فلسفةُ آلفلسفة آلكونيّة – ألحلقة#(5)
فكرة أنَّ البشر يملكون (فضائل) مُعيّنة كانت تشكل ميزة مشتركة في مبادئ وتعاليم الفلاسفة بدءاً بـ”أوغسطين” و قبله فلاسفة الأغريق السبعة ثم”سقراط” و إلى آخر فيلسوف ضمن المرحلة الفلسفية ألسّادسة ألتي إنتهتْ بإنتهاء القرن العشرين لتحلّ فلسفتنا الكونيّة بديلاً عنها, وتُمَثّل تلك الفضائل؛ ألسِّمات ألتي يجب أن يُحظى بها كلّ إنسان، وعلى رأسها الفضائل الفلسفية وقد أكد “سقراط” بكون “الفضيلة هي أقيم ما يملكهُ الإنسان؛ والحياة الحقيقية هي تلك الحياة التي تنقضي في البحث عن الخير, لأن الحقيقة تكمن تحت ظلال التفكير و التأمل ألأيجابي الذي وحده يشقّ الدّياجير لنور صباح أمثل يرنو بجانحيه السماء.
و قد قال (كنفسيوش): [أمام الأنسان ثلاث طرق؛ الأوّل يَمرُّ عبر التجربة وهو أصعب الطرق, و آلثاني يمرُّ عبر اآتقليد وهو أسهل الطرق, و الثالث يمرُّ عبرَ التّفكير وهو أسمى آلطرق], بمعنى أنّ آلفكر – لا التقليد ولا التجربة – تمثل حقيقة الأنسان.

و (ديكارت) أيضاً .. إعتبر آلتفكير وحده يُمثّل الوجود الأنساني, حيث قال: (أنا أفكر إذن أنا موجود)(1)؛ فآلتفكير هو الطريق الأسمى الذي لو تعمّق فيه المُفكر بإرادة واعية؛ لَحَقّقَ المعنى الغائي الهادف في وجوده , هذا هو رأى (كنفسيوش) و ديكارت وأقرانهم أيضا, لكنْ المشكلة كانت و ما زالت في كيفية التفكير؟ و بماذا نفكر؟ و ما الأولويات حتى الهدف النهائي؟

هذا هو الموضوع الأساسي الآخر الذي سنعرضه من خلال الفلسفة الكونية العزيزية – و يتركز حول الخلافة الكونيّة ألمُثلى ألّتي لا تتحقّق إلا مِنْ خلال تفعيل جميع الطرق بواسطة الإمداد ألغيبيّ لتحقيق تلك الغاية العظمى, وبذلك تكون نتائج الفكر أسمى من طرق كنفسيوش وغيره من فلاسفة العالم, وآلعقل الظاهر لوحده عاجز عن الغوض في الأسرار ولا بُدّ من وجود مُعِين و دليل معصوم من الخطأ لتحقيقها, فحتى القرآن وحده لا يستطيع بيان الحقائق رغم عصمته لأنهُ (حمالٌ ذو وجوه) كما يقول ألأمام عليّ بن أبي طالب(ع) المعصوم والمظلوم من الشيعة قبل السّنة(2), لذلك فآلأنسان هو المخلوق ألسّيد المُمَيّز الذي كرّمه الله تعالى بلا منافس بآلقياس مع المخلوقات الأخرى بشرطها و شروطها كما عرضنا في (مثلث الفلسفة الكونيّة) لكونه العلة ألغائيّة(3) في الوجود بِحَملهِ للأمانة التي قَبِلَها إختياراً فأصبح سيّد المخلوقات العظيمة التي كلّ واحدة منها تُمثل عالماً معقداً بتكوينه يُعادل العالم كلّه, لأن جميع المخلوقات وجدت لخدمة الأنسان ألّذي عليهم تأدية دورها الكبير بنزاهة و بشكل لائق ينسجم وطبيعة الكون و أنغامه الجميلة لتفعيل ما فيها بحسب إختصاصه في المكونات التي لا تُعدّ و لا تُحصى لتحقيق العلة الغائيّة بحمل و حفظ تلك الأمانة الكونية بحسب الوصيّة التي أتى بها آدم (ع) من الجنة ووصلت لنوح(ع)(4).

