فلسفة الحُبّ في آلمفهوم ألكونيّ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم:
أيّها الكونيّ العزيز .. سلام من الله عليكم و رحمة و بركات .. مُشكلة العصر هي فقدان المحبة و الرّحمة والوجدان و الصّدق وآلنية الحسنة, لذلك يُحاول الأنسان ألكسب بأية وسيلة كانت حراماً أو حلالاً والظهور أمام الناس بشتّى الوسائل و الفنون و العلوم لنيل المال و آلشهرة علّهُ يجذب إنتباه آلآخرين و محبتهم ولو لبعض الوقت!
إنّهُ يجهل بأنّ المحبة الحقيقة الأبديّة لا تُحصل بكلّ أموال الدّنيا و لا بقوّة السِّحر الذي يزداد يوما بعد آخر حتى لو إستخدم (مخ الأنسان) أو (السمكة) في عمله أو أي شيئ آخر لتفعيله ما دام الناس و في مقدمتهم (ألمُثقفون) و (العلماء) و (الأكاديميّون) يجهلون فلسفة الحياة والوجود والخلق و الفرق وآلغاية من الحضارة و المدنيّة بجانب جواب (الأسئلة الستة) بحسب قوانين فلسفتنا الكونية!
فلا تحزن يا عزيزي الكوني لو أمسيتَ غريباً ولم تجد من يهتم بك, فآلناس قد ضاعوا حتى المقربين قد ماتت قلوبهم لنضوب القوة الغيبية في وجودهم و لقمة الحرام, إنّهم يهربون من أنفسهم للخارج للسفر لتغيير المكان بحثاً عن حلٍّ, بينما الحلّ الحقيقيّ هو السّفر الداخلي, لكن الناس يجهلون طريقه و فنونه و محطاته .. حيث يحتاج إلى عبور سبع مدن(محطات) كونيّة للوصول إلى مدينة العشق و الخلود ألأبدية التي تُغنيكَ عن كل المحبّات و المخلوقات, و هذه القضية الأهمّ تُشكّل أحد أهمّ أسس فلسفتنا في البعد التكويني, [فعليكم بآلصّبر مع الذين يدعون ربّهم بآلغداة و العشسي, يُريدون وجهه و لا تعُد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و إتّبع هواه و كان أمره فرطاً] (الكهف 28) ..
فأخوكَ الذي يُؤمن و يذكر الله كثيراً .. هو وحده الذي:
إذا أخطأت يستركَ.
وإذا أذنبتَ ينصحكَ.
وإذا ذَكَرتَ أعانكَ.
وإذا غِبتَ صانكَ.
وإذا نُكِبْتَ ساعدكَ.
وإذا حَضَرتَ وَدَّكَ.
وإذا مُتَّ حفظكَ.
وإذا أحَبَّ شيئاً لنفسه .. أحَبّهُ لكَ أيضاً, و إذا كرِهَ شيئاً لنفسهِ .. كرههُ لكَ أيضاً.
هذا بآلنّسبة للأصدقاء والمعارف المؤمنين بآلكون وآلوجود, أمّا لو كانت المسألة تخصّ محبّة الزّوجة و الأبناء و الأخوان, فيجب أنْ تتعاظم تطبيق تلك المقايس وأكثر بحيث يصبح الجميع كآلجسد الواحد, إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بآلسهر و الحمى و كما أشار لذلك الرسول(ص) وخصّ تلك الصّفات بآلمؤمنين أيضا!
يعني؛ هذا هو معنى و فلسفة (الحُبّ) في المفهوم الكونيّ و ليس بالمفهوم السائد ألذي يختصر (الحُبّ) بعمليّة جنسيّة أو صفقة تجاريّة أو وظيفة حكوميّة!
الفيلسوف الكونيّ