عبد الحمزة سلمان
يخلق الباري ما يشاء الضار والنافع, ومنها ما يحمل الفائدة والضرر في الوقت نفسه, ومنها السام والقاتل, وفي كلا الحالتين تكون النتيجة الضحية يفارق الحياة, لفترات زمنية متفاوتة .
العقرب من المخلوقات السامة, له ذنب نهاية إمتداده لعموده الفقري, يعلو ظهره حر الحركة بجميع الإتجاهات, يصيب الفريسة وينفذ السم من خلاله, وينتشر بجسد ضحيته, فتشل حركتها, وتتوقف أجهزة مصادر الطاقة والحركة .
خلق الباري الإنسان بأحسن تقويم, وعندما يتجرد من إنسانيته, يتحول من صفته العامة الإنسانية, إلى عنصر ضار في المجتمع, يحمل سم لاذع كالعقارب الصفراء, ويتحول لسانه كذنبها, وأشد خطرا وضررا منها على المجتمع الإنساني, فيصيب الأجساد والعقول, ويخادع ويدس السم في العسل, لمن هم قلوبهم صافية, مكللة بالإيمان والحفيظة .
كلمات لاذعة مسمومة طرقت أبواب عقول مغفلين جمعهم هاجس الغيرة, وحب الوطن, بمخيمات وشعارات مقصودة ومسمومة, يطلقها أعداء الإنسانية الحاقدين, يرددها الجمع معهم بعفوية حب الوطن, تزينها دسائس الماكرين .
ثعالب وجرذان سمحت لها الظروف أن تتحكم وتتسلط, لتصنع ظروف مريرة عاشها شعب مغلوب على أمره, بمناطق محددة شمالية وغربية من البلاد, أفاق من غفلة, والسم ينخر في جسده سقيم متآكل, تسلط عليه عصابات بعيدة عن كل القيم الإنسانية والدينية, عقولها متحجرة كآلي, أو حيوان متوحش أتى من صحراء قاحلة, لا قلب ولا ضمير, أسلوبهم حقير تزامنت مع التغيير, الذي كشف عن ميزانية بلد, أصبح يعيش نقص في الأموال وتقشف كبير .
تدارك الشرفاء الخطر الذي يهدد البلاد والقيم الإنسانية وما أصابنا وما أصاب إخواننا من نكبات تزاحم أبناء البلد للدفاع عنه وهب الأخيار وقادة الرأي العام بعقد الحوارات والقاءت وتقريب وجهات النظر لجمع الشمل وربط أواصر الإخوة بينهم وإعادة العلاقات الدولية للبلد وما يعيش من عزلة في المنطقة بسبب السياسات الخاطئة والتشبث بالرأي الواحد.
فشلت كافة محاولات الخونة والفاشلين والفاسدين, الداعشية والوهابية, التي أسست للطائفية والتفرقة, ويعود البلد شامخا كشموخ نخيله وأشجاره, وقمم جباله العالية, بعد أن يتعافى من سموم العقارب.
غرست العقارب الصفراء سمومها بجسدها, فأصابت نفسها وحملها, ذلك ما يسعى إليه أعداء الإنسانية, وأذنابهم البائسة, أصبح من المحال عودتهم من جديد, وسيلعنهم التاريخ والشعب إلى يوم الدين, ويبقى البلد واحد موحد إن شاء الله .