بقلم: صادق غانم الاسدي
لازال الاصطفاف الطائفي يلقي بضلاله على المشهد العراقي ويعكر الجهود المخلصة لاندماج اطياف المجتمع وان وجدت تلك الجهود فهي تشكل نسبة ضئيلة من التقارب والتلاحم لمواجهة تحديات العصر والتخلص نهائيا من اخطبوط تنظيم داعش والفساد الاداري والمالي مخلفة مواجع وخلل في البنية التحتية وتحدي سافر لٌلحمَة الوطنية والنسيج المتنوع لأبناء الشعب العراقي , أنتصر الحشد الشعبي بكل مسمياته ولانقتصر على وصفه بالحشد الشيعي لان من اعطى دماء وقاتل الى جانب الشيعة هم بعض من العشائر السنية في قاطع تكريت ولازالت ترتبط بوطنيتها واهدافها الشرعية للتخلص من الارهاب والعناصر الغريبه ونحن لانبخس الدماء الطاهرة التي اريقت من اجل الكرامة, لقد قاتلت عشائرالجبورفي قاطع الضلوعية ببسالة واعطت دماء روت ارضها واثبتت مصداقيتها وأمانتها في الحفاظ على الوطن الواحد ورغم ان بعض من اعضاء مجلس النواب والسياسيين الطائفيين لم يؤيدوا ويثنوا على ما قمت به تلك العشائر وتفاجىء الجميع حينما قادة المقاومة الاسلامية والفصائل المسلحة وكل مظاهر التطوع تحت ظلال خيمة واحدة بأسم الحشد الشعبي الذي ابلى بلاءً حسنا وحررمحافظة ديالى ومحافظة صلاح الدين من دنس الارهاب , اخذ بعض من النواب والهاربين من سطوة القانون ورجال الدين الذين وصفهم رسول الله محمد صل الله عليه واله المؤمنون الضعفاء الذين لادين لهم ؟ قيل يارسول الله من هم المؤمنون الضعفاء الذين لادين لهم قال, الذين يرون المنكر ولاينهون عنه,واليوم هولاء اصبحوا يشكلون خطر في خطابهم الطائفي المقيت من على ارض كردستان التي اصبحت الملاذ الآمان لهم وكذلك شيوخ العشائر الهاربين من ساحات الخزي والعار والقانطين في ارقى الفنادق ويتنقلون مابين اربيل وعمان , تاركين اولاد عشائرهم ونسائهم مابين قصف داعش وذل النزوح هربا الى المدن القريبة, سمعنا الكثير من بث الدعايات وخصوصا من القنوات المغرضة التي كانت عونا ونصيرا الى كل من اراد السوء الى الحشد الشعبي المقدس, يطل علينا بين فترة واخرى المراسل الطائفي المقيت احمد الحمداني الساكن في اربيل وهو يحول النصر الى تشكيك ويتهم الحشد بالسراق واحدث مجازر ولايختلف الامر عند الدكتور ناجح الميزان هذا الرجل البعثي الصدامي الطائفي الحاقد وهو يفتري على كل عراقي شريف ويشكك في النصر ويوصف المقاومة الاسلامية باوصاف ما انزل الله بها , رغم ذلك فان الحشد والمقاومة قد حقق النصر ويسعى الى مقاتلة تنظيم داعش في كل محافظة عراقية ومما يثير الشك ان تنظيم داعش قد سيطر بشكل واسع على اجزاء من مدينة الرمادي فلم يستطيع سكان وعشائر اهل الانبار من مقاتلة ذلك التنظيم الارهابي معللين ذلك بحجج واهية منها ان الحكومة لم تزودهم بالاسلحة وان بعض من الجهات السياسية والعشائرية ترفض بشدة ان يدخل الحشد الى مدينة الرمادي ويحقق النصر على تنظيم داعش , وقد صرح اكثر من مرة صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الانبار أنه يرفض بشدة دخول الحشد الشعبي الى محافظة الانبار وأن نعتمد على ابناء العشائر وانضمامهم الى حشد المحافظة , الجميع يعلم بان الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية هي من تحقق النصر بسرعة قياسية ولكن خوفا من تداعيات الامر وسيكتب يوما في تاريخ العراق ان عشائر واهالي الجنوب قد سطروا اروع الملاحم وانقذوا اهل الانبار من موت محقق بعد ان عجزوا من النصر على تنظيم داعش ولولا الحشد لفقدوا دورهم ومحافظتهم وربما ماقم به اخوانهم الشيعة من انتصار ساحق لايعجب كبار السياسين ورؤساء العشائر ورجال الدين المضللين لما يحملونه من غل في قلوبهم , في الوقت الذي تبنى مجلس محافظة صلاح الدين التعاون والعمل مع قوات الحشد لتحرير بقية المحافظة وقرر ايضا المجلس بانشاء نصب تذكاري في المحافظة يمثل مذبحة سبايكر , ولو اني اشك ان هذا النصب لايكتب له النجاح في ارض مثل تكريت غدرت بضيوفها وطلابها العزل ,ولكن هي مبادرة يثنى عليها ونشجعها ونمد لها يد العون ونلملم جراحتنا من اجل المصير الواحد , اليوم العراق بعد الانتصارات التي حققها يمر بمرحلة خطرة جدا عليه ان يحافظ على روح النصر وماتفرزه المعطيات من خيانات بين منطقة واخرى سببها سوء التخطيط وحسن الاختيار او التقصد بسفك الدماء من اجل المقايضة , ولو استعرضنا بشكل دقيق ماهو سبب احكام سيطرة داعش على اجزاء من مصفى بيجي بعد ان كان مؤمُن رغم الظروف الصعبة في المرحلة الاولى , وسقوط ناظم التقسيم واعدام كوكبة من الشهداء واكثرهم من اهالي المناطق الجنوبية والوسطى ,وعدم اشتراك طيران الجيش في المعارك مع داعش وانقاذ المحاصرين وبشهادة احد الضباط من الحشد الشعبي في قاطع العظيم قال ما أريت عيني ان الضباط الطيارين اغاروا حول مكان عصابات داعش ويحلقون حول مواقعهم دون ان يوجه اي ضربة او رشقة من رشاش وعادوا بسلام الى قواعدهم , على السيد رئيس الوزراء والسادة والمشايخ من رجال الدين التأكد عن مايقوم به وزير الدفاع من عزل القيادات الشيعية وافراغ وزارة الدفاع من الضباط مستغلا الازمات السياسية والهزائم في صفوف الجيش عن مدى صحة ذلك الموقف الذي ينذر بخطر شديد قد يهدد العراق وشعبه الى المزيد من اراقة الدماء .