في السنوات السابقة كانت هنالك بعض الاسباب التي منعت الفرنسيين من القيام بشراء مستلزمات اعياد الميلاد، ربما كانت هذه الاسباب غير واضحة او ليست حاضرة في اذهان الفرنسيين هذه السنة. ولكن الذي حدث أنه منذ بداية شهر كانون الاول بدأت الاستعدادات للإحتفال باعياد الميلاد من خلال تزيين الشوارع بالاضواء البراقة والنشرات الضوئية الملونة الجميلة وتم اخراج اوراق الهدايا من الدواليب وقائمة الهدايا اخذت تطول لدى البعض لدرجة الاحساس بالقلق والحيرة والتساؤل عن الهدية التي يجب ان يختاروها للاصدقاء والاحبة.
ولكن الشعورالعام لدى الفرنسيين بدأ يتأرجح ما بين الخوف من الذهاب الى الاماكن المزدحمة وعدم الاحساس بالراحة الى الشعور بالذنب كونهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بعد هجمات باريس الدامية والضحايا التي سقطت من جراءها، كما ان هذه الاحداث وقعت قبل نهاية الاسبوع الذي يبدأ الناس عادة بعيده بشراء حاجاتهم لاعياد الميلاد من كل عام .حينها شلت الحركة في الاسواق لان عامة الناس امتنعوا عن شراء الهدايا والمعنويات هبطت بسبب الوضع الامني المهدد لبلادهم.
ويبدو ان الفرنسيين يحاولون الآن تعويض ذلك الوقت الضائع من الشهر الماضي الذي لم يقوموا خلاله بالتسوق فيما تبقى من ايام قبل حلول يوم العيد في الـ “25” من هذا الشهر، والذي زاد من طمأنتهم هوكثرة افراد قوات الشرطة والامن الذين انتشروا في العاصمة وخصوصا في المناطق المزدحمة واماكن التسوق. وهناك الكثيرمن التفتيشات كاجراء امني محكم، هذه الاجراءات تمنح الناس ثقة اكبر للخروج والتبضع، مع انهم لا يودون البقاء وقتا طويلا كالماضي بل يأتون لشراء احتياجاتهم ويعودون ادراجهم، وفي الوقت نفسه يقتني بعضهم هداياه عبر شبكة الانترنت…
الفرنسيون لا يمكنهم ان يضحوا باعياد الميلاد ويحرموا اطفالهم من اجوائها البهيجة والهدايا التي يترقبونها بشغف منذ زمن بعيد. وحسب احصائية اجريت عن سلوك المستهلك، تقول: ” انه عندما يشعر الناس بالخوف وخطر الموت وخصوصا في الحالات الشبيهة باحداث باريس، يقل تقديرهم لانفسهم ومعنوياتهم، لذا من اجل رفعها، يوجهون اهتمامهم الى التسوق والاستهلاك”.
الاستهلاك والشراء والتنزيلات هي من خصائص المجتمع في مثل هذه المناسبات وان إقتناء الهدايا في اعياد الميلاد قد يبدو تصرفا استهلاكيا مربحا للتجارفقط ، ولكنه في الحقيقة يحدد مدى قوة العلاقات الاجتماعية والاسرية الودية وتضامن الافراد مع بعضهم، وهو تصرف نابع عن الحب، هذا الحب الذي اصبح يأخذ بعدا معنويا واسعا وخصوصا في الظروف الحالية التي تعيشها فرنسا..
ان اغلبية المواطنين ماضون قدما في حياتهم الطبيعية دون تغيير نمط تصرفاتهم الاستهلاكية في هذه الفترة من السنة، ولكن هنالك البعض الذين لا يجارون الآخرين بل يخافون من الركود وقلة الدخل والنمو الاقتصادي، اما بالنسة لزيادة التكاليف التي سوف تصرف في المجال الامني وحماية البلاد، فمعظم الفرنسيين يخشون ان تفرض الحكومة ضرائب جديدة عليهم لتمويل هذه التكاليف.
فالرئيس هولاند اعلن امام البرلمان توظيف “5000 “مواطن في مجال الحماية “2500” في العدالة و”1000″ في مجال محاربة الارهاب، كونهم الآن مقبلين على اعياد الميلاد ويجب ان تكون الكنائس في مقدمة الاماكن التي يجب حمايتها من الارهاب وخصوصا في اوقات الصلاة وتقديم التهاني واحتفالات اعياد الميلاد.
وكل عام وانتم بالف خير