حيدر حسين سويري :

 

 

  إلى كُلِّ إمرأةٍ، أنتِ جميلةٌ أينما كُنتِ، وأينما تكونِ، جميلةٌ بِكُلِّ ما تحملهُ هذهِ الكلمةُ من معنى، جميلةٌ في الأخلاق، جميلةٌ في الرُقيِّ، جميلةٌ في الأسلوب، جميلةٌ في الذكاء، أنيقةٌ في الظهور، أنيقةٌ في الكلامِ والشعور، أنيقةٌ في حزنكِ وفي السرور….

   أنتِ: أُمي، التي حملتني كُرهاً ووضعتني كرها، ثم أرضعتني وغذتني، وسهرت عليَّ ليلها، وجاهدت في تربيتي نهارها، حتى غدوتُ رجلا… أُختي، التي شاركتني حياتي وبعثرتي، فكانت كظلي، تداري سوئتي، وتجد ليَّ الأعذار حين أبَقْي… إبنتي، التي أضافت إلى حياتي البسمة والمرح… حبيبتي وزوجتي، التي وهبتني نفسها وما تملك، حتى غدت لباساً لي وسترا… معلمتي التي ربتني، وأنارت ليَّ دربي…

   أنتِ: نصفي الآخر، صُندوقُ أسراري، حاملةَ همومي، صديقتي التي أتوجهُ إليها، ساعات قلقي وأرقي، لأغفو بين أحضانها، فتحتويني بكُلي، لِتُزيل عني فاقتي وكربي، وترفع عني ضيقي ومحنتي، حينما يتخلى الآخرون عني…

   كلماتٌ تدفقت من قلبي، فهطلت على لساني، كشلالٍ مع نسمةٍ باردةٍ، في صيفٍ أجوف، بردَّ غليلي، فإنشرح صدري، عندما أمسكت بالقلم، لأكتب في عيدكِ أنتِ! وهل العيدُ سواكِ!؟ وهل لهُ فرحة دون حضوركِ!؟ وهل للوجودُ معنىٍ إلا بكِ!؟

   قد تنتظرُ المرأة منا كلاماً جميلاً، نُسمعهُ لها، ولكنها لا تدري، بأنها أجملُ من أجمل الكلمات، وأحلى من كل وصف، فلولاها لما عرفنا معنىٍ للحب، ولا تذوقنا طعم الرحمة، ولا كان لنا أملٌ في حياة، يا ضياءً أنار لنا الحياة…. أنتِ معنى الإنسانية…

   لأجلِ هذا وغيرهِ، توجناكِ بكلمةِ “السيدة”، فأنت “سيدتي” يعجزُ عن وصفكِ أحدٌ، إلا الذي خلقكِ وأحسن خَلقكِ، وأبدع صُنعكِ، فحباكِ دون خَلقهِ، ورعاكِ في جنتهِ، التي جعلها تحت قدميكِ، فكانت تلك القدمين غاية مطلب العظماء!

بقي شئ…

أُمي، أُختي، إبنتي، حبيبتي وزوجتي، معلمتي وملهمتي، إلى كل المرأة:

هنيئاً لكِ من الأعماق سيدتي، ومباركٌ عليكِ عيدكِ، حفظكِ الله لنا كما آراد، ومثلما أحببناكِ، وهنيئاً لنا بكِ وبمشاركتكِ…