من العبارات الدارجة في لغتنا اليوم لتأكيد مصداقية الوفاء بالوعد هو قول احدنا للاخر كلام رجال وكلام رجاله كما يقولون اخواننا المصريين او مانقوله نحن في العراق كلام زلم
العبارة هنا ليست قصر المصداقية على الرجل دون المرأة فالمصطلح هنا مجازي ولايعود لجنس الذكر فقط بل ما يمثله الرجل الرمز من سجايا كالصدق والمروؤة والشهامة والشجاعة والنبل والتضحية والكرم وكل ماتتخلق به الفرسان من اخلاق حميده ومناقب طيبة .
هذه العبارة يستخدمها الرجال وتسخدمها النساء لما ترمز اليه من مدلولات لكنها تعود على الرجل دون النساء بطريقة او اخرى بالسمعة الحميدة حيث تنسب له هكذا سجايا وترتفع به من مجرد كونه ذكر الى كونه قيمة اعتبارية ومع ذلك يبقى بعض الرجال ممن لايرتفعون الى مستوى هذه التسمية بل يصرون على بقائهم مجرد ذكور ليس الا .
انا اسوق هذه المقدمة وانا ارى في صفحات الحياة التعامل السيء الذي تعانيه كثيرمن النساء من كثير من الذكورعلى مختلف المستويات وعلى كل الصعد فأنت تشاهد المرأة العاملة او الموظفة اثناء خروجها صباحا وهي تسحب معها طفلا او اكثر للذهاب بهم الى دار الحضانة او رياض الاطفال او حتى المدارس بينما السيد الذكر يغط في نوم عميق لأن موعد عمله لم يحن بعد ان كان له عمل وبالتالي فأن المرأة { الجارية } هي تتولى هكذا امور حيث لاتسمح له الاعتبارات الذكورية من الانحطاط الى هكذا درك .
وتعود هذه الشقية بعد رحلة عمل لابد وان تكون متعبة مهما كانت صيغة عملها تعود هذه المبتلاة بهذا الذكر المتغطرس لتنغمس بهموم البيت من طبيخ وتنظيف وغسيل وربما تعليم الاولاد وهي لاتريد من ذكرها الا نوال الرضا ويعزعليها هذا في كثير من الاحيان .
تعال الى الاخوة والاخوات يرجع الاثنين من المدرسة او الكلية البنت متفوقة الى درجة تبز اخيها ورغم تفوقها فهي تشارك في اعمال البيت بينما نرى اخيها الذكر كبقية الذكور معطل عن العمل وكل وظيفته هو ان يزجر وينتر لم لا اليس هو الذكر وهي الانثى هو السيد وهي الامة وأن كانوا اخوة وأن كانوا اشقاء وبالتالي عليها ان تتقبل قدرها هذا وتتأسى بأمها فهي ذاقت هذا الهوان قبلها ولكنها ادمنته لكن هذه الصغيرة المتمردة لاتزال غير مروضة بعد فهي قرأت وسمعت واطلعت من خلال منجزات العصر مالم تسمح به الظروف لامها لكن عيون ذكور العائلة لها بالمرصاد في كل شاردة او واردة وياريت يأتي ابن الحلال ليخلصهم من هذه اللعنة فهم مصدر قلق دائم لهم .
اما وما ادراك ما أما التي تقلب الحياة بطرفة عين الى هماً وغما … اما اذا ضبطت هذه الصغيرة في حالة من حالات المسموح بها للذكور والممنوع على الاناث فلا ام لها ……. فالأم تلقائيا اول من يتلقى اللوم والتقريع والتأنيب والشتائم والاهانات … الخ من هذه المفردات القاموسية المموسقة … اليس المثل يقول اقلب الجرة على فمها تطلع البنت لامها … هذه الام هي التي قصرت في تربية بنتها بل ومن المحتمل انها ورثتها جينا دنيئا اوصل البنت الى هذا التردي ؟؟؟
لماذا هكذا …؟ لماذا مسموح للذكر وللبنت لا…. طيب خلوها قسمة شرعية للذكر مثل حظ الانثين فلنترك لها من الحرية نصف مايتمتع به اخيها الذكر او ليست هذه قسمة الشرع طيب لاشرع ولا عُرف …. فمتى نصبح حقا رجال …!!!
تعال الى العلاقات العاطفية بين الشبيبة وانظر كيف يتعامل الذكر مع الانثى … دائما تراه غير جاد في وعوده والتزاماته فهو يجود بمعسول الكلمات لغرض نيل المبتغى وما أن تلين له هذه البائسة مصدقة تعهداته حتى يقلب لها ظهر المجن …. لماذا ؟ اهو ثمن حبها لك ؟ ام هو ثمن تصديقها لكذبك ومع هذا كله تلملم جراحها وتذهب في حال سبيلها …… ايتركها بعد ان نال منها مبتغاه ابدا .. يبدأ بالتشهير بها … لم هذا …. لكي يتفاخر امام اقرانه من الذكور وكأنه فتح اكبر القلاع واجتاح اعصى الحصون….. فأية رجولة هذه تبقى لمثل هولاء ان يدعوها .