قرأت بعض التعليقات فرحت أزور صفحتها لأتأكد وأكتب كعادتي عن بيّنة، فوجدت مديرة اليومية الجزائرية حدة حزام تكتب على صفحتها والتي توقفت الآن بالحرف الواحد..
” ما علاقة عائشة أم المؤمنبن بالاقامة الجامعية للبنات بقسنطينة ؟!” .
وقبل التطرق للموضوع ، يستحسن الوقوف على نقطتين بشكل سريع للإنتقال إلى جوهر الموضوع..
هذه الأسطر ليست موجهة للذين إتخذوا من شتم سيّدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين، رحمة الله عليها دينا وعبادة، وصاحب الأسطر ليس مستعدا بحال أن يدخل في هذا النزال .
من ناحية ثانية، لا يدعو صاحب الأسطر إلى فرض إسم سّيدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين على المؤسسات الجزائرية المختلفة والعربية المنتشرة عبر الرقعة العربية والإسلامية الشاسعة، فهذا الأمر له أهله ، وأسبابه، ودواعيه، وأهدافه ، وتعامل كغيرها من سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وكل من له فضل على الجزائر، والعرب، والمسلمين جميعا من رجال ونساء. وعليه يقول صاحب الأسطر..
فقهاء الأمة جميعا والمجتهدين جميعا، تلقوا العلم والفقه والفتوى وبلغوا درجة الاجتهاد، عبر سيّدتنا عائشة أم المؤمنين..
فقد عاشت بعد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمدا بعيدا تنقل أحاديثه، وحياته الشخصية والعلمية والعسكرية والاجتماعية، لسادتنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، الذين نقلوها بأمانة وصدق وإخلاص إلى الأمة جميعا.
وقد كانت عالمة، وفقيهة، ومحدثة، وتفتي لكبار سادتنا الصحابة، والفقهاء والمجتهدين من الرجال.
وما دامت سيّدتنا أمنا عائشة بهذا العلم والفقه والاجتهاد. فلماذا تحرم من أن يوضع إسمها على مؤسسة جامعية جزائرية محترمة كـ ” الاقامة الجامعية للبنات بقسنطينة“ .
بل وما الضير في أن يطلق إسم سيّدتنا أمنا عائشة على .. المؤسسات العسكرية، والجامعات، والمخابر، والإبتدائيات ، والمتوسطات، والثانويات، ومراكز التعليم والتكوين، والمصانع، والدفعات المتخرجة، ومراكز الثقافة، ومعرض الكتب، والأيام الدراسية، والملتقيات العلمية ، والمساجد، والمعاهد.
وهذه مؤسسات جزائرية بأيدي جزائرية، تظل تفتخر بكونها تتزيّن بحمل إسم سيّدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين، رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها.
والحديث موجه لأبناء الجزائر الذين يفتخرون بكونهم أبناء سيّدتنا أمنا عائشة وأنها أمهم. ومن تمام الأخلاق السامية العالية، أن ..
يحترم الإبن أمه ويرفعها المقام الذي يليق بها من سمو وعلو، ويسعى لأن يضع إسمها الكريم على أضخم المؤسسات، وأعرق الأماكن، وأفضل منتوج علمي يفتخر به أمام الأبناء والأمم، فإن ذلك مما يليق بالإسم العالي .
إن وضع إسم إمرأة عالمة، وفقيهة، ومجتهدة كسيّدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين على رأس مؤسسة محترمة كـ ” الاقامة الجامعية للبنات بقسنطينة“ على سبيل المثال، فإن ذلك يغرس في الأجيال الجزائرية ..
إحترام العلم ، ومكانة العلماء، وبذل المزيد من الجهد والسهر في سبيل أن تكون الجزائر سباقة لحمل إسمها ، والاعتراف بفضلها ، وأحسن قدوة للخلف الصاعد.