قراءة في مؤلفين للمؤرخ الأستاذ عبد الحليم الحصيني
بقلم / مجاهد منعثر منشد
المؤلف السيد عبد الحليم أحمد علي حسن الحصيني من مواليد مدينة الناصرية ١٩٥٩م , بكالوريوس ترجمة كلية الآداب جامعة بغداد وبكالوريوس تاريخ / الكلية التربوية ذي قار وحاليا في السنة الأخيرة من دراسة الماجستير قسم التاريخ.
مؤلفاته:
ـ الناصرية تاريخ ورجال، أربعة أجزاء ,دار الرافد للنشر ٢٠١٣م.
ـ موسوعة رجال ذي قار، خمسة أجزاء, دار الرافد للنشر ٢٠١٨م.
ـ مراحل تطور التعليم في ذي قار (مخطوط).
ـ معجم نساء ذي قار تحت الطبع.
ـ يهود الناصرية تحت الطبع.
يقدم المؤرخ الأستاذ في المؤلفين (موسوعة رجال ذي قار والناصرية تاريخ ورجال) مادة غنية سيرة وترجمة وتاريخ عن شخصيات مهمة وأحداث ومواقف استوعبت أغلب جوانب الحياة.
وجاء انتقاؤه لمدينة الناصرية كونها جذر من الحضارة السومرية, فأسمى الكتاب الناصرية تاريخ ورجال. واختياره لذي قار باعتبارها جمجمة الحضارة المذكورة المتفرعة منها لكش ,فأطلق عنوان مؤلفه (موسوعة رجال ذي قار ), فقدم حقبة تاريخية لفترة مهمة من تاريخ العراق.
انطلق الباحث كاتبا مؤلفاته مبينا إخلاصه لتلك المدينة وارتباطه الصميم بأرض ذي قار , ضاربا بالجذور باحثا عن الحقيقة متحررا من التحيز لنفسه وهو يتذكر مواقف الناس والحوادث ,إذ لم ينساق مع غرور النفس في تعلقها بالذات ورفع شأنها وحطها من أقدار الآخرين, فطوع بنانه في كل وقت ومجال فهما وتعمقا ودراسة وجمع بين الدقة وصفاء الذهن والقدرة المجيدة على التركيز وإخراج الحقائق التاريخية لعصر لم تذكره المصادر العامة .
وكتب كتابيه بأسلوب السهل الممتنع فاختار من فنون كتابة التاريخ تراجم الشخصيات فهي نمط من أنماط الكتابة التاريخية حيث تعد التراجم مصدرا أساسيا للباحثين الأكاديميين وغيرهم من الكتاب, لإبراز دور الأشخاص على مختلف الاصعدة الإنسانية.
إذ خطّ بأنامله السيرة والمواقف والأحداث ليرسم صورة تعريف واضحة للمترجم له . وما يميز عبقرية الكاتب هو الأسلوب في تحويل الأخبار من خبر إلى إنتاج معلومة بلمسات أدبية تضع القارئ في دهشة لما قرأ كالتفكير بمغزى القصة القصيرة , والتساؤل كيف حصل على الخبر ؟ ما هو المصدر؟ وطبعا هذا يخص المؤلفات وليس البحوث .
وبهذا يدع أفكارك تسرح في علم يحتاج دراسة عميقة تسمى علم الرجال وصفه الحموي قائلا : فإنّه علم الملوك والوزراء والجلة والكبراء.
تحدث الأستاذ الفاضل عما يقارب 1200 شخصية تستحق هذا التقييم والذكر لما برزت به من مواقف جليلة ومجيدة , فيسّر للباحثين والمؤرخين وطلبة الجامعة مادة عن محافظة ذي قار من الصعوبة إيجادها بهذا الشكل, مما يشير لجهوده الكبيرة المضنية ومثابرته الوضاءة وكفاحه المشرق من أجل المسيرة العلمية في هذا الاختصاص ليس ذلك فحسب , إنما إنتاجه يكاد أن يكون ضريبة شغف بالناصرية ,فأعلن وصرح بعشقه لمدينته ومحافظته واضعا بين يديها مهرها مقدما ومؤخرا معا.
كل التقدير والاحترام إلى الأخ الأستاذ الكبير الحصيني داعيا لحضرته بالمزيد من التوفيق والسداد.