومة ومسارعتهم الى شبه اعلان دولتهم الكردية استغلالا لإحداث العراق بعد احتلال داعش ل 25% من الأراضي العراقية في غضون ساعات، كانت لعبة واقعية وانهم تركوا منصب رئاسة الجمهورية لانهم بحاجة ماسة لنفط كركوك أكثر من حاجتهم للمنصب الرئاسي الا اننا رأينا كيف استفاق (المام) جلال بهذه السرعة من غيبوبته التي دامت 30 شهرا بعد فواح رائحة الطبخة السياسية لمنصب الرئاسة الشاغر ليرسل على عجل مرشحه بديلا عنه ليحجز مكانه في الرئاسة لاتمام الصفقة والحصول على المحاصصة والجائزة الكبرى للأكراد بالرغم من حرمان عائدات الشعب العراقي من النفط لدفع ثمن سكوت الحكومة التركية على احتلالهم لكركوك ومصادرة نفطها.
  • ·       من أغبى وأكثر سخرية ما رأينا وسمعنا من بعض نواب الكتلة الشيعية في جلسة البرلمان لاختيار رئيس الجمهورية التصريحات السخيفة والمثيرة للضحك والمهزلة حقا هي التي جاءت على لسان النائب بيان جبر الذي قال وفقا لنقطة نظام الدستور المادة 68 !! : يا جماعة يا نواب يا عالم يا هو !! لقد اكتشفت حاليا بالصدفة امرا هاما وبالغ الخطورة والاهتمام وهو ان اسم المرشح الكردي للرئاسة فؤاد معصوم الأول هو محمد وليس فؤاد !!! وانا وزملائي (النواب الشيعة) كنا نتصور ان اسمه فقط فؤاد معصوم وقد ذهلنا ان اسمه الحقيقي محمد !!!.

ومن اجل رشح البهارات على الطبخة السياسة المعدّة سلفا واجباك المسرحية الساخرة وإسدال ستارها الأخير والضحك على ذقون الشعب والرأي العام سمح لفؤاد معصوم النطق في البرلمان لوحده دون غير وليعلن للعالم اجمع: انا اسمي الحقيقي محمد!! وأقوله لاول مر في التاريخ منذ ولادتي  نعم ! اسمي محمد ولا احد يعرف ذلك غيري!!

 

عجبا كل العجب! وحقا رحم الله الشاعر المتنبي بقوله العظيم: يا أُمة ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ. هل يتصور هذا النائب وغيره من النواب ان الشعب العراقي او الرأي العام بهذا الغباء والسذاجة؟!

 

 لنفرض ان اسم فؤاء معصوم ، محمد او هاشم او حمص او بطرس او بطيخ! فهل ان لان اسمه محمد أصبح شخصا هاما لديكم ليكون فجأة هو المرشح بل والفائز برئاسة الجمهورية مسبقا دون أي دليل او إثبات!.

اذا لان اسمه محمد فهو رئيسا للجمهورية وان رئيس البرلمان لابد كان اسمه الثاني في الجنسية او جواز السفر ليس سليم بل اسمه الحقيقي عمر الجبوري وان رئيس الوزراء القادم والمفروض محاصصة ليس نوري بل علي المالكي او علي عادل عبد المهدي او علي فلان وفلتان !!! لان أمهاتهم كانت تناديهم ب علي وليس اسمهم الحالي!!

 

وكما يقال اذا عرف السبب بطل العجب!! ولقد عرفنا الان لماذا غدر آباء وأجداد هؤلاء بآل الرسول والصالحين على مر العصور ولماذا استطاع تنظيم داعش احتلال ربع ارض العراق خلال ساعات وب 300 مقاتل فقط!!

 

حقا انها مهزلة سياسة ليس من بعدها مهزلة لا في التاريخ بل ولا في الكون كله وان المحاصصة التي فرضها الحاكم الأمريكي بول بريمر لازالت قائمة أي ان أمريكا بضلالها وهيمنتها ووجودها لازالت تحكم وتفرض نفسها على نواب البرلمان ومسئولين في السلطة فرضوا أنفسهم ايضا قسرا وتزويرا على الشعب العراقي منذ أعوام السقوط وحتى الان

 

ونعود لقول المتنبي الحكيم بشعره الذي خاطب المصريين الذين كانوا يخفون شواربهم خجلا من الأمم الأخرى ونقول للنواب والزعماء السياسيين الداخلين في لعبة المحاصصة القذرة وغير الديمقراطية وغير الإنسانية اساسا بان لا تخفوا لعبتكم القذرة هذه أي لعبة المحاصصة لان الشعب العراقي والجماهير اليقظة في المنطقة كشفوها وسخروا وضحكوا منها كثيرا وانتم لا تخجلوا واكشفوا عنها لان رائحتها العفنة أزكمت الأنوف اقتباسا من شعر المتنبي