فَلسَفَةُ آلفلسَفة ألكونيّة – ألحلقة آلأولى
فلسفة كونية لإنقاذ العالم:
(ألفلسفةُ آلكونيّة) هي أمّ ألعلوم .. و ليست (ألفلسفة) ألكلاسيكية كما قال (فيثاغورس) خطأً, لأنّها – أيّ ألفلسفة الكونيّة – تُفلسف (ألفلسفة) نفسها بكلّ أبعادها آلوجودية ألغير ألمحدودة للوصول إلى إيبستيمولوجيا كونيّة (أيّ معرفة ألمعرفة) بشكلٍ أعمق و أرحب و أشمل و أكثر من مدار ألعقل ألظاهر إطمئناناً للقلب من أجل آلخلود في آلعالم, مع إحترامنا لكلّ ألنظريات ألمعرفيّة للفلاسفة, بإعتبار كلّ فيلسوف لهُ نظريّة معرفيّة تُحدّد نظرته للوجود.

ألفلاسفة ألألاهيّون – وهم معدودين جدّاً في آلتأريخ – كما الفلاسفة ألوجوديّون؛ ألّذين لم يُحّدّدوا حتى زمن أعلان نظريّتنا ألكونيّة قبل عقدين؛ أيّة أجوبة للأسئلة ألكونية أو تفسير جامع و شامل للوجود في نظرياتهم المعرفيّة(1) بغض ألنّظر عن سقهمها و صحّتها – لأصل و مكونات الوجود المتمثلة بـ (ألثالوث المقدس), بل كلّ ما أتو به ملاحظات شخصيّة لتحديد ألأتجاهات بإعتمادهم على تقريرات من سبقهم كآلمعلم الأول و آلثاني و قبلهما آلأنبياء و آلمرسلين, لذلك ما إستطاعوا رغم مرور آلاف السنين و بناء الأبراج و الطائرات و التكنولوجيا من إحياء الأنسان و إسعاده أو تخليصه من العبودية و آلظلم ألذي يزداد بإضطراد و كأنه مُتَجَذّرٍ في أصل الأنسان و الوجود إلّا ما رحم ربيّ عبر رسالاته التي حُرّفت هي الأخرى ففقدوا الأمن و الأمان خصوصاً في الجانب الأجتماعي و السياسيّ و الأقتصادي, لهذا وبفضل الله و كدحي آلدّائم و جهادي المرير منذ آلصّغر في طريق المعرفة وألمحبّة وآلتّسامح وآلعطاء ومحاربة الظالمين؛ رأيتُ من آلواجب خصوصاً في هذا العصر ألمُضطرب الذي كثر فيه المنافقون والأنتهازيين و المزوّرين و المفترين و بعد التوكل على الله؛ طرح (فلسفتنا الكونيّة) ألشّاملة للفلسفات والنّصوص ألسّماوية و الأرضيّة _ أيّ ألنّص و العقل – بعد تطهيرها من آلحشو و آلأخطاء وآلخرافات التي سادت فيها!

خلاصة ألأهداف في (فلسفتنا الكونيّة) تتمركز في إحياء الأنسان بإحياء روح الرّسالات السّماويّة آلتي ماتت و ليس شكلها و ظاهرها فقط من دون آلباطن وكما شهدنا و نشهده للآن في المجالس والمنابر وآلحوزات التي عَرَضَتْ و تعرض إسلاماً مشوّهاً ليس فقط لم يُحقّق هدفه بل سبّب تخريب البشريّة و أنحرافها و نفاقها, بعد خلطه بمصالح وهوى النفس ومطامح الناعين على منبر الأسلام ثمّ إصابتها بنيران آلذّات ألبشريّة ألمُتجذرة بآلشَّر و آلخبث و الظلم .. بآلأضافة إلى تأثيرات التكنولوجيا والأتصالات الحديثة ألّتي ترافقت لفناء و محو ألمحبة و القيم الأخلاقية, و كما نشهده في آلمُجتمع الغربيّ الذي يقوده أصحاب(المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) بحيث بدأ يحترق لإصابته بالمسخ و الفناء وكما تَنَبّأ بذلك ألفيلسوف ديكارت رينيه(1) ثمّ ’لصّدر(2), بحيث وصل الحال بعد عمليات القتل و الجرائم والأغتيالات ألمُتكررة في أوساط مجتمعهم حتى بين المعلمين وطلاب الأبتدائية والمتوسطة؛ وصل الحال لأن يتدارسوا الآن تشريع قانونٍ يُجيز للمعلم حمل السلاح داخل حرم ألجامعات و المدارس و الصفوف بل و يُخصص مُكافأة لحامل السلاح من المعلمين, هذا التقهقر و العنف يُمثل آلجهل و رجوع أمريكا إلى أصلها حين كانوا رعاة للبقر في عصر(الكابوي) و لك أن تتصور أيّ جيل سيتخرج من هذه المدارس ألمُسلّحة؟ و قد نسى القائمين على النظام التربوي بأنّ الأخلاق التي مصدرها الدِّين هو الأساس الذي يجب أن يتديّن به الطالب و يتسلح به المعلمون قبل أي شيئ آخر.

