وسام السقا : كتب
سالار فتى كردي بطوله الفارع وعيونه العسلية وأناقته الرائعة وروعة فتاة بغدادية جمالها يخلب الالباب شعرها الأسود الطويل ووجهها الأبيض
المبتسم وعيونها الواسعة بلون السماء الزرقاء في المقهى يتناولون القهوة احدهما جالس على بعد أمتار من الأخر شرارة من عين أصابت بريق الأخر وتقابلت العيون ذابت الأمتار
التي بينهما دخلت فؤاده وتربعت على عرشه لتدق ناقوس الهوى بينما هي أغمضت جفونها لتحتفظ بصورته في عيونها دخل الحب
بينهما بل العشق هو الذي دخل ليلصق روحيهما ويحلق كما الطيور في السماء دون قيود لحظات ازاحت المسافات والساعات بل السنين أفاقوا منها وفناجين القهوة التي أمامهم ساخنة يتصاعد منها البخار انتهوا منها برشفات بطيئة ومغادرة المكان دون أي كلام لكن عيونهم وقلوبهم وأحاسيسهم وأفكارهم هي التي تكلمت هي التي تواصلت اجتمعوا في اليوم الثاني
في الوقت عينه والمكان نفسه دون موعد عشقهم روحهم هما اللذان قاما بتدبير لقاء على كرسيان يحتضنان طاولة صغيرة في وسطها شمعة حمراء متقدة فاض المقهى بعطرهم ولم يتسع لهالة الحب
التي ضمتهم وهنا تقابلت العيون من جديد وتلامست الأصابع سكتت الألسنة عن النطق وهمساً تحدثت الأرواح فكان هذا اللقاء قبل سفرهم لانقضاء مدة الدراسة والعودة إلى بلدهم كان اشتياقهم وحنينهم للوطن ولأحضان العائلة لا يوصف وبعد وصولهم بفترة قصيرة علمت العائلتان بأمر الحب انقلب حياة الفتى والفتاة إلى جحيم فكل عائلة تحاول منعه وإبعاد احدهما عن الأخر بشتى الطرق والأساليب ولكن الذي حدث بين سالار وروعة شيء أقوى من الأحداث فكان صمودهم وتمسك احدهم بالأخر حدث عظيم في حياتهم حتى ارضخا العائلتين للجلوس والتباحث جاءت عائلة سالار إلى بغداد