طوفان الأقصى وقراءة مختلفة للصهيونية
عندما نعرف ان الولايات المتحدة الامريكية “لا” يوجد فيها نظام صحي حكومي وهناك فوق الثلاثين مليون مواطن امريكي “لا” يوجد لديهم تأمين صحي ؟! والناس يموتون في الشوارع بدون علاج و”لا” رعاية طبية، وعندما نعرف ان الامن ساقط في الكثير من المدن لارتفاع التنظيمات العصابية المافياوية وعندما نعرف ان هناك العدد الكثير من المشردين والعاطلين عن العمل هذا كله جزء من المأسي والمصائب التي يعيشها الناس في النظام الطاغوتي الربوي العالمي وهي حقائق “لا” نشاهدها في وسائل الترفيه من أفلام ومسلسلات وبرامج كوميدية التي تصنع لنا عالم من الوهم المخدر عن عالم خيالي ليس له وجود في الحقيقة.
هل علينا ان نستغرب من ان نفس هذا البلد واقصد الولايات المتحدة الامريكية تتبرع للكيان الصهيوني في عشرة الاف مليون دولار امريكي نقدا؟ ك “مساعدات عاجلة” لمنع انهيارها الاقتصادي بعد عشرة أيام فقط من عملية طوفان الأقصى الناجحة للمقاومة الفلسطينية؟ لماذا “لا” تقدم المنظومة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية هذا المبلغ لشعبها؟ البائس معيشيا والساقط اجتماعيا مع المخدرات والمشاكل النفسية والعقد الشخصية وأيضا غياب أي دولة رعاية للمواطن ؟! وما هو “حلم امريكي” ليس موجودا الا في الأفلام والمسلسلات وبرامج الترفيه اما الواقع فهو “كابوس” الديون المتواصلة الى الموت والأرباح الربوية الخانقة لمن هو محظوظ ولديه وظيفة او عمل خاص حيث يعيش في دوامة بطاقات الائتمان و “وهم القدرة على الشراء” ويعيش فقيرا بدون ان يتوافر لديه أموال “كاش” واقعية، اما الاخرين فليس لهم الا الشوارع والتنظيم ضمن المافيا وعصابات الطرق.
لماذا يغطى الرئيس الأمريكي بايدن الجرائم العنصرية والقتل على الهوية وكل الفظاعات الشيطانية التي يقوم بها الصهاينة على ارض فلسطين ضد المدنيين العزل الذين يعيشون في اكبر سجن معروف في تاريخ البشرية و الذين هم تحت الاحتلال الصهيوني العسكري أساسا في أطول حصار معيشي اقتصادي بحري و جوي و ارضي و سياج فصل عنصري لم تعرفه تاريخ البشرية أيضا وهو مخالف لكل القوانين الدولية و كل ما يعتقد به أي بشر طبيعيين عندهم ضمير ولديهم روح إنسانية ، وهذه الأمور التي نقولها هي من الحقائق القطعية الثابتة التي يشاهدها كل العالم على شاشات الاعلام والتواصل الاجتماعي فليس هناك حاجة لأثبات المؤكد من جرائم و قتل و عنصرية صهيونية، و رغم ذلك الوضوح في الحقيقة و الدليل ,فنحن نشاهد رئيس المنظومة الامريكية الحاكمة “بايدن” يبرر للكيان الصهيوني و يساند المجرم و يهاجم الضحايا بدون أي خجل او حياء.
ان “حالة شيطانية” كهذه في التأكيد ان لها أسبابها ومسبباتها وعليه علينا ان نعيد قراءة المشهد وما وراء المسألة من خلفيات وأمور مهمة وخاصة ان الامر تطور الى حرب شاملة ضد الإسلام والعروبة وأيضا ضد الفلسطينيين ك “شعب تحت الاحتلال” له كل الحق في ان يتحرر من الغزاة الأجانب وهو سيطردهم اجلا او عاجلا فما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبله، ووصلت الوقاحة لأقصى مدى شيطاني شرير عندما برر “بايدن” جريمة قتل المرضى والأبرياء والأطفال والجرحى في القصف الصهيوني للمستشفى المعمداني.
