كتاب ( موسوعة مدينة العزيزية )
تأليف وإعداد : محمود داوود برغل

( فاضل أبو الناي )
من الذكريات الجميلة في مدينة العزيزية الجميلة ، ان الطلبة كانوا معتادين على القراءة وتحضير دروسهم ولا سيما في الامتحانات سواء كانت فصلية اونهائية بذهابهم للقراءة في البرّية ، والبرّية في مدينتي تمثل أماكن عدة ساتطرق إليها لاحقاً ، ومنها روافد الأنهار والجداول الزراعية.
مازلت أتذكر الجدول المحاذي لاعدادية زراعة العزيزية في نهايتها المقابلة للحي العسكري الذي تم البدء في تشييده أثناء الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠_١٩٨٨م) وكان عبارة عن فضاء مفتوح خالي من العمران .كانت اعدادية العزيزية مسورة بسياج من (BRC ).عكس واجهتها الامامية المشيدة بالطابوق وعليه وعلى ارتفاع متر محجر حديدي خلفه الأشجار الجميلة والورود العطرة ويَلُوح للناظر من بعدها على مسافة قريبة دور المعلمين الزراعيين المتلاصقة الذين يشكلون هيئتها التدريسية ويقطنون تلك الدور مقابل بدل ايجار زهيد يتم استقطاعة من قائمة رواتبهم تلقائياً.
ما ان نصل إلى مشارف الجدول مشيا على الأقدام نحن مجموعة الأصدقاء في سبعينات القرن الماضي ومنهم ابن عمي المغترب في كندا الاستاذ الحاج مناف مجيد سلمان واخي احمد المغترب في السويد والأستاذ حمدي محمد حسين التميمي والأستاذ نبيل عبد الستار الرديني والدكتور مظاهر المله جاسم القريشي واخرين حتى نشاهد الصديق الطيب الودود فاضل الغفيلي الملقب( بأبو الناي) وهو يرعى قطيعا من الأغنام والماعز التي كان يجنيها والده جواد كاظم الغفيلي رحمه الله ،وفي كل مرة أشاهد الغفيلي اراه يتابطا كتابا أو يتصفحه فهو طالب مثلنا في مرحلة أخرى وهو أكبر مني بعام .واحيانا بيده عصا يهش بها على غنمه التي يرافقها كلب لا تبدو عليه العدوانية أو الشراسه .حينما نقترب نحن الاصدقاء من الزميل فاضل نلقي عليه السلام فيرد علينا التحية بأحسن منها مصحوبة بعزفه الجميل على الناي والذي كنت اعتقد انه من صناعة يده.
فرقتنا الأيام وجمعتنا السنين بعد كل هذه الأعوام لنلتقي من جديد ونستعيد تلك الذكريات المعطرة بكرم الاستاذ فاضل الغفيلي وصوت نايه الشجي الجميل
ولد الفنان فاضل جواد كاظم الغفيلي عام (١٩٦٢م)
درس الابتدائية والمتوسطة في مدينة العزيزية
والتحق بعدها للدراسة في اعدادية الصناعة في بغداد
ليتخرج من قسم الكهرباء ويتم سوقه إلى الخدمة الإلزامية العسكرية.

مواهبه الأخرى ؛
إضافة إلى عزفه على الناي هو خطاط مبدع و عضو جمعية الخطاطين العراقيين
ورسام ماهر وشاعر شعبي مقتدر .
له تسجيلات صوتية ومشاركات في المهرجانات المدرسية و احتفالات عيد الجيش العراقي حينما كان يؤدي خدمة العلم .
يعمل حاليا في وزارة الكهرباء بعنوان مدير فني كهرباء
تتلمذ على يد الأستاذ حسين محمد راضي
اتيحت له الفرصة للذهاب الى لبنان بعد أن قدم له أحد اللبنانيين المقيمين في العراق عرضا لإحياء حفلا في بيروت
الا انه رفض ذلك بسبب ان هذه المهنة تتنافى وتقاليد مجتمعه .وهو ابن ريف العراق الحريص على سمعة اهله.