المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم ودعا فيها لإجتماع وطني يضم قادة الكتل السياسية وشخصيات نافذة في المجتمع العراقي المأـزوم يمكن أن تمثل الفرصة الأخيرة بالفعل للملمة الجراح وتحويل المسار الذي عليه الأمور في البلاد من التخبط والفوضى والإنكسار والعناد السياسي المبالغ فيه الى نوع من التهدئة ووضع بعض النقاط على بعض حروف المصيبة وليس كل النقاط وليس كل الحروف فالأجواء غير ملائمة لمثل هذا الأمل المبالغ فيه هو أيضا ،وقد تكون المبالغة دينا جديدا يؤمن به العراقيون يضيفونه الى جملة دياناتهم وعقائدهم اليومية المكررة والمبتكرة بحسب الأهواء والرغبات والنوايا. نحن في بيئة حاضنة للإرهاب ،حاضنة للفوضى ،للفساد ،للقتل المنظم والعدوان الممنهج والإقصاء المتعمد والأسلوب الرخيص في الإدارة ،والصراع المرير من أجل شخص أو مجموعة أشخاص على حساب وطن بأكمله يعرى أمام الملأ وتتفرج عليه جماعات من الناس شامتة وحاقدة وليست حاسدة فلم يعد لدينا شئ نحسد عليه،ويتطلب الأمر منا أن ننبش في القبور والنفوس والدروب الضيقة ونخرج الى الفلاة البعيدة علنا أن نجد من يقوم مقامنا ويحل المشكل بدلا منا وينهي عذابنا فنحن الشعب الوحيد الذي لم تتوقف عنه سيول التكفير والتفخيخ والتعذيب والخطف والنسف والفساد ومازلنا ننتظر الفرج الذي تأخر طويلا حتى ظنناه أن لن يأتي أبدا مادام الذين يتولون أمورنا على حال من التنابز والتناجز والعدواة والرغبة في تسقيط بعض ،وصرنا نحن الذين نتنابذ ونتصارع ونحقد على بعضنا كمواطنين آيسين أو مخدوعين أو منبوذين ومعطلين ومسطحي العقل والروح والوجدان والضمير نتقاتل على لاشئ وننسى إننا أدوات رخيصة بيد من لايرحم بعد أن إمتلئت بطنه بالسحت الحرام ونسي كل شئ بفعل المنصب والرتبة الوظيفية العالية والأموال الطائلة والسكن الفاخروالسيارات الفارهة والزوجات والسفر والإستمتاع بينما دماؤنا تسيل في كل مجرى وعلى كل رصيف وزاوية. مبادرة الحكيم ليست متأخرة كما يصفها البعض بل هي أخيرة أو تكاد ومطلوب من المجتمعين والذين سيجتمعون أن يفكروا في حل قضاياهم وخلافاتهم ووقف سيل الدماء والتعاضد والمشاركة في الرأي والإنفتاح على الآخر وووو لكن هنالك ووووأخرى مرتبطة بنا نحن المرهقين المتعبين الآيسين إلا من روح الله فقد مضت علينا سنين عجاف أنهكت أرواحنا وحطمت دواخلنا بفعل ماجرى ويجري وفقدنا الثقة بكل شئ ولابد من فقرة تضاف الى فقرات ومواد البحث في إجتماع السياسيين تتضمن التفكير الجدي في حل مشكلة ثقتنا التي زالت بالسياسيين وطروحاتهم وكيف لهم أن يعيدونا الى دائرة الأمل بهم وبفعلهم وحراكهم لنصدقهم في بعض ممايقولون ويفعلون وينتجون. لم يكن الأمر سهلا ولم تكن المحنة بيسيرة خلال سني المواجهة الصعبة مع الإحتلال والإرهاب والخلافات والنزاع الطائفي وميول وأهواء السياسيين التي تقدمت على حاجات الناس وعذاباتهم ومصائبهم ودمائهم