في الشرق لا يختلف الأمر عما هو عليه في الغرب .. هذا إنْ لم يكن أسوء حالاً, ليس لبعدهم عن الدِّين و العلم فقط و إنْ كانت حقائق واقعية و نتيجة طبيعية كتحصيل حاصل؛ بل آلعكس تماماً, ذلك أنّ كلّ شرقيّ أصيب بآلأزدواجية نتيجة ألتّمسك الظاهري بآلدِّين وآلتّستر بآلدّعوة لله وإدّعائه بتأريخ و بطولات و جهاد من اجل إظهار نفسه بين الناس لا إظهار الحقّ, و إنّ المشكلة الأساسيّة ألّتي نحنُ بصدد حلّها من خلال (ألفلسفة آلكونيّة) تكمن في كشف ماهيّة هذا الدِّين الشائع و الغير المعروف و آلأحكام المُشوّهه التي ليس فقط أبعدت معتنقيها في الأمة عن الله و عن آلمحبة و قضايا الأسلام المصيرية؛ بل باتت مصدراً للشك و للأرهاب و الظلم و التسلط و الشهوة و النفاق و آلأنتهازيّة, لعدم وضوح أهداف و روح آلأسلام و فلسفة الأحكام ألّتي يتمسك بها ألمُقلِّد, ناهيك عن عدم بيان العلاقة الثالوثية المقدسة بين آلأنسان و الكون و الخالق و التي تعتبر أحد أكبر ألرّكائز والأركان الكونيّة التي تؤهّل (ألطالب) للبدء بآلأسفار التي نحن بصدد بيانها لاحقاً إن شاء الله!؟

في الشرق أيضاً وللأسف؛ ما زال الفهم السائد .. أو هكذا إقتنع علماء ألدّين التقليديّون؛ بكون الدِّين لا يتدخل في سياسة الناس وإقتصادهم وكرامتهم وحقوقهم و بنوكهم و إستقلالهم, وإنما الأمر متروك للناس و للأحزاب و للحكومات لئن يختاروا ما يصلح شؤونهم! كما لا أدري؛ كيف و متى فهم الناس ألعوام شؤونهم و حقوقهم التي إغتصبت على طول التأريخ من قبل الحكام و لحدّ هذا اليوم و بعناوين شتى آخرها الدّيمقراطية و مشتقّاتها؟ و لا أدري كيف إقتنع آلخطباء و المراجع من جهتهم بكون آلدِّين .. كلّ الدِّين عبارة عن خطبة تقليديّة إسبوعيّة أو إصدار فتوى عند السؤآل منهم و كفى الله المؤمنين شرّ القتال؟

و هكذا و بسبب عدم وجود الفلسفة الكونية الشاملة و ألفهم الخاطئ للدِّين ألذي باتَ مصيدة لسرقة أموال ألناس من قبل ألمُدّعين .. و إنسلاخ إنسان ألعصر من آلضّمير و آلوجدان و آلمحبة بآلمقابل؛ صار آلكلّ يلهث وراء المال و الشّهوة و الشهرة كهدف و كمعيار للتعالى من دون الألتفات للرّوح و آلأسرار و آلمحبة و الكدح لله تعالى لبلوغ مدينة العشق و آلسلام الأبدية, لهذا باتت الحروب و قتل الأطفال و الشيوخ و حرق منابع الطاقة و الزراعة و الصناعة مسألة عادية, بحيث صار الأنسان يُدمّر و يحرق نفسه بنفسه بعد ما أُهينت كرامته و إنتهى الحياء من وجوده وأصبح مجرّد آلةً و عبداَ ذليلاً للمسؤوليين و آلحاكمين في آلأحزاب و آلحكومات لملأ بطنه و تأمين شهوة جسده, و لم تعد الفلسفات ألسّماوية كما الأرضية التي تشوّهت و فُسّرت بآلخطأ من قِبَل مُدّعيها قادرة على إنقاذ الأنسان في الجهة المقابلة .. بل سبّب آلأتجاهان؛ ألمآسي و آلمحن و تكريس الظلم و العبودية لغير الله, وسنكمل في الحلقة القادمة فلسفة الفلسفة الكونية.
Azez Alkazragyعزيز حميــــــد ألخزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حين كان (ديكارت رينيه) يضع الرتوش ألأخيرة على نصوصه الفلسفيّة ألتي أحدثت تطورات هائلة في الغرب و ما زالت حتى يومنا هذا, علّق بآلقول: [خوفي الوحيد هو زوال العلاقات الأجتماعية بسبب آلآلات و أجهزة الأتصال].
(2) أشار الفيلسوف ألصّدر إلى حتميّة أنهيار النظام الرأسمالي كما الأشتراكي في بحث [حول المهدي(ع)], فيرجى مراجعته.