في هذا القسم من المورد الأمني سنأتي على ذكر جملة من الأمور منها: أولاً: مقدمات أولية: أ: الدور السيئ لبعض القيادات والكتل السياسية التي تدفع الى إرتكاب الجريمة. ب: دوافع الجرائم الجماعية داخل الدول. ١ – دوافع الخلافات الإجتماعية أو الإستهداف الإجتماعي. ٢ – دوافع الخلافات الإقصادية أو الإستهداف الإقتصادي . ج: الإختلافات الدينية والمذهبية والعرقية والدوافع المؤدية الى إرتكاب الجرائم الجماعية. د: الصراعات بين التيارات المعتدلة والتيارات المتطرفة ومحاولة تغيير ديمغرافية مكونات الشعب. ثانياً: أطراف الجريمة: أ: الدول العظمى وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الصغرى … (ومهمتها نشر الفتن بين الدول الضعيفة وخلق صراعات تدفع الى حروب وإنقسامات). ب: دُوَل عميلة لِدُوَلٍ عظمى تتبنى الجريمة الممنهجة… ( وتتبنى مشاريع عنصرية ومذهبية لصالح لتلك الدول ). ج: بعض الكتل السياسية أدوات لتحقيق مآرب دول عظمى ودول رجعية في المنطقة. د: العصابات والمرتزقة المرتبطون بشبكات دولية وإقليمية. ه: التكفيريون وتبني مبدأ التكفير في عقلية الدول العظمى وعقول بعض الدول الرجعية المتخلفة كوسيلة لتحقيق أجندات إستعمارية. ثالثاً: بيان بعض الأمور منها: أ: الأعمال الإرهابية وعمليات القتل الجماعي. ب: إنتقال الإرهاب الى داخل الدول العظمى. ج: الجريمة والعقاب. التفصيل الأول: للمقدمات الأولية: أ: الدور السيئ لبعض القيادات والكتل السياسية التي تدفع الى إرتكاب الجريمة: تعتبر العلاقات الإنسانية بين الشعوب علاقات ود ومحبة لكن بعض القادة وفي بعض الدول ومنها العراق لايروق لهم ذلك فأخذوا بدفع الناس الى الإحتراب وإرتكاب الجرائم طمعاً بالسلطة وكسب المنافع وإقصاء من حولهم ممن يختلف معهم في الرأي بدلاً عن الأخذ بمبدأ المساواة. ب: النوايا السيئة للحكام والدفع بإتجاه إرتكاب الجرائم… إن العلاقات الدولية وبحسب الفطرة فإنها تميل الى التعاون والتقارب لكن أكثر الحكام وبسبب النوايا السيئة فإنهم يدفعون الناس بإتجاه الحقد والكراهية، كما يدفعونهم للسيطرة والسطوة والغاء حقوق الآخرين الإنسانية والوطنية وهو صورة مايحدث بالفعل للعملية السياسية داخل العراق. ب: دوافع الجرائم الجماعية داخل الدول. ١ – دوافع الخلافات الإجتماعية. ٢ – دوافع الخلافات الإقتصادية . ١- دوافع الخلافات الإجتماعية (الإستهداف الإجتماعي): يميل الناس بالفطرة الى المحبة وإقامة علاقات إجتماعية وإقتصادية تعود عليهم بالمنفعة، والبعض منهم يتزوج بكفؤ له من دول وشعوب إما من دول جارة كسوريا وإيران وتركيا كما هو الحال لأهل العراق وهو أمر طبيعي ليس فيه غرابة، لكن الغرابة هو إعلان الحرب على مثل هذه العلاقات بين الناس والتي أطلق عليها أحياناً بالتبعية التي أخذت أبعاداً لا إنسانية. ٢- الإستهداف الإقتصادي: ولايختلف الأمر في شأن التجارة والإقتصاد فقد يتشارك البعض في مشاريع وأعمال تجارية مربحة، وبإقامة علاقات إنسانية طيبة وصداقات، لكن الحكام خصوصاً داخل الدول العربية ومنها العراق يزرعون الشك في مثل هذه العلاقات الإنسانية بعد أن غزا التيار القومي طاغياً على المفهوم الإنساني للحياة الإجتماعية الحرة الكريمة. ولنا أن نشير الى أن نبي الله إبراهيم عليه السلام تزوج من هاجر العربية المصرية، وكذلك نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد تزوج من مارية القبطية، وما كان زواج أبناء الصحابة من فارسيات إلاّ للحفاظ على العلاقات الإنسانية بين الشعوب، والتشجيع على نبذ الكراهية بحسن التعامل والرفق بالجانب الآخر، وتوطيد مبادئ العدل والسلام بين الشعوب، ومنع إستمرار الأحقاد بين الناس. ج:الإختلافات الدينية والمذهبية والعرقية والدوافع المؤدية الى إرتكاب الجرائم الجماعية: إن الإختلاف في الدين والمذهب والعرق مظاهر طبيعية، إذ لا يمكن الإستمرار على مذهب واحد إذ أن عقول الناس متباينة فهم ينقسمون داخل مجموعة الدين الواحد والمذهب الواحد بشكل طبيعي، لأن العقائد والمذاهب قابلة للإختلاف والتفرع. ولايختلف الأمر بالنسبة للحالة العرقية، إذ الشعوب تتباين في لغاتها كما تختلف في عقائدها، ولايمكن لنا أن نوحد الناس على عقيدة واحدة أو لغة واحدة، فالناس مختلفون في آرائهم وأفكارهم وفي لغاتهم، بل وفي نِسَبِ عقولهم، لكن الأمر غير المقبول هو أن يفرض كل منهم أفكاره على الآخرين وهذا ماتفعله بعض الكتل والجماعات المتطرفة وهي مخطئة في واقع الحال. د: الصراعات بين التيارات المعتدلة والمتطرفة ومحاولة تغيير ديمغرافية مكونات الشعب: تدفع الأجنحة المتطرفة والمتشددة داخل صفوف الجماعات الجاهلة الى إرتكاب الجرائم والحماقات إذ لايمكنها التعايش أو الحوار السلمي مع غيرها، فهي تلجأ عادة الى لغة السلاح ولقد أصبح هذا الأمر واضحاً في العراق الذي يشتعل بعوامل التدخل الخارجي والإحتراب الداخلي معاً وهو صراع طويل الأمد أسست له الكتل والأحزاب التي قامت أصلاً على أسس طائفية وعنصرية أو بسبب بعض ردود الأفعال. التفصيل الثاني: لأطراف الجريمة: أ: الدول العظمى وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الصغرى ( مهمة نشر الفتن بين الدول الضعيفة وخلق صراعات تدفع الى حروب وإنقسامات ): ويتضح ذلك من الحروب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وبين العرب وإسرائيل، وبين إيران والعراق،وداخل الدول بين الشعوب وحكامها، وفي تبني الجماعات الإرهابية كالحركات السلفية في أفغانستان والباكستان، وفي الحروب بين الدول العربية، وفي إلإقتتال الطائفي والعرقي داخل تلك الدول، وإحتضان العمليات الإنقلابية وتغيير القيادات الحاكمة. ب: دُوَل عميلة لِدُوَلٍ عظمى تتبنى الجريمة الممنهجة ( دول صغرى تتبنى مشاريع عنصرية ومذهبية لصالح دول عظمى ): إن من أخطر العوامل المشجعة على الجريمة هي تلك الدول التي ترتبط بأجندة عدوانية، ومنها بعض الدول العربية كقطر ودول إسلامية كتركيا التي تمد المجموعات الإرهابية في المنطقة بالمعلومات اللوجستية وتشرف على تدريبها وتدفعها لإرتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية ومنها القتل والتخريب والتدمير الذي لايرعى إلاّ ولاذمة لتحقيق أجندات أجنبية عدوانية. ج: بعض الكتل السياسية أدوات لتحقيق مآرب دول عظمى ودول رجعية في المنطقة: تلعب الجماعات المتطرفة التي تتجمع كأحزاب دينية مذهبية عرقية أدواراً خطيرة بعيدة عن الروح والحس الوطني الشعبي وفي مثل هذه الحالة فإنها ستكون أداةً طيعة بيد الدول العظمى والدول الرجعية في المنطقة فلا يمكنها والحالة هذه أن تتعايش مع من حولها، ويمكن لمثل هذه الدول والجماعات أن تدفع بالجهلة للقيام بأعمال إجرامية تحقق لهم مالا يحلمون به للقيام به بأنفسهم ،وأصدق مثال على ذلك هو حزب البعث في العراق الذي إرتكب أعظم الجرائم بحق مكوناته من العرب والأكراد والتركمان. د: العصابات والمرتزقة المرتبطة بشبكات دولية وإقليمية: إعتادت الدول العظمى والدول العميلة لها أن تدير شؤون عملياتها الحربية ضد الشعوب، والدفع بإتجاه القيام بأعمال إجرامية تهدد الأمن والسلام في الدول التي لها فيها مصالح نفطية وإقتصادية، ولقد نجحت هذه الدول في تبني وتدريب وتوظيف نوع من العصابات المنظمة التي تحمل السلاح للقيام بعمليات قتل جماعي وتخريب الهدف منها نشؤ الرعب وتغيير ديموغرافية السكان كما هو الحال في تبني منظمة طالبان، وجماعات أخرى كأصحاب السوابق الذين أطلق سراحهم نظام صدام العميل. ه: إعتماد مبدأ التكفير في عقلية الدول العظمى وبعض الدول الرجعية المتخلفةكوسيلة لتحقيق أجندات إستعمارية: كان التكفير ولايزال يُمارسُ ضد الناس بسبب الإختلاف في العقائد والآراء، و بعض الفئات لاتؤمن بالحوار والتعايش وتميل الى التكفير والإقصاء واعلان الحرب على الآخرين لأنها لا تتحمل وجود مخالفين لها، ومثل هؤلاء لايمكن للناس أن يأمنوا غدرهم أوعدوانهم، ولقد إتخذت بعض الدول الكبرى منهم مادة مهمة لإرتكاب الجرائم والعبث بحياة ومقدرات الشعوب. التفصيل الثالث: لبعض البيانات: أ: الاعمال الإرهابية وعمليات القتل الجماعي: تميزت الأعمال الإرهابية التي تبناها الإرهابيون داخل العراق بمشروع القتل الجماعي عن طريق التفجيرات بالسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة، والقيام بعمليات إنتحارية الهدف منها قتل أكبر عدد ممكن مقابل مبالغ من المال أو عن طريق الجهل المركَّب الذي رَكَبَ عقول هذه المجموعات التي لم تميز بين حق ولا باطل.. كما اتخذت الأعمال الإرهابية أشكالاً أخرى كالخطف والإغتيال، والتهديد والتهجير، وتعتبر هذه الجرائم جرائم كبرى ترتكب بحق الإنسانية. ب: إنتقال الإرهاب الى داخل الدول العظمى: وهنا نشير الى بعض الأعمال الإرهابية التي إرتكبتها جماعات إرهابية متشددة ومتطرفة وجاهلة في بعض الدول ومنها داخل الولايات المتحدة الأميريكية وروسيا وأوروبا وكذلك في كل من بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، ونحن بدورنا ندين جميع الأعمال الإرهابية سواء كانت داخل الدول العربية والإسلامية أو داخل الدول الأوروبية، لكن الذي نريد أن نؤكد عليه هو أن الأرهاب قد إنتشر في كل بلاد العالم وأصبح يهدد أمن الجميع. ج: الجريمة والعقاب: إن كل الأعمال الإرهابية والجرائم المرتكبة ضد الناس سواء داخل الدول العظمى أو داخل الدول الصغرى التي ينفذها إرهابيون متطرفون لابد أن تنالهم العقوبات المدنية، ولابد للقضاء أن يلعب دوره الفعال في مكافحة الجريمة والقضاء على جميع بؤر الإرهاب من أجل حياة ملؤها السلم والعدل والسعادة.