وعلينا ان نقرأ ما كتبه الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين: “يبدو أن الهجوم على المستشفى في غزة والصور الصادمة للأطفال والنساء الذين قتلوا قد أثر على الجميع في العالم. وخاصة المسلمين. ربما لا يوجد مسلم الآن لا يريد الانتقام بأشد الطرق جدية. وهذه ليست سوى مقدمة للإبادة الجماعية، فالعملية البرية لم تبدأ بعد. إن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، بما في ذلك دعم ترامب، يجعل الوضع لا رجعة فيه. على الأرجح، أصبحت حرب العالم الإسلامي ضد الغرب أمرا لا مفر منه. لا ينبغي الاستهانة بالمسلمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن جمود بايدن وإدارته لا يترك للولايات المتحدة فرصة لتكون فوق النزاع. بالنسبة للمسلمين، إسرائيل تساوي الولايات المتحدة الأمريكية.”
من هذا كله علينا إعادة قراءة الحالة التأسيسية للمشهد لما وراء اللعبة لكي نفهم كيف يفكر هؤلاء الأشرار الشيطانيين العنصريين الوقحين المعدومين من أي خجل او إحساس او ضمير انساني.
ان هناك من يعيش العاطفية في التحليل وقراءة الحدث “سطحيا” ويتبع ما تعارف عليه الناس من اراء وأفكار من دون دراسة مكثفة وقراءة ما بين السطور، ان علينا ان لا نأخذ المسائل في هكذا سطحية بدون الدخول في العمق وخاصة ان من يعيشون “مسئولية الكلمة” عليهم واجب شرعي وقومي ووطني في إيصال الرسائل الصحيحة لعامة الناس، وصناعة “رأي” سليم يؤمنون به ويتحركون فيه في الموقف الحركي وضمن خطوط التطبيق التنفيذية في الواقع.
وأيضا قد تكون هناك اراء مختلفة عما هو سائد ومتعارف عليه، لعلها تمثل موقع من الحقيقة والصحة قد تفيد لمن يفكر ويخطط في موقع القرار، وأيضا قد تمنع انحراف الحركة من هنا او سوء القرار من هناك، لذلك تقديم قراءة او قراءات مختلفة هي من الأمور الدورية لصناعة حالة من التفكير والتفكر وأيضا ما يشبه العاصفة الذهنية داخل عقولنا حول ما قد نكون نعتبره من المسلمات المعرفية التي نستند عليها في عملية قراءتنا للحدث او في طريقة تعاملنا مع الأمور السياسية او العسكرية او الاستخباراتية او التخطيط لحاضرنا ومستقبلنا.
ضمن الآراء المختلفة عن ما هو سائد و متداول و ضمن حركة الصراع و الحرب الحالية ضد الصهاينة في عملية طوفان القدس أخرجت ملاحظات قديمة كنت قد دونتها و كتبتها في احد دفاتري الصغيرة المصنوعة من الجلد التي دائما ما احملها معي و خصوصا اثناء السفر حيث ضمن اللقاءات مع الصحفيين او الشخصيات الفكرية او القيادات السياسية من هنا و هناك التي اعرفها و اتواصل معها من الحين و الاخر نتيجة عملي ك “طبيب” في اكثر من موقع و اكثر من دولة و أيضا اهتمامي الكتابي و المعرفي في النشر و التعليق على الاجداث الدولية و السياسية العربية و الشئوون الإسلامية على مدى اكثر من ربع قرن فأصبح لدي شبكة واسعة و ممتدة من العلاقات و المعارف والمفكرين و الأصدقاء الذين التقي بهم من الحين و الاخر حيث يتم اثارة حوارات و نقاشات قيمة و ثرية و هذه العادة في حمل مثل هذه الدفاتر الصغيرة هي كذلك كانت عادة بين العساكر في الجيش العربي الثاني في الإقليم الجنوبي المصري للجمهورية العربية المتحدة , