حكم لستة وأربعين عاما كاملة، هو إبن خليفة، ووالد لخليفة، عاش قويا في تركيا العثمانية التي تمددت وتوسعت وسيطرت على كل البلاد العربية وأجزاء من أوربا قبل أن تصل اليوم الى مرحلة الضياع والأفول على يد الخليفة غير المتوج رجب طيب أوردوغان الحائر بين طموحاته الثائرة، وبين إمكانياته وقدراته البسيطة، هو سليمان القانوني الذي عرف بقوته وسطوته، ووضعه لقوانين إعتمدتها الإمبراطورية العثمانية.
يقع قبر المرحوم على الحدود السورية قريبا من حلب وتحرسه كتيبة من الجنود، جرى الحديث عن مخاطر تحتوشهم والقبر الأثير من تنظيم داعش حليف تركيا، لكن لم يجر حديث مماثل عن مخاطر تتهدده من الأكراد أعداء تركيا، ولا من جيش النظام السوري الذي يقاتل المعارضة المسلحة. يبعد القبر مسافة 50 كيلو مترا عن الحدود التركية، وقد دخلت قوات خاصة في 22 فبراير 2015 الى الأراضي السورية لتأمين نقل الجنود المرابطين عند القبر المقدس، وهو مايعني بالضرورة نقل الضريح بكامله، والجثمان، أو الصندوق الذي سجيت فيه جثة الخليفة الى مكان أكثر أمنا داخل الأراضي السورية تمهيدا لنقله الى تركيا، أو أن يتم النقل بشكل مباشر الى داخل الأراضي التركية حيث لايعيق حكومة أوردوغان أي عائق لفعل ذلك فجبهته مؤمنة بقوات فاعلة على الأرض، وحلفاء من عدة تنظيمات متقاتلة فيما بينها.
يؤمن أوردوغان بنظرية الخلافة، وربما داعبت خيالاته تلك الكلمة التي يرددها الخليفة المؤقت للمسلمين بإنتظار صاروخ أمريكي ينهي حياته بعد إنتهاء مهمته، وأقصد به الخليفة أبي بكر البغدادي الذي يشتغل في مهنة لذيذة وسائغة تدر عليه ملايين الدولارات من خزائن دول ومنظمات وجمعيات دينية، دون أن يظهر كثيرا على شاشة التلفاز ويكتفي برفاقه الذين يقطعون الرؤوس على شواطئ المتوسط، أو أن يحرقوا الناس أحياءا كما فعلوا بالطيار الأردني معاذ الكساسبة، وبعشرات العراقيين في الأنبار، وغيرها من المدن والقرى التي أحتلوها عنوة وأهلها صاغرون، أو راغمون، وحتى راغبون في بعض الحالات. وهذا مادفع الخليفة الطامح أوردوغان لنقل جثمان الخليفة الراحل سليمان، لكي لايستهدفه مستهدف فتشوه سمعة داعش، ويحرج أوردوغان أمام شعبه ووسائل إعلامه والعالم.
المهم أن تنجح أنقرة في نقل الخليفة المرحوم الى داخل أراضيها لتجنبه صواريخ النظام السوري، أوغلطة شاطر من جماعة داعش الذين يحرصون على سلامة قبر المرحوم، رغم إن دينهم يقول لهم، عليكم بالقبور فدمروها ولاتذروا منها بنيانا، ويبدو ان أحكام الدين تتوقف عند القبور التركية، فقد دمرت داعش كل قبور الصحابة والتابعين والفنانين والشعراء والموسيقيين والصغار والكبار في سوريا، وانحاء من صلاح الدين والموصل وديالى وكركوك والأنبار.