لم يكن موقف طرد فريق عمل قناة الجزيرة في مصر موقفاً غريباً وسط تصفيق الإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الذي عُقد  لتوضيح أحداث دار الحرس الجمهوري ، نتيجة للسياسة التي اتبعتها القناة في اثارتها للفتن من خلال البرامج والاخبار المفبركة والكاذبة التي لم تفارق هذه القناة طيلة ايام الازمة في مصر.

اصرار بعض الاعلاميين الذين رفضوا بدء المؤتمر الصحفي إلا بعد خروج مراسلي قناة (الجزيرة) يستحق الاشادة والذي دفع بكادرالقناة  إلى الانسحاب ومغادرة المؤتمر الصحفي.

 بل سبق هذا الموقف استقالة جماعية للإعلاميين المصريين العاملين في قناة الجزيرة احتجاجا على سياستها المنافقة في التعامل مع المشهد المصري وما يجري من احداث في هذا البلد.

التغطية الاعلامية غير المهنية التي تميزت بها الجزيرة وغيرها من الفضائيات  التي ابتعدت عن تقديم حقيقة ما يحدث وما يجري من واقع على الساحة السياسية العربية جعل الكثير من الجمهور يدركون عدم حيادية تلك المؤسسات وسيرها وفق اجندات منظمة تدعو الى اثارة الفتنة الطائفية والحزبية وزعزعة الاستقرار في العالم العربي.

وسبق لهذه القنوات المغرضة ان تعاملت مع الاوضاع في العراق بصورة غير واقعية. لكن كان المواطن العربي آنذاك في مصر وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية يصدق الروايات التي تبثها هذه القنوات المحرضة.

على العرب اليوم ان يدركوا حقيقة تلك المؤسسات الاعلامية والجهات التي تقف من ورائها. فهي كثيرا ما تتحدث عن التزامها بمواثيق العمل الاعلامي من خلال الندوات والمؤتمرات التي تعقدها الا ان ما تقوله شيء وما تفعله شيء آخر.

وهنا يجب ان نميز بين حرية الاعلام والتعبير التي كفلها الدستور في الدول الديمقراطية وبين استغلال تلك المساحة من الحرية في التحريض على العنف واذكاء الفتن. فلا مانع من اعطاء مطلق الحرية لكل مكاتب القنوات الفضائية من التحرك وعدم تقييدها لتكون سباقة في تناول الخبر العاجل والمعلومة الصادقة شريطة الالتزام بالمهنية والابتعاد عن التحريض الذي يفكك المجتمعات ويخلق حالة من الخلافات التي تودي الى العنف والقتل بسبب تزييف الحقائق من قبل تلك القنوات الفضائية الهدامة التي ارتضت ان تسلك هذا الطريق في اداءها الاعلامي.