رحيم الخالدي
إستفادت اليابان من تجربة هيروشيما وناكازاكي أيّما إستفادة، مع التدمير الهائل الذي طالها في تلك الحرب، علما أنها لم تكن دولة قاصرة عن الصناعة، وباقي مؤهلات الدولة المتكاملة، وبعد تلك الجريمة أخذتْ مساراً نحسدها عليها، واليوم أصبحت تنافس أقوى اقتصادٍ في العالم، لما لهُ من تخطيط دقيق محسوب، وفق أفضل الحسابات الدقيقة، التي تعود بالفائدة الممتازة لمواطنيها، ولم تكن دولةٌ مسلمة! بينما تُطبِقْ تعاليم الدين الإسلامي، وصلت لحد الإيثار في حادثة فريدة، عندما تضرر المفاعل النووي في تسونامي، حيث أقدم كبار السن منهم بالعمل بدل الشباب في الإصلاح، والتعرض للإشعاع النووي تفكيرا منهم بأن أعمارهم منتهية للحفاض على شبابهم !.
حادثة تفجير الكرادة وتزامنها مع إطلالة العيد، بعد إنتهاء شهر رمضان، وتوجه العوائل للتسوق لغرض العيد وإفراح الأطفال، فكان الحضور للعوائل بإمتياز، وان كان لا يخلوا من الشباب وباقي الأعمار، فكانت جريمة تشبه لحد بعيد بمقبرة، كما حدث في هيروشيما وناكازاكي، ولم يسلم إلاّ من كان خارج منطقة التفجير، التي أحرقت المركزين التسويقيين وباقي المحلات المجاورة، لتكون جريمة بحق الإنسانية وإعدام جماعي، ولم يكونوا قطعات من الجيش أو باقي القوى الأمنية، وبالطبع هو إرتداد للجماعات الإرهابية، بعد خسارتهم الفلوجة وباقي المناطق الأخرى، على يد القوات التي أصَرّتْ على النصر .
كثيرة هي التحليلات العسكرية، وكُلٌ حسب رؤيته، والذي يلفت النظر بتحليل هو أن أمريكا عاقبت الشعب العراقي، لقاء عدم إيفاء الحكومة بالتعهد، بعدم المساس بالرتل الأفعى الداعشي! الذي تم إبادته على يد الطائرات وباقي القوات الأرضية، فهل الحكومة تعقد صفقات حماية الإرهابيين، من دون الرجوع للشعب الذي هو بالخصوص معني بتلك الأمور وهو صاحب القرار، وتبيان هذا الأمر عائد لهم من نفيه، وتكذيبه على وسائل الإعلام، سيما وان الشعب يهرول خلف الإشاعة ويعطيها درجة (أ)، ويضل يرددها ويتهم الحكومة بالخيانة، لأنه إختلطت عليه الأمور من خلال الوعود الكاذبة، التي ما عاد المواطن يتحملها .
العيد وصلاته في بغداد يَلِفّهُ الحزن العميق، وخاصة مكتب السيد الحكيم الذي أطلق خطابا يشوبه الحزن العميق، وإن كانت سابق الأعياد لا ينقصها الإنتقاد للحكومة، سيما باقي المناسبات الأخرى، التي لا تخلوا من النصح! لكن خطبة العيد لا تخلوا من العصبية والشدة في الخطاب، الذي نوه له في كثير من مفاصل الدولة، التي نخرها الفساد وصلت للعظم، وذَكَرَها واحدةً بعد الأخرى، ويبدوا أنه ومن خلال الخطبة، لا تخلوا في قادم الأيام من الإجراءآت، التي سيتخذها من خلال الضغط على الحكومة، من خلال الكتلة أو القيادات في المجلس الأعلى، وعلى مستوى كبير، فعلى الحكومة أن تعدل عن المسار القديم .
النقاط التي ذكرها الحكيم معظمها مكررة في خُطَبٍ سابقة، من دون تصحيح من قبل الحكومة، بإستثناء التفجيرات والكرادة وحزنها العميق بالخصوص، والملف الأمني على رأس القائمة، والأخطاء المتكررة، والمناصب بالوكالة، التي أنشأت الدولة العميقة لحزب الدعوة، وتحولت الدولة وكأنها ملك خاص، ومن جُمَلِها أبرق الحكيم للحكومة، التي أبصرت النور بدعمه ورعايته، رسائل قوية وشديدة اللهجة! منها ضرورة تطبيق ما تم الإتفاق عليه، وحمل إمضاء رئيسها ومعظم القيادات الحكومية والسياسية في البلد، وخصوصا إعادة هندسة الآليات والخطط والهياكل الأمنية، التي لم تثبت كفاءة مرجوّة ، كذلك إنهاء ملف الوكالات (أساس الفساد ) .
المُلاحظ في كلِ خُطَبْ المرجعية من خلال منبر الجمعة كانت تتلائم وتتطابق مَعَ ما يطرحه الحكيم في كل المناسبات خاصة الخطبة الأخيرة التي تلت التفجيرات الإرهابية التي طالت الكرادة ومرقد السيّد محمد بن علي الهادي (عليهما السلام ) كما أوردها السيد الصافي بمطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم إلى العدالة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه المآسي الفظيعة ، أمر طالما تكرر في الأعوام السابقة ، معتبراً غياب الرؤية الصحيحة لمن هم في محل المسؤولية من أصحاب القرار فضلاً عن تفشي المحسوبية وغياب المهنية وعدم إستماع هؤلاء لما تبديه لهم المرجعية من نصائح .