وسام موميكا
أبدأ المقال بِهذهِ الآية من الكتاب المقدس “الإنجيل ” :
[“وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!»” ](مت 21: 13)..
قيل أن يسوع المسيح كان يعلم الشعب ويؤنب الذي يبيعون في الهيكل ويذكرهم بِكلام “إشعيا” وأنه يجب أن يحترموا الهيكل ويتوقفوا عن البيع والشراء والتجارة في داخله ، ولهذا أتى كلامه هذا في موقف “لتطهير الهيكل” .
لهذا وضعت لكم هذهِ الآية ، وذلك للتشابه الكبير وما ينطبق على واقع إحدى كنائسنا السريانية الأرثوذكسية في السويد التي ربما تكون بحاجة إلى تطهيرها من بعض الباعة المتاجرين بالشعب والدين والسياسة ، خصوصاً بعد ما حصل قبل يومين في كنيسة مار يعقوب النصيبيني للسريان الأرثوذكس في مدينة سودرتاليا وأمام أنظار قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني وعدد من المطارنة الأجلاء ، وهنا سوف أقوم بِسرد تفاصيل هذه الحادثة المشينة التي وقعت في الكنيسة وبِحضور قداسة البطريرك وعدد من المطارنة الأجلاء ، وعن الصورة الحقيقية والمؤسفة لما يحدث في داخل هذهِ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، المحسوبة علينا إسماً وعنواناً فقط ، والحقيقة أن من يترأسها ويديرونها هم أشخاص سريان (آراميين ) ضاليين في الفكر والآيدولوجية الآثورية الزائفة ويتبعون أجندات بعض الجهات و المؤسسات والتنظيمات الحزبية والسياسية الآثورية !
إن ماحدث في صباح يوم الأحد 4 آب 2019 وبِحضور قداسة البطريرك أفرام الثاني وعدد من المطارنة الأجلاء ، هي كارثة و وصمة عار في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، وتعتبر إنتكاسة لم تشهدها الكنيسة من قبل ، إلا في فترة رئاسة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني لِلكنيسة !… فَما حَصل ليس بِجديد ، بل هي تراكمات للماضي منذ أن تَسنم قداسة البطريرك سُدة البطريركية وإهمال قداسته للمسؤوليات والواجبات التي تقع على عاتقه تجاه شعبهِ وكنيسته وهويتهِ القومية ، وعدم توجهه نحو الإصلاح والتَجدد وترميم الهرم الكنسي ومؤسساتها الإدارية ، بل على العكس من ذلك ، فَقداسة البطريرك قام بِمحاربة كل مطران وكاهن يَعتز ويَفتخر بِهويتهِ السريانية الآرامية الأصيلة والعريقة ، وخير مثال على كلامي هو إعطاء الرتبة الكنسية (النائب البطريركي ) الى نِيافة المطران “بنيامين أطاش” المُقيم في مدينة سودرتاليا السويدية ، بعد أن كان في السابق مطراناً على عموم الرعية .
ولكن للاسف ماقام به قداسة البطريرك بعد فترة من تمزيق وتَشتيت الرعية السريانية الأرثوذكسية (الآرامية ) في السويد وتحديداً في مدينة سودرتاليا ، عندما قام بِتعيين نِيافة المطران (مار يوليوس عبد الأحد شابو) ، مطران السويد والدول الاسكندنافية ، ومع إحترامنا لدرجته الكنسية والكهنوتية ، فالمطران ميولهُ وأفكارهُ نسطورية (المتأشورة ) وهذا ما كان يَعلم به قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني قبل أن يَتم تَنصيب الأخير مطراناً لأبرشية السويد والدول الإسكندنافية ، وإلى هذه اللحظة لانعلم مالحكمة من هكذا تصرفات معادية ومناهضة لإرادة وتطلعات الشعب والأُمة السريانية الآرامية !!!!!؟
وكان هناك أيضاً قرارات وتصرفات عقابية أُخرى ، قد صدرت من قداسة البطريرك بِحق آخرين من مطارنة وكهنة سريان أرثوذكس “شرفاء وغيورين ” لم يكن لهم ذنب سوى أنهم يَعتزون ويَفتخرون بِهوية آبائهم وأجدادهم السريان (الآراميين ) !!
