ان قطر يا سادة لم تكن على علاقة حميمية مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، فهي عملت وما زالت على تشويه النضال الفلسطيني، فهل ننسى تهكمها وتهجمها على الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، وكذلك سعيها الدؤوب لايجاد قيادة فلسطينية بديلة تتنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، اليست قطر التي تشن حملة تلو الحملة على القيادة الشرعية، من تخصيصها البرامج العديدة لتكون منفذا للهجوم على القيادة الفلسطينية، حتى انها عارضت وما زالت تحاول ثني القيادة الفلسطينية عن التوجه الى الامم المتحدة.

 

لا أحد ينكر بأن قطاع غزة الحبيب، يعاني الويلات من جراء الحصار الظالم والتصعيد الاسرائيلي، وهي بحاجة الى اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية، وأيضاً بان الضفة الغربية والقدس، تعاني من جراء التهويد والاستيطان، والانتهاك اليومي للبشر والشجر والحجر، والذي يتمثل في اعتداءات عصابات المستوطنين بدعم وحماية جيش الاحتلال، والضغط الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية، والذي يتصاعد من حصار مالي الى التهديد والتلويح بالخلاص من الرئيس الفلسطيني، وفي ظل صمت عربي ودولي مطبق.
يطل علينا امير قطر بزيارة غزة، والتي اتخذت من الاعمار والمساعدات الانسانية مانشيت وعنوان، لتبرير تلك الزيارة، والتي لا نستطيع رؤيتها بمعزل عن الوضع السياسي في المنطقة.
كلنا يعرف بأن قطر تستضيف اكبر قواعد عسكرية ومخابراتية امريكية في المنطقة، وقد ساهمت قطر مساهمة مباشرة في تحريض الشارع العربي على انظمته، عن طريق بوقها الاعلامي قناة “الجزيرة”، التي ادعت بانها قناة الرأي والرأي الآخر، وهي بعيد كل البعد عن هذا الشعار، وهل ننسى الدور المحوري الذي لعبته في ما يسمى الربيع العربي، وآثاره مازالت ماثلة امامنا، من العراق مرورا بتونس ومصر وليبيا وسوريا، والحبل على الجرار.
ان قطر يا سادة لم تكن على علاقة حميمية مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، فهي عملت وما زالت على تشويه النضال الفلسطيني، فهل ننسى تهكمها وتهجمها على الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، وكذلك سعيها الدؤوب لايجاد قيادة فلسطينية بديلة تتنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، اليست قطر التي تشن حملة تلو الحملة على القيادة الشرعية، من تخصيصها البرامج العديدة لتكون منفذا للهجوم على القيادة الفلسطينية، حتى انها عارضت وما زالت تحاول ثني القيادة الفلسطينية عن التوجه الى الامم المتحدة.
ان قطر التي قدمت وروجت نفسها على انها الحامي والعراب المخلص لخدمة السياسة الامريكية، لا تستطيع ان تقنعنا اليوم بأنها مع حقوق الشعب الفلسطيني وتحاول نصرته، وتوقيت هذه الزيارة يضع اكثر من علامة استفهام، لماذا غزة وليس الضفة الغربية او القدس، ولماذا لا تمد يد العون ان كانت صادقة الى السلطة في ظل الازمة المالية الحانقة او الى القدس.
وهل يعقل ان يقوم امير قطر بهذه الزيارة، دون منحه الضوء الاخضر من امريكا، وكذلك دون التنسيق مع الجانب الاسرائيلي.
الذي كنا ننتظره من الاشقاء اعادة اللحمة الى شقي الوطن، وان يساهموا في رأب الصدع، وقطر تعلم قبل غيرها من هو الطرف المعطل للمصالحة، الم تكن راعية لها، واتفاق الدوحة تم على اراضيها بين الرئيس الفلسطيني ابو مازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حماس، والذي رفضته ونقضته حماس غزة، سبحان من يغير ولا يتغير.
اخيراً هذه الزيارة وتوقيتها، ليست الا لتكريس الانقسام و”شرعنة” انقلاب حماس، والاهم من ذلك توجيه رسالة شديدة الى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، اذا لم تتراجعوا عن خطوة الامم المتحدة البديل جاهز، والزيارة القطرية بداية السيناريو الذي دعى وبشر به المتطرف ليبرلمان للخلاص من القيادة الفلسطينية.