لقد تحدثت يوما إلى احد المديرين.. وكان قد ارتفع من طفولة فقيرة إلى النجاح في الوصول إلى منصبه الحالي .وعزا نجاحه إلى فلسفه أخذها من أيام طفولته عندما كان يلعب في الشارع وقال : ((لقد علموني إن العالم غابه …انه الواحد يأكل الأخر وعليك إن تتغلب على الشخص الأخر أولا.. وألا تغلب عليك )) .
كان للرجل جو عدواني فظ قد يفسره البعض على انه ثقة بالنفس , هو في الحقيقة يعبر عن خوف وقلق وعداء كامن , وهكذا بالرغم من المظهر الخارجي للثقة بالنفس الذي يبدو على هذا الرجل لكن عدم اطمئنانه الداخلي قد استنفذ المتعة في حياته .
إن قانون الغابة الذي يؤمن بهي هذا الرجل يتطلب يقظة وحرصا دائمين فليس له حياة أو هوايات أخرى انه يجعلك تخاف إن تعمل بطريقه خلاقه تخاف من التغيير , تخاف من المستقبل .. أنه يجعل كل صديق يبدو عدوا لك يهددك بالخطر, انه يجعلك تشك في انه لكل شفقة دافعا خطيرا وكل ضربة حظ نذيرا بكارثة محتملة.
الواقع ليس هناك ما يثير القلق بصفة خاصة حول هذا النوع من المواقف, لكن وجه الخطر هو إن انعدام الثقة المعين إي انعدامها في موقف واحد قد ينتشر كالعدوى حتى يصبح عاما ويقضي على بهجة الحياة.
وكلما تقدم العمر بنا برزت مسائل وأزمات جديدة لتزيد مطالب الحياة علينا وتبدو الثقة بالنفس التي اكتسبنها في السنوات السابقة غير كافية لسد مطالبنا أو أنها لم تؤهلنا جيدا للمهام التي تواجهنا الآن أو التي سوف تواجهنا في المستقبل.
مع ذلك أننا نستطيع فعلا في كثير من الأحيان إن نحمد الله على انعدام الثقة إذ قد تكون تحذير لنا من إن موقفا ما لا يتفق مع حياتنا العامة أو مع حياتنا المهنية