وأنا من خلال عملي كناشط قومي و سياسي بِقضايا السريان الآراميين ومعي جميع المثقفين والأدباء والكُتاب السريان الآراميين الشرفاء و الأحرار ، كان يَتوجب علينا عدم السكوت وأن نقوم بِفضح وكشف حقائق هذهِ الأمور والمواضيع منذ سنوات مَضت ، لكننا فَضلنا الإنتظار والصبر واللجوء الى العقل والحكمة ، وقِلنا (عَسى ولعل ) تصطلح الأمور ويعود المسار للإتجاه الصحيح ، كما كانت الكنيسة السريانية في سابق عهدها وتاريخها العريق .
وللعودة مرة أُخرى إلى توضيح الأمور لأبناء شعبنا السرياني الآرامي (المسيحي) المنتشر في بلداننا الأصلية وبلدان المهجر ليكونوا على عِلم ودِراية بِحقيقة مايجري داخل كنائسنا السريانية الأرثوذكسية ومايقوم به قداسة البطريرك وبعض المطارنة من أفعال وتصرفات لاتليق بإسم وسمعة وتاريخ كنيستنا السريانية الأرثوذكسية ، ولا تمت بِصلة الى حضارة وتراث الآباء والأجداد “السريان الآراميين” الأصلاء .
فَفي صباح يوم الأحد المصادف الرابع من آب كان هناك قداس وختام لِقاء الشباب السرياني العالمي والذي أقيم في كنيسة مار يعقوب النصيبيني للسريان الأرثوذكس في مدينة سودرتاليا السويدية ، بِحضور قداسة البطريرك مار أفرام الثاني وعدد من المطارنة الأجلاء ، وحيث قام بعض السريان الآراميين الضاليين وبِتوجيهات من نيافة المطران مار يوليوس عبد الأحد شابو ، مطران السويد والدول الاسكندنافية ، بِطرد الفرقة الكشفية للنادي السرياني التابعة للكنسية السريانية الأرثوذكسية والقادمة من بيت لحم للمشاركة في الإحتفالية المُقامة في كنيسة يُقال أنها (سريانية أرثوذكسية وتحمل إسم مار يعقوب النصيبيني ) ، ولكن للأسف ان حقيقة هذه الكنيسة أو الكاتدرائية هي أنها فقط بالإسم “سريانية أرثوذكسية ” ويقودها مطران سرياني متأشور مُحاصر بِثلة نسطورية متأشورة يحملون أفكاراً وأيدولوجيات سياسية وحزبية آشورية ، وهذه الحقيقة يجب أن يعرفها جميع الشرفاء والغيورين من أبناء شعبنا السرياني الآرامي في العالم !
فَمن يقول أن كنيسة مار يعقوب النصيبيني في مدينة سودرتاليا السويدية هي كنيسة سريانية ، إما هو مُنخدعٌ أو مُنافق ودجال ، فاللذين يديرون هذهِ الكنيسة بدءاً من المطران مروراً بالكهنة والشمامسة وإنتهاءاً بالأعضاء واللجان و مجلس إدارتها ، فهؤلاء جميعهم ضاليين وناكرين لتاريخ الكنيسة السريانية وللهوية القومية الآرامية ، وغالبيتهم من السريان الآراميين ” المتآشوريين” ، و لا يَهمهم سوى جيوبهم ومنافعهم الشخصية التي يَجنونها من تنظيماتهم و أحزابهم الآثورية الزائفة التي يتبعونها وينفذون مخططاتها و أفكارها وآيدولوجياتها وأجنداتها المقيتة . نعم ، فهؤلاء يرفضون ويحاربون الإسم السرياني الآرامي الأصيل ، والدليل على ذلك أنهم رفضوا عزف الفرقةالكشفية للنادي السرياني القادمة من بيت لحم !!
فَما حَصَل في كنيسة مار يعقوب النصيبيني من تصرفات مُهينة بِحق شبابنا الأبطال في الفرقة الكشفية السريانية هو أمر مرفوض ، ولن نَقبل بِتبريرات وأعذار ومن أية جهة وأشخاص ، مهما كانت مناصبهم ورُتبهم الكنسية ، كما وأن كنيسة مار يعقوب النصيبيني ، إسمها وعنوانها واضح جداً ، وهذهِ كنيسة سريانية أرثوذكسية وليست كنيسة نسطورية آثورية !..
لماذا ياقداسة البطريرك وأنتم يامطارنتنا ويا كهنتنا الأجلاء تقفون ساكتين ومكتوفي الأيدي إزاء ما حَصل من عَمل مُشين ومرفوض لِما قام بهِ مطران سرياني أرثوذكسي ومن معهِ من الضاليين في لجان وإدارة الكنيسة عندما قاموا بِطرد أبناء الكنيسة وشتمهم وإهانتهم ، وبِلحظة تجاهلتم كل التاريخ المُشرف للفرقة الكشفية الكنسية السريانية وإحياءهم للمناسبات والإحتفالات الدينية والكنسية في بيت لحم !!؟ … حتى أنكم تناسيتم كيف أن الفرقة تَحملت عَناء السفر من بيت لحم الى السويد للمشاركة في اللقاء العالمي الخامس للشباب السرياني في سبيل إنجاحهُ من خلال عزف أَجمل وأقدس الألحان والتراتيل التراثية الكنسية السريانية الأصيلة !
ويؤسفنا أن نقولها ونكررها لِمرات عديدة ، أن المشكلة قد حصلت أمام أنظار رأس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وبعض المطارنة الأجلاء من دون أن يحركوا ساكناً لإعادة الحق إلى أصحابهِ وإتخاذ مايلزم من تدابير وإجراءآت للحد من التغلغل الكنسي والسياسي الآثوري داخل كنيسة مار يعقوب النصيبيني بِسودرتاليا السويدية !!..
وللحديث أكثر حول تفاصيل الحادثة المشينة والتصرفات الغير مسؤولة بِحق تاريخ الفرقة الكشفية السريانية ورفض أعضاء مجلس كنيسة مار يعقوب النصيبيني ، عَزف وفعاليات الفرقة داخل باحة الكنيسة الخارجية بِمناسبة القداس الإلهي الذي أقامه قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني وبحضور ستة مطارنة من مختلف دول العالم ، حيث إشترط مطران الكنيسة وثلتهِ الآثورية الضالة على أفراد الفرقة إزالة الشعار والعلم السرياني الآرامي عَن ملابِسهم الكشفية وعَن آلاتِهم الموسيقية وإزالة اللون الأحمر والأصفر الذي كانت تَعتَمدهُ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية قبل أَن يَتسلم قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني مهام رئاستهِ للكنيسة ، عِلماً أن الكنيسة السريانية الكاثوليكية تعتمد أيضاً على ذات الألوان المقدسة (الأصفر والأحمر ) لأن كنيستنا السريانية ،جامعة مقدسة ، رسولية ، ومن أُمة آرامية عريقة.
وهكذا بعد أن طلب المطران وثلتهِ الضالة من الفرقة الكشفية السريانية بأن يقبلوا ويَنصاعوا لِمطالبهم الإستفزازية والتعسفية المُشينة مُقابل بَقائهم في الكنيسة ، إلا أَن رفضوا مَطلبهم وتأسفوا لِوجود هكذا كنيسة محسوبة على السريان الأرثوذكس !!
وكما قال بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس(13:5) أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. «فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ».
*إليكم نُبذة مختصرة عَن فرقة “القرب” الكشفية السريانية كما سميت منذ تأسيسها :
تأسست فرقة “القرب” الكشفية السريانية التابعة للنادي السرياني في بيت لحم عام 1958 وتعتبر من أشهر الفرق الكشفية الموسيقية على مستوى الشرق الأوسط …والرابط أدناه والذي من خلالهِ سوف تتعرفون على كل ما تودون معرفته حول هذه الفرقة الكشفية السريانية العريقة والعظيمة بِتاريخها ونشاطاتها …
*كشافة النادي السرياني الأرثوذكسي في بيت لحم .. ريادة وتميّز
https://cmc-terrasanta.org/ar/media/terra-santa-news/16208/——:–
رابط ذات صلة بالمَقال :
*قداسة سيدنا البطريرك يحتفل بقدّاس عيد التجلي وختام اللقاء العالمي الخامس للشباب السرياني – السويد
https://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=3680