و الأنسان الذي يُحقّق في نفسه الآدمية ليس مُجرد (مخلوق عظيم)؛ بل يكون مُؤهّلاً للبدء بآلأسفار الكونية لدرك الوجود بآلمعشوق بحسب نهجنا و وصايا الفلاسفة العرفاء للحلول فيه, لأن الأنسان ليس مجرّد مخلوق(عظيم) و (هامّ) أو (حيوان ناطق) أو (أكبر رأسمال) أو (مخلوق ناطق) أو (مجهول) التكوين أو (كادح) و غيرها من تعاريف المفكريين و الفلاسفة خلال المراحل الستة بدءاً بأوغسطين ثم سقراط فأرسطو و أفلاطون و أرسطوطاليس مروراُ بشوبنهاور و كانت و ديكارت و هيوم وإسبينوزا و غيرهم, حتى فلاسفة القرن الماضي كآينشتاين و تايلور و ألكسيس كارل و ول ديورانت وماسلو و فوكوياما و إنتهاءاً بآلفلاسفة المعاصرين العشرة و على رأسهم الفيلسوف عبد الكريم سروش, و ألذين معظم تعاريفهم كانت مصاديق لكنها غير متكاملة و مجزية و وافيه بالمقياس الكونيّ العزيزيّ, بل أكثر تلك التعاريف تُعتبر تقليلاً لشأنه خصوصاً إذا علمنا بأنّ رئيس الملائكة و الجنّ(الشيطان) صاحب الملكات الخارقة قد أُمِروا بآلسّجود له رغم أن الشيطان عَبَدَ الله وَقَدَّسهُ ستة آلاف عام لهذا إعْتُبرَ الأنسان بحسب (مثلث الفلسفة الكونية) و(آلمراتب الوجودية)؛ المخلوق الوحيد (العاشق) للخالق (المعشوق), وهي مرتبة عظيمة لا يتشرف بنيلها سوى الأنسان العاشق في وجوده لله , كما خصّ بعضهم بدرجات أقل, منها؛ آلكليم و الخليل و روح الله, أما سيدنا محمد(ص) فهو الوحيد الذي خصّهُ بدرجة أرفع و أسمى هي مقام الحبيب (العاشق) ولم يتخذ غيرهم مقرّبين له كهؤلاء حتى الملائكة سوى نيلهم صفاتاً بحسب الأعمال الموكولة لهم كجبرئيل أميناً لله لأيصال الرسائل وعزرائيل وكيلاً لتسليم الأرواح وغيرهم! وتبقى مكانة الأنسان خاصّة و متميزة في المراتب و الصفات الوجودية, و السبب لأنهُ رَضِىً بحمل الأمانة الألهيّة التي عُرِضت عليه من الباري تعالى في آية الأمانة [إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا](5).
فما هي تلك الأمانة؟ وكيف ميّزت الأنسان عن كلّ المخلوقات حتى الملائكة المقربين فصار كونياً؟

معنى كلمة (الأمانة) ورد في أربع مواضع من القرآن الكريم بمعنى [ألعهد والمسؤولية) كقوله تعالى: [وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ](6)، وبخاصة في دفع الدَّين وأداء الوداع و صدق الحديث و نصرة ألمظلوم ومراعاة الدقة و الأمانة و النزاهة في نقل الرسائل و الوقائع و الأحداث, فآلأمين يجب أن يُراعى ألدّقة و حتى الأجواء والحالات و طريقة ولحن الكلام المنقول والأسباب والظروف, لأن عدم مراعاة تلك الأمور ألزمكانيّة والسببيّة و آلغاية وما يخفى وراء ذلك؛ قد يُسبّب إنحرافات و مشاكل عظيمة تفتح المجال أمام التأويل و التبدل و التزوير لِلَيّ عنق الحقيقة و بآلتالي تمويه الأمانة و فقدان الثقة وتفكك المجتمع وإنحرافه و إبعاده عن حمل الأمانة, وعواقبها على ألفاعل الذي راعى ذاته و مصلحته ألإنّية بآلدّرجة الأولى أثناء النقل و إتخاذ الموقف على حساب الحقيقة وبذلك تصحّ عليه صفة المنافق و هي أسوء صفة بشرية تودي صاحبه إلى الدرك الأسفل من النار, و قد وردت نصوص كثيرة في مراعاة الأمانة منها: [وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّـهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ](7)، وكذلك؛ [إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚإِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيراً](8) وهذه الآية عامّة تشمل أيّة أمانة في كافة المجالات والحالات، بَيدَ أنّ تلك (الأمانة) التي عرضت على السموات والأرض والجبال إنّما ذُكرت للتنبيه ولأبراز عظمة وحجم الأمانة و إلّا فألجّبال و الأرض و السّموات والبحار ليس فقط لا تملك عقلاً ناهيك عن قلبٍ كآلذي موجود عند البشر لتكون دليلاً أميناً على تلك الأمانة الكونيّة الماديّة والمعنوية, هذا من جانب و تفسير آخر لحقيقة الأمانة التي عناها الباري تعالى و هي الحفاظ على مكانة أهل البيت(ع) و كما أشرنا لذلك في الحلقة السابقة, خصوصا و إن آدم (ع) حين هبط من الجنة على الأرض حَمّلهُ الله تعالى رسالة (وصية) ذكر فيها أسماء أهل البيت(ع) للتوسل بهم أثناء المحن و الصعوبات التي سيواجهها على الأرض و قد إكتشف فريق من العلماء تلك اللوحة (الأمانة) مكتوباً عليها تلك الأسماء الخمسة أثناء التنقيب في خمسينيات القرن الماضي من قبل الفريق السّوفياتي في المنطقة التي رست فيها سفينة النبي نوح(ع) بجزيرة قاف(9) بعد الطوفان !

