تباشر شركات مصرية العمل منذ أشهر مهمة جسيمة حافلة بالتحدي والإثارة وسط صحراء قصية بحفر ممر مائي مواز للممر القديم لقناة السويس المعروفة التي تربط البحرين الأبيض والأحمر، وتوصل بين قارات العالم المختلفة لتسهل حركة البضائع والخدمات والتواصل الدولي بفترة قياسية لم تكن ممكنة في السابق حتى وفرتها قناة السويس الأولى تلك، ويبدو إن الأهمية البالغة لعمل القناة وتوسع حركة التجارة العالمية سببت ضغطا مضاعفا أدى الى حاجة أكبر في إمكانية البحث عن وسيلة ما حتى لو كانت مكلفة لتعويض عدم قدرة القناة القديمة على إستيعاب حركة النقل البحري والمرور بين البحرين، ولزيادة الإيرادات وتقليل فترة إنتظار السفن العابرة للقناة، حتى تيسر التفكير بقناة جديدة هي قناة السيسي في الحقيقة لأنها جاءت بتوجيه وإشراف مباشر منه حتى لو كانت الفكرة سابقة ربما لكن التنفيذ وإتخاذ القرار بشجاعة يتطلب شخصية من هذا النوع ترتبط بعبد الفتاح السيسي الذي إستجاب لرغبة قوية من الشعب المصري وحيد الإخوان المسلمين عن السلطة بعد سنتين من الفوضى أعقبتا خروج الرئيس محمد حسني مبارك بإختياره عن الرئاسة عقب ثورة يناير 2011 .

تمر القناة الجديدة بمحاذاة القديمة وعلى مسافة تصل الى أكثر من سبعين كم منها مايزيد على الثلاثين تتطلب عمليات حفر في الصحراء القاحلة والنصف الىخر يتمثل في عمليات توسعة وتعميق للقناة السابقة وتساهم في حفرها 17 شركة مصرية والمساهمون كلهم من مصر وبتكلفة تزيد على ثمانية مليارات دولار سوار المتعلق بتكاليف الحفر،أو مشاريع بناء شركات تصنيع السفن والسيارات ومعامل الأثاث والسجاد والزجاج والحاويات والأرصفة ومصنوعات خشبية وسواها من مشاريع إستثمار من المؤمل ان تساعد في توفير فرص عمل لمئات آلاف المواطنين المصريين وبمايساهم في زيادة الدخل القومي للبلاد بنسبة 259% بحسب القائمين على المشروع الذي تشرف عليه القوات المسلحة والشركات المحلية حيث يجري بين الطرفين تنسيق عال وتعاون مشترك يفترض أن يساعد في إنجاز المشروع بفترة قياسية هي عام واحد بدلا من المدة التي أقترحت ساقا وهي ثلاث سنين.

يتوقع أن تتقلص ساعات إنتظار السفن المارة بالقناة من 11 ساعة الى 3 ساعات فقط مع وجود قناتين الأولى هي قناة السويس القديمة، والثانية هي قناة السيسي التي ستكون عاملا مساعدا ليس فقط في تطوير إقتصاد مصر إنما لتسهيل حركة التجارة العالمية، وسرعة وصول البضائع والأشخاص والخدمات وهي في الحقيقة طفرة نوعية في السلوك الإقتصادي الذي شهد ركودا غير مسبوق في السنوات الماضية التي أعقبت ثورات الربيع العربي بما فيها إقتصاد مصر، وهاهي قناة السيسي التي ستساهم بتغيير حركة الإقتصاد إيجابا خلال السنوات القادمة.. ويستحق هو إن تسمى بإسمه. قناة السيسي البحرية.