هكذا تجري الامور هذه الايام حيث لم يعد ضعاف النفوس مترددين على الاطلاق في القيام بأي عمل من شأنه ان يحقق لهم الأرباح وجني الفوائد المالية القذرة سواء كان ذلك في الوسط الصحفي المستباح او في بعض الدوائر والمؤسسات بل وصل الامر الى ان الفساد ضرب حتى في المؤسسات المعنية بمواجهة الفساد التي تضم بعضا من الأشخاص الذين يحصلون على منافع شخصية من خلال إبتزاز بعض المسؤولين الإداريين والمصارف والشركات وبعض كبار الشخصيات التي تضطر الى دفع الرسوم والإتاوات لهم لقاء السكوت عن مشاكلهم وتجاوزاتهم المتكررة وهذا ماحصل خلال الفترة الماضية .
لوحظ أيضا قيام إدارات صحفية بنشر معلومات وتقارير ووثائق تخص بعض المسؤولين في دوائر رسمية ليس دفاعا عن المال العام ومصلحة الدولة وللوقوف بوجه الفساد بل من اجل الإبتزاز ولكي يرضخ المسؤول لشروطهم المهينة ويقدم الاموال والاعلانات التي تحقق ربحا مضاعفا بل ويعمد البعض الى توظيف بعض الفتيات ليكن مندوبات إعلان او للقيام بنشاط صحفي وكذلك للحصول على وثائق ومستمسكات تشكل عامل غدانة لهذا المسؤول او ذاك بغية إبتزازه والتأثير عليه من اجل تلك المصالح الدنيئة .
تتحمل نقابة الصحفيين العراقيين كامل المسؤولية إضافة الى بعض الجهات الرسمية عن التدهور الحاصل في الاداء الصحفي ودخول المئات من الاشخاص من النساء والرجال الى مهنة الصحافة وعملهم في صحف غير مؤهلة ولاتمتلك رؤية ولااستراتيجية ولاحتى تمويل واضح وبعضهم يمارس اعمالا مخلة وغير مرضية ولاتتوافق مع القانون والإعراف المهنية والأخلاقية المحترمة والمصانة ولطالما كان هولاء يمارسون دورهم هذا فان الصحافة العراقية لن تتقدم أبدا وستكون جزءا من ماكينة فساد تحتاج الى ان تعطب بأي طريقة كانت لحماية ماتبقى من شرف مهني حيث توزع بطاقات العمل الصحفي على من هب ودب ويقوم أشخاص مبتذلون بتوزيع تلك البطاقات في انحاء مختلفة ولأشخاص غير صحفيين لقاء مبالغ مالية لتحقيق ارباح من وراء ذلك وصار هذا مألوفا لدى الجميع ويعرف به القاصي والداني للاسف دون ان يتم إتخاذ اي اجراء لامن السلطات الحكومية ولامن البرلمان ولامن الصحفيين المحترمين ولامن المؤسسات الاعلامية التي تدافع عن حرية التعبير وتدعو الى صحافة حرة نزيهة .
إن ماتقوم به تلك الصحف المشبوهة وهولاء الصحفيين وهم ليسو بصحفيين يشكل خطرا على مستقبل الدولة بشكل عام ومؤسساتها وعلى مستقبل الصحافة التي يجب ان تتحرر من الانتهازيين وأنصاف الصحفيين والسماسرة …