لقد أودع الله تعالى في المخلوقات الأخرى غرائز وإمكانات تتناسب و وظائفها التي خلقت لأجلها, و تختلف دورها وتسبيحها وتمجيدها للخالق بآلقياس مع البشر(10), وإذ بيّنا معنى (آلأمانة) من خلال المثال البسيط أعلاه كمثال لسهولة درك معناها؛ وعلى القارئ الأمين ألحذر وألأنتباه للمسائل المصيرية الأخطر المرتبطة بآلأمانة في الجانب العقائدي و السياسي و الأقتصادي و آلأجتماعي والحقوقي و الأداري, و التبرّي والتولي ألمهددة دائماً بسبب كلمة أو موقف أو حتى إشارة غير مناسبة قد توقع مرتكبها في الكبيرة, بآلضبط كآلغيبة التي هي في أكثر الأحيان مُجرّد كلمة أو جملة أو حتى إشارة, لكنها أشد من الزنا بل ومن القتل الذي هو أكبر ذنب, لكنها أيّ(الغيبة) قد تتحقق حتى بغمزة أو لمّزة أو إشارة أو نظرة يُقصد منها ألحطّ من شخصية المقابل(11), هذا بآلنسبة للمؤمن؛ فكيف يكون الحال مع الذين يأكلون لقمة الحرام كآلأحزاب الحاكمة و من يرتبط بهم!؟ بآلتأكيد هؤلاء لا يتوانون على إرتكاب المحرمات خصوصا في السّر و السكوت عن قول الحق وخيانة الأهل و الأصحاب بآلغيب وبخس حقّ الآخرين ومنع حقوق الناس وفوق هذا يعتبرون ذلك عدلا وجهاداً وكما هو حال حكومات ألعالم المؤيّدين من المنافقين الذين إستحمروا أنفسهم للحكام للنهب وتعميم الفساد, وتلك هي النفس؛ [و نفسٍ و ما سوّاها فألهما فجورها و تقواها, قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها](12).
من النقاط الفارقة الأخرى التي ميزت الأنسان عن باقي المخلوقات هي سجود الملائكة وآلجن ورؤسائهم للأنسان رغم خلقه من طين لازب أسود متعفن بينما الجن من النار والملائكة من أرواح شفافة وغيرهم!
حيث قال تعالى: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ . فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ](13), و قوله سبحانه: [الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ, ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ, ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ](14). وما تشير إليه هذه الآيات، هو أن الأصل المادي في التكوين البشري هو الطين اللازب ألمُتعفّن, و كذا أجساد جميع الأحياء والمخلوقات الأخرى مُكوّنة من العناصر الأربعة(الماء والتراب والهواء والنار) كما ذكرنا سابقا، ومع كل هذا يتعجب الباري من مخلوق لا يقدر عظمة الخالق بعد كل هذا البيان و الطريق الواضح و الأسئلة الأمتحانية المعروضة مع الجواب [مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا . وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا](15).

ألميزة الأخرى العظيمة للأنسان بحسب ما ثبت في الفلسفة الكونية هي أنّ كل إنسان فرد إنما خلق بنفخة من روح الله الذي إستقر داخل جسد لازب من طين أسود معفن.و هذا هو حال كل البشر بإستثناء طينة أهل البيت(ع) الذين هم رأس العلة الغائية في هذا الوجود كما بينا سابقاً!

و القرآن الكريم يخبرنا عن هذه الحقيقة فيقدم لنا السّر الذى تنبثق منه الخلافة الإنسانية بقوله تعالى:
[فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ](16), و هنا تبرز مسألة هامة و درساً كبيراً آخر على الأنسان الأنتباه له, و هو عندما أخطأ الشيطان برفضه السّجود لآدم(ع)؛ إنما كان بسبب ألقياس الظاهري الجسدي المكون من الطين للأنسان و من النار للشيطان, ونسى ألنفخة الألهية من روح الله تعالى و التي أودهها في جسد الأنسان وبآلتالي أعطى لآدم مكانة خاصة من دون كل الأحياء ليرتقي إلى الأفق الإنسانى – الكوني الكريم. ثم إنّ هذه النفخة هي الأساس الغيبي للحرية التي يفتقدها باقي المخلوقات وهي الميراث الإلهي الذي ورثه الله سبحانه للإنسان فاستخلفه بها في الأرض واتصف بها ببعض صفاته سبحانه فصار مريداً مختاراً ومستطيعاً فاعلاً وعارفاً عالماً فهي التي جعلت الطين مخلوقاً آخر لائقاً بالمركز الكوني العظيم بين المخلوقات كنائب لله تعالى عليها وإن كانت هذه النيابة في الحياة الدُّنيا مؤقتة وليست دائمة لأن الإنسان في الأرض نائب لله وخليفة له (تحت الاختبار) لكون الخلافة تعني النيابة والوراثة والتكليف وهذه النفخة العلوية الكريمة وهبت الإنسان وأورثته بعض صفات الله سبحانه وتعالى وإن كانت صفات محدودة ومُحدّدة بكينونته الصغيرة ولائقة بدوره كخليفة، فالاشتراك بين بعض صفات الله وبين بعض صفات الإنسان هو اشتراك في الاسم دون جنس الصفة لأننا نؤمن بأن الله ليس كمثله شيء وصفته ليست صفة لأحد غيره بإستثناء المعصومين الذين أخلاقهم هي أخلاق الله.

فمن المعلوم بالضرورة وبأخبار الوحي أن ذات الله وصفاته لا يشاركه فيها أحد وليس كمثله شيء وإنما نعني بهذا القول أن تلك النفخة جعلت الإنسان ذا علم كما أن الله عليم مع الفارق بين علم الله المطلق الشامل التام وبين علم الإنسان المحدود القليل كما أن الله قادر مع الفارق بين القدرة الإلهية المطلقة والاستطاعة البشرية المحدودة. وجعلته مريداً باختياره كما أن الله سبحانه وتعالى مُريد .. وله مشيئته المطلقة التي لا يحدّها حدّ ولا يقف أمامها سدّ ولا يرد عليها قيد وبالجملة فإنّ الله قد مَنَحَ كلّ هذه الصفات والمقومات للإنسان و ورثه إياها بهذه النفخة فصار الإنسان بها ذا هيمنة وسيطرة وإشراف و ربوبية على ما دونه من كائنات الأرض كما أن الله إله و ربَّ كلّ شيء لا شريك له, و إذا كان هذا كله من أثر النفخة العلوية الجليلة في الإنسان أو بتعبير أدقّ في الطين فإنّ أثر الطين واضح جليّ بثقله في طبعه وخضوعه لضرورات الطين وحاجاته من طعام وشراب ولباس وملذّات ونزوات، وما يستتبع ذلك من ضعف وقصور و من ثمَّ فإنّ للإنسان جانبين جانب حُرّ طليق، مصدره وأساسه النفخة العلويّة الكريمة وجانب جبريّ، مصدره الأرض وأساسه الطين وضروراته المادية ولا يعني ذلك أن الإنسان ذو طبيعتين أو نفسين، وإنما هو إنسان واحد ذو إرادة و طبيعة واحدة وجوهر واحد في نفس واحدة، أما مسألة الجبر و التفويض, فقد إختلف فيه آراء الفلاسفة بين المرجئة و المعتزلة, كما إختلف فيه بقية الفلاسفة خلال المراحل الفلسفية الستة
حيث عرّفوهُ بتعاريف مُنوّعة منذ عهد الأغريق(الأول) حتى العهد السادس الأخير قبيل ظهور (فلسفتنا الكونية) التي تعتبر ختام الفكر و الفلسفة الكونية, لكن جميعها لم تكن كافية وشاملة, فحين عرّفه أرسطو بكونه (هو الحيوان الناطق) فقد سلب منه الأختيار, أو أفلاطون الذي عرفه بكونه (يختلف عن الأشياء الخارجيّة للتمكن من تجريده عن مواقفه الملموسة), أو ألفيلسوف ألكسيس كارل الذي عرّفه بـ(مخلوق مجهول) فقد نسب إليه الأختيار المطلق و هكذا (تايلور) و شوبنهاور و غيرهم كثير؛ إلّا أن جميع تلك الأوصاف و التعريفات رغم مصداقيتها لكنها تعتبر في مقياسنا الكوني ناقصاً وسطحياً بل بعضها تقليلاً من شأن هذا المخلوق لأنهُ يُعتبر المخلوق المقابل لخالق الوجود بحسب مثلث الفلسفة الكونيّة و آلمراتب الوجوديّة بحسب المستويات و آلدرجات الكونية!

من المميزات الكونية الأخرى للأنسان بحسب المراتب الوجودية؛ هو إعتبار الأنسان من قبل الخالق نفسه أعظم مخلوق بعقله و فعله المختار بحسب الحديث الذي ورد ضمن الأحاديث القدسية كما ورد في مصادر الفرق الأسلامية المتنوعة, ليكون بآلمناسبة الحديث الوحيد الذي ورد صحيحا بإتفاق الجميع و كما بينا سابقاً, وعظمة الأنسان تأتي من باب كونه يحمل العقل بمستوييه (الظاهري) و (الباطني) وآلثاني رغم جهل الناس حتى بوجوده أعظم من الأول لأنه يمثل مركز الضمير الباطن مع العقل الظاهر و هو بيت القصيد في فلسفتنا, لكونه مسؤولاً على إضفاء صفة الرحمة الرّحمانية لقلب الأنسان الكونيّ, تلك الصفة التي بفقدها يصبح هذا الأنسان مجرّد مخلوق مساوٍ للحيوان أو أقل منه ..

يقول الله تعالى في ذلك الحديث: [(لمّا خلق الله العقل قال له : أقْبِل فأقْبَلَ ، ثمّ قال له : أدْبِر فَأَدْبَرَ ، قال: وعِزَّتي وجلالي ما خلقْتُ خلْقًا أحبَّ إليّ منك ، بك أُعطي ، وبك آخُذ] و في رواية أخرى؛[… و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أفضل و أشرف منك] و الدليل الآخر على عظمة الأنسان الكوني, هو ما جاء في نهج المناهج (البلاغة) لسيد العدالة الكونية الأمام عليّ عليه السلام, حيث قال: [أ تَحسب أنك جرم صغير و فيك إنطوى العالم الأكبر] بمعنى أنّ هذا الوجود الكير مختزل بوجودك الصغير, من جانبين؛ ألأول: إستطاعة الأنسان بمخيلته ضمّ كل هذا الوجود الكبير – و الكبير جداً – في عقله من خلال التصور و الأدراك بجانب قدرة العقل على آلتأثير فيه عملياً من خلال الأعمار و الأسفار و الأنتاج وغيره. ألثاني: إمتلاك الأنسان للعقل الباطن الخارق للقوانين, وهذه تعتبر مسألة كونية في غاية الأهمية رغم إن البشر و للأسف للآن ليس فقط لا يستخدمونهبل لا يملكون عنه أية معلومات كافية لجهلهم بآلكوانتوم و بكيفية و طرق الأستفادة منه و تفعيله لكشف المجاهل التي يعجز العقل الظاهر من فكّ و حل رموزه و أسراره, و رغم كشف بعض الفلاسفة كآينشتاين و غيره لنظرية الكَوانتوم كأحد القواعد الهامّة في تفعيله, إلا أن الناس للآن لم يدركوا ذلك بل معظم الناس بما فيهم العلماء و المراجع لم يسمعوا عنه!

إن العقل الباطن له قدرة عظيمة على كشف الأمور التي تدخل في حيز أللامكان و آللازمان, لعدم قدرة و تناسب المعادلات العلميّة و العقلية لتطبيقها للبرهان على وجودها, من دون تدخل العقل الباطن و نظرية الكوانتوم بجانب العلوم ألكونية الغريبة ألأخرى التي كشفها آينشتاين و آخرين؛ لا زال البشر لا يعرفها على حقيقتها بسبب فقدان العدالة و الأمن و إنتشار الظلم و الأرهاب الذي كبّل العقول و أنزل الأنسان للحضيض حتى صار الناس عبيداً, بل يتحايلون للعبودية تحت يافطة ألأحزاب الحاكمة من أجل راتب أو منصب للتسلط على الناس كمستهلكين لا كمنتجين!

فلسفتنا الكونية تدعو لتفعيل ذلك المخلوق الأعظم(العقل ببُعديه الظاهري و آلباطني) في وجود الأنسان لأحياء مجتمعات اليوم التي تعاني موت الضمير والنفاق بسبب نهج الحكومات والأحزاب العديدة المنتشرة في البلاد مع فارق نسبتها في العدد بين دولة وأخرى, حيث يتقدم عليهم العراق الذي يضمّ مئات الأحزاب الناهبة الفاسدة .. بينما الدّول العملاقة الكبيرة كأمريكا وكندا والهند وإستراليا لا يوجد فيها غير حزبين أو ثلاثة أو خمسة وجميعها لا دور لها سوى الحكم بقرارات المنظمة الأقتصادية العالمية! وبجانب كل المسائل التي أشرنا لها آنفاً تأتي (فلسفتنا الكونية) كمرحلة أخيرة وخاتمة للمراحل الستة التي فصّلنا الكلام عنها لخلاص الأنسان من زيف و عبودية الأحزاب و الحكومات التي تريد إستعباد الشعوب لمنافعها, لأن أحد أهمّ أهدفنا الأساسية هو آلحفاظ على هويّة و مكانة الأنسان الحقيقية لإرجاعه إلى أصله بإحياء ضميره و وجدانه ليجعله جزءاً من مكونه الأنساني لدرء حالة الأنفصال كما هو حال الجميع اليوم حيث باتت الأصالة فردية محدودة لا مجتمعية شاملة و هناك فرق كبير بينهما كما بيّنا سابقاً, وما لم نستوطن (النفس) ونقومها بقوانين العقل الباطن؛ فأن الخلافة الكونية لا تتحقق في الأنسان و يبقى مُجرّد بدناً مع عقل ظاهر كجميع آلحيوانات التي لا تستطيع بها كشف شيئ, سوى ما يُلاحظه أمامه بمساعد الحواس, هذا لو كان غر مرتبطا بآلأحزاب وآلتقليد الأعمى التي تُعميه حتى من هذا المستوى العقلي الظاهري الذي يملكه حتى الحيوانات والحشرات والجمادات, ولو لم يُطور نفسه بتفعيل العقل الباطن فسيبقى في الجهل والتقليد, تُكبّله المادة التي حجبت الحقيقية عنه فبقي عاجزاً للبدء بآلأسفار الروحانيّة طبق مدن ألعطار النيشابوري التي اشرنا لها سابقا!

و ما دام البشر لا يستخدم العقل الباطن بحسب الأصول الفلسفية الكونية لكشف الأمور على حقيقتها ومعرفة جذورها لا ظاهرها فقط وكما هو حال الناس ؛ فأنهُ يبقى أسيراً و رهيناً يُقاد كآلأبل من خلال الأحزاب و المنظمات و المخابرات ومن ورائهم الحيتان الكبار الذين يسيطرون على منابع الطاقة والصناعة والزراعة والمال بعد يقينهم بأنّ البشر فقدوا بوصلة الحقّ و التعبد له ولا يهمهم سوى لقمة خبز كيفما و أينما و بأيّ ثمن كان حتى كرامته! و يا ليت الذي قيّدَ وربطَ نفسه بقيود أصحاب البنوك و الشركات من خلال الأحزاب الحاكمة في العالم بقوة المادة و الشهوة و الرئاسة التي إستهلكت دنيا و آخرة كل من تمسك بهم بآلباطل و القوة و الخداع و اآلكذب؛ يا ليتهم يعلمون الحقيقة وأبجدية فلسفتنا الكونية التي وحدها تدلهم إلى النهج الأقوم بمعية العقل الباطن؛ لأن الحقائق و آلتجارب العلميّة أثبتت بأن أذكى و أنبغ إنسان لا يستغل من عقله الظاهر سوى 3-5 % و الباقي يُهدر بسبب ألصّور التي تلتقطها العين خصوصا تلك الصور الجاذبة للشهوة التي تضعف و تُمحي آلعقول بجانب اللغو و الفساد التي تُنهي الثقة الأجتماعية هذا بآلنسبة للطبقة المثقفة, أمّا الناس المسلوبي الأرادة فإنهم لا يستخدمون من العقل الظاهر – سوى 1 – 3%, لذلك نُؤَكّد لأهل القلوب الذين يحاولون الأرتباط بآلكون وجوب تطبيق (فلسفتنا الكونية) التي تُؤكد بأن إستغلال العقل الباطن هو الحلّ الوحيد الذي يُتيح إستخدام العقل أضعاف مضاعفة حتى درجة الطاقة القصوى الممكنة من العقل بآلقياس مع النسبة المئوية الدُّنيا الآنفة الذكر في الحالات الأعتيادية لتكون مقدمة صحيحة واجبة تُمَهّد لأستغلال العقل الباطن ذو القُدرات الخارقة, و من أهمّ شروط النجاح هي الأستقامة وتطهير منبع الرّزق و كبح جماح الشهوة وآلغيبة وآلكذب و النفاق و محاولة تطهير لقمة الخبز من الحرام التي عادة ما تُدمّر ليس العقل الظاهر بل مسخ وجود الأنسان وضميره و عقله الباطن شيئاً فشيئاً لدرجة الصفر فيعيش التّجرد عن الحقيقة مع الوهم و الخداع كما هو حال الناس اليوم الذين ليس فقط تركوا العمل الصالح؛ بل [… صار المعروف عندهم منكراً و المنكر معروفاً .. و أكثر من ذلك كما أخبرنا العظماء السّماويّون؛ باتَ الناس يأمرون بآلمنكر وينهون عن المعروف] بحسب الحديث النبوي الشريف!

فيا أيّها الناس إعرفوا قدر أنفسكم و عظمتكم بآلله و ثمن كرامتكم و ضمائركم التي للأسف تبيعونها بسهولة في أسواق السياسة والأحزاب والتجارة والشّهوة بثمنٍ بخس لتكونوا تابعين أذلاّء! إعرفوا قدر ومكانة الفكر من خلال قواعد [ألفلسفة الكونية العزيزية] بعد فشل المناهج السّتة الفلسفية السابقة التي دمّرت العالم و جعلت البشرية خاضعة خانعة تابعة ذليلة للأحزاب والحكومات التي تعمل بإمرة أصحاب المال المتسلطين بوسائل شتى تحميهم الأساطيل و الصواريخ و القواعد العسكرية, لذا عليكم الأسراع لوعي هذا النهج العظيم الذي وحده يضمن خلاص الأنسان العظيم بل الأعظم؛ من العبودية و آلتبعية للمستكبرين و للظلم الذي ساد العالم بسبب الحكومات التي لا تؤمن سوى بنهب الفقراء الذين مُسخت قلوبهم بسبب الجهل و في المقدمة جهل أنفسهم حتى أغلقوا أبواب الخير بداخلهم, و فَعَّلوا أبوابَ الشّر و الخبث و النميمة حدّ النفاق في وجودهم فعليكم بتهذيب النفس و تحقيق مكارم الأخلاق الفاضلة التي تُحَصِّن الملتزم لدرجة تنفّره من مجرّد رؤية أو سماع الباطل لصفاء قلبه الذي لا يتناغم إلا مع الحقّ, فآلله الله بأنفسكم التي هي الميدان الأول و الباقي سهل يسير حتى المدنيّة و التمدن ممكن و بزمن قياسي و كما إكتشفوا بأن الأقمار الصناعية و صناعة السّفن الفضائية كانت موجودة قبل آلاف السنين بحسب الدلائل التي نشرها سلامة موسى و أمثاله قبل 3عقود, و هو ممكن الآن كما كان سابقا .. لكن النفس هي آلسّبب و العقبة الكأداء أمام صلاح و سعادة أو خراب و شقاء شعب أو أمّة من الأمم, والآن و بعد ما ثبت فشل الفلسفات السابقة في تحقيق العدالة لا خلاص إلا بآلفلسفة الكونية وإلى الله تُرجع ألأمور.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ALMA1113@HOTMAIL.COM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حين أرسل الأمام عليّ(ع) إبن عباس للتباحث مع الخوارج ودعوتهم للإيمان بولاية الحقّ, أوصاه؛ بعدم محاججتهم بآلقرآن لأنه حمال ذو وجوه!
31مارس 1596 – 11 فبراير 1650)(2) بعد شك ديكارت في وجود العالم، ينطلق من هذا الشك, ليتوصل إلى أول يقين وهو أنّ الشك يتضمّن التفكير، والشخص الذي يُفكّر يجب أن يكون موجوداً؛ أنا أشكّ؛ إذن أنا أفكر؛ إذن أنا موجود.
(3) للمزيد من آلتفاصيل: راجع الحلقة الثالثة و كذلك إشارة و مقدمة للموضوع في الحلقة الأولى.
(4) سورة الأحزاب: 72.
(5) سورة الأحزاب:72.
(6) سورة المؤمنون: 8.
(7) سورة البقرة: 283.
(8) سورة النساء: 58.
(9) اكتشاف خشبة من سفينة النبي نوح(ع) مكتوب عليها دعاء توسّل بأهل الكساء الخمسة (ع) في تموز سنة 1951م حينما كان جماعة من العلماء السوفيت المختصين بالآثار القديمة ينقبون في منطقة بوادي قاف, في جبال أرارات (وهي مجموعه جبال عالية تزيد أعلى قمة فيها على خمسة آلاف متر , تقع في شرق تركيا عند التقاء حدودها مع إيران و أرمينيا )، عثروا على قطع متناثرة من أخشاب قديمة متسوسة وبالية ممّا دعاهم إلى التنقيب والحفر أكثر وأعمق، فوقفوا على أخشاب أخرى متحجّرة وكثيرة كانت بعيدة في أعماق الأرض, ومن بين تلك الأخشاب التي توصلوا إليها نتيجة ألتنقيب خشبة على شكل مستطيل طولها (14) عقداً وعرضها (10) عقود سببت دهشتهم واستغرابهم، حيث لم تتغير ولم تتسّوس، ولم تتناثر كغيرها من الأخشاب الأخرى.
وفي أواخر سنة 1952 أكمل التحقيق حول هذه الآثار، فظهر أن اللوحة المشار إليها كانت ضمن سفينة نوح(عليه السلام) وأن الأخشاب الأخرى هي أخشاب جسم سفينة نوح(ع), وشهد أن هذه اللوحة قد نقشت عليها بعض الحروف التي تعود إلى أقدم لغة وهي اللّغة السّامانيّة, وهنا ألّفت الحكومة السوفيتية لجنة بعد الانتهاء من الحفر عام 1953 قوامها سبعة من أشهر علماء اللغات القديمة والآثار في العالم، وهم:
سولى نوف: استاذ الألسن القديمة في جامعة موسكو.
ايفاهان خنيو: عالم الألسن القديمة في كلية لولوهان بالصين.
ميشانن لوفارنك: مدير الآثار القديمة.
تانمول كورف: استاذ اللغات في كلية كيفزو.
دي راكن: استاذ الآثار القديمة في معهد لينين.
ايم أحمد مولاد: مدير التنقيب والاكتشافات العام.
ميجر كولتوف: رئيس كلية ستالين.
وبعد ثمانية أشهر من دراسة تلك اللوحة والحروف المنقوشة عليها، كان تقريرهم يُؤكد أنّ هذا اللوح من نفس خشب سفينة نوح علية السلام و أنّ نوحاً (ع) كان قد وضعها في مقدمة سفينتة للتبرك والحفظ من الأخطار, و قد دهش العلماء حين وجدوا صورة كف إنسان وقد كتبت على أصابعه خمسهُ أسماء هي [محمد – إيليا – شُبَّر – شُبَير – فاطيما) و من المعروف أن ( شُبَّر و شُبَير ) هما اسما الحسن و الحسين عليهما السلام بغير اللغة العربيه و (فاتيما )هي فاطمة(ع), أما (إيليا) فهو عَليّ(ع) كما كُتبت فوقه جملة وعلى راحة الكف جملة و تحته عدة جُمل , وكلها تقرأ من اليمين إلى اليسار, و هذا اللوح محفوظ الآن في متحف الآثار القديمة في موسكو.وكانت حروف هذه اللوحة باللغة السامانية أو السامية، وهي أم اللغات على ما حقق ذلك صاحب كتاب (إيليا) عن كثير من المحققين وهي لغة نوح وأبنائه، ونسبت إلى ابنه (سام ).
وقد ترجمها العلماء المختصون باللغات القديمة إلى اللغة الروسية، وهذا نصها مع ترجمتها إلى الإنكليزيّة وتعريبها:
يا إلهي ويا معيني O my God. My helper
برحمتك وكرمك ساعدني By Your mercy and bounty, help me!
ولأجل هذه النفوس المقدسة محمد(عليه السلام )By these Holy souls: Mohammad
إيليا Alia الامام علي بن ابي طالب (ع))
شبر Shabbar (ويقصد الامام الحسن (ع) سبط رسول الله (ص))
شبير Shabbir (ويقصد الامام الحسين (ع ) سبط رسول الله (ص))
فاطمة ) fatima ويقصد مولاتنا بنت و بضعة الرسول محمد (ص) وريحانته)
الذين جمعيهم عظماء ومكرمون, العالم قائم لأجلهم, ساعدني لأجل أسمائهم,أنت فقط تستطيع أن توجهني للطريق المستقيم.
They are all great and venerated ones. The world has been made for their sake. Help me by their names. You are the Only One who can lead me to the Right Path.
وبقي أؤلئك العلماء في دهشة أمام عظمة تلك الأسماء الخمسة ومنزلتهم عند الله حيث توسل بهم نوح (ع) وآلمصادر هي:
مجلة روسية شهرية تصدر في موسكو تجد أسمها بالكليشة الثالثة: ص120 (تفادينزوب)عددها تشرين الثاني سنة 1953.
مجلة (ويكلي ميرر) الأسبوعية اللندنية بعددها الصادر في 28 كانون الأول 1953.ص Weekly Mirror
مجلة (أستار) اللندنية في عددها/ كانون الثاني 1954.Britania Star
جريدة (سن لايت) الصادرة في مانجستر 23 كانون الثاني 1954.Sunlight
جريدة (ويكلي ميرر) اللندنية في 1/ شباط/ 1945.Weekly Mirror
جريدة (الهدى) القاهرية في 3 مارس 1954. بآلأضافة إلى مجلة(ألأضواء) النجفية نقلاً عن تلك المصادر.

(10) يقول الله تعالى: […تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا](الإسراء: 44).
(11) يتبيّن عظمة ذلك من الحديث: [الحقوق أربعة؛ حقٌّ لك و عليك و بينك و بين الله و بينك وبين الناس] وآلثلاثة الأولى لا يُعتد بها في يوم الجزاء كثيراً لكن الرابعة هي بيت القصيد حيث لا يحقّ حتى لله غفرانها.
(12) سورة الشمس: 7- 10.
(13) سورة الحجر:28-31.
(14) سورة السجدة:7-9.
(15) سورة نوح:13-14.
(16) سورة الحجر:29.