خليل ابراهيم عبد الرحيم : يكتب
حقاً اننا نعيش في عالم النفاق والانحطاط الأخلاقي والديني و السياسي على ضوء ما نشده على الساحة السورية الدامية. أجهزة الإعلام التافهة والفضائيات الرخيصة و القنوات المنحطة تتحدث عن قوافل وجماعات أتت من أوروبا وأمريكا لتتحول الى سرايا ثورية وإبطال مقاومين لينحروا العرب السوريين على أرضهم ويهتكوا أعراضهم بحجة الجهاد والتحرير!، و نحن نصفق لهم ونصفهم بالمجاهدين في سبيل الله و أحفاد صلاح الدين و ابن تيمية!، وآخرون كما فعلوا الصهاينة شذاذ الآفاق، قدموا من بلدان عربية وأجنبية هم ونساؤهم و وبناتهم البكر ليصنعوا ملاحم (جهاد النكاح تحت السرير وفوقه!) و يتم نعت هؤلاء بأوصاف وأسماء لم تطلق حتى على المسلمين الأوائل ونرى بكل استغراب واندهاش كيف يتكرر مشهد “هند آكلة الأفئدة” على يد زعماء الجاهلية الجدد من آكلي الأكباد و المطالبين بالثأر من سلالة الرسول على ما فعله الطلقاء من بني أمية قبل وبعد اعتناق الإسلام نفاقا!. و من اشد المشاهد سخافة وسخرية الفيلم الذي بثته “العربية و الجزيرة” للمجاهدين وثوار الجيش الحر الذي ظلوا يكبرون ويطلقون زغاريد و هتافات الله اكبر! والعزة لله وللمجاهدين المسلمين! عندما كانت المقاتلات الحربية الصهيونية تقصف أطراف دمشق بعشرات القنابل و الصواريخ لتحول ليلها الى نهار ونار!. الله اكبر لنصرة الصهاينة أعداء العرب و المسلمين؟!. قبحكم الله جميعا وأسكنكم فسيح مراحيض الجن والإنس! الله اكبر! يطلقها مجاهدو النصرة و هم يطلقون الصواريخ نحو لبنان وسوريا ويفجرون السيارات المفخخة في المدن السورية والعراقية واللبنانية ليكونوا حسب عقيدتهم التكفيرية الى شهداء مقربين و إحياء عند ربهم يرزقون!. قسماً بالله و عزته ان بيوت الخلاء الشرقية و دبليو سي الغربية لكفار العالم لا تقبل بمثل هؤلاء ديدان وصراصير فكيف تحتضنهم جنان الخلد الى جوار حور العين؟!. أحقا في يومنا هذا:ان تكون عميلاً لأمريكا ومطيعاً لإسرائيل وعبداً لتركيا العلمانية ولاهثاً وراء دولارات بعض الدول فانك مجاهد وثائر وطليق في الجيش الحر يرضى عنك وعاظ الحكام والشيوخ المتشدقين بالدين وتركيا العثمانية والأسياد التقليديين في واشنطن وتل أبيب! . ان تكن شيشانيا او أفغانيا او بريطانيا او أمريكيا او إسرائيليا فانك بطلا وثوريا ومن عناصر الجيوش الثورية والحرة! و لك الحق الدخول الى سوريا و العبث بها وقم مايمكن ان تفعله مع خلق الله دون رادع ولكن عندما أصدمت مخططاتكم بالواقع السوري واخترتم طريق الإرهاب والعمالة للأجانب بدلا التفاوض والاعتراضات السلمية (وهذا حق مشروع للجميع) قبحكم الله وخذلكم كما خذلكم في بدر وخيبر ووصلت بكم الوقاحة والعمالة والانحطاط الى حد طالب فيه محللو وخبراء قناة العربية على اثر التطورات الأخيرة من إسرائيل علانية وتقبيل أحذية ومؤخرات الصهاينة بالتدخل الفوري لنصرة جماعة النصرة الإرهابية والقول صراحة:الان الجيش السوري منهمك ويمكن لإسرائيل احتلال سوريا بسهولة!. يا عالم ! ياهو! أجيبوني بالله عليكم: أليست جبهة النصرة نسخة طبق الأصل عن تنظيم القاعدة الإرهابي خاصة و ان هذه الجبهة اعترفت جهرا وابصمت بالعشرة انها اليد العسكرية للقاعدة ، فكيف تكون تنظيمات القاعدة والنصرة ومشابههما، إرهابية في بلدانكم وتطاردون عناصرها ليلا ونهارا و تسمحون للطائرات الأمريكية بقصف و قتل قادة وعناصر هذه الجماعات التكفيرية و لكنكم تصفون عناصرها بالمجاهدة والثورية عندما تنحر الشعوب في سوريا والعراق ولبنان؟. قبحكم الله جميعاً وحشركم في دورات المياه وبالوعات بيوت الكنيف!. ان حديثنا وانتقادنا ليس لهذه الجماعات الإرهابية والأفكار الهدامة و الفئات المنحرفة بل للدول و الحكومات التي تقف وراءها وتدعمها وتمدها بالمال والسلاح والعون السياسي و البذخ الإعلامي متصورة ان هذه الجماعات ستكون منقادة ومطيعة لها الى ابد الآبدين!، لكن قسماً بالله انه في حالة تحقق أي انتصارات حتى ولو وهمية لمثل هذه الجماعات فسوف ترتد على الدول والحكومات التي تدعمها كارتداء النابض الحديدي لتجعل من ساحات تلك الدول محارق وفوضى وتطيح بالحكومات الداعمة لها لسبب بسيط نأخذه من فم إعلام هذه الدول التي ترفع شعار” الإرهاب لا دين له!” ولان العشرة لا تهون الا على أولاد الزنا والحرام من الإرهابيين و التكفيريين!. و حديثنا وانتقادنا ايضاً لكافة الجماعات والدول التي انجرفت في مستنقع الأزمة السورية وهدمت ما بناه او ما دعا له على الاقل مئات المفكرين ورجال الدين والسياسيين المستقلين لوحدة المذاهب الدينية و تقريب افكار ومواقف العرب و المسلمين منذ 1400 عام وحتى الآن. فإذا كنتم ـــ نخاطب جميع المتورطين في الأزمة السورية ـــ تدعون انكم إتباع هذا المذهب او ذاك فان الرسول محمد (ص) تهادن مع الكفار والمشركين لعقد من الزمن على الأقل و كان ابغض شئ عنده قتال المسلمين لبعضهم البعض وحتى ان القرآن الكريم ينص صراحة: أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ..! وهذا يعني كره الله و الشرائع السماوية للاقتتال بين البشر جميعا دون حق. و اذا كنتم عرب و قوميين فان شعاراتكم المعروفة والتي صرعتمونا بها لعقود مضت : الحرية و المساواة و … تشير الى الحل السلمي، وابسط شعاراتكم تؤكد على الاحتكام الى العلم والعقل والمنطق! و اذا كنتم منبهرين بالحريات في الغرب او كنتم إتباع العلمانية التركية فان ابسط قانون عندهم يدعو الى الانتخابات وضرورة الاحتكام الى رأي أكثرية الشعب او حتى القبول بانتخابات تجري تحت إشراف دولي، اقصد هنا الأمم المتحدة او حتى الجامعة العربية او أي فئة تدعي الاستقلالية ونتساءل مرة اخرى أليس اقتتالكم افرح الإسرائيليين و اسعد أمريكا و افرح أوروبا، والغرب عموماً لا يفكر الا بمصالحه وجعل الدول العربية والإسلامية في حالة انحطاط و اقتتال ذاتي الى آخر الزمان!. قسماً بالله و عزته اننا نعتقد بل نجزم من ان 10% من الأنفس التي زهقت والدماء التي أسيلت والسلاح الذي دمر والجهود التي بذلت و المآسي التي شهدتهما الساحتين السورية والعراقية على مدى الأعوام السابقة إن استغلت بشكل صحيح خلال فترة وجيزة من الزمن لكنا قد حررنا فلسطين وأجبرنا الصهاينة الخيار بين ركوب سفن البحر للعودة قسرا الى أوروبا وأمريكا او النوم الأبدي في المدافن الجماعية. يا أشباه العرب ويا أشباه المسلمين قبحكم الله جميعاً واخزاكم ولعنكم في الدنيا والآخرة وحشركم جميعاً في درك أنجس مراحيض العالم وبيوت خلاء أسوء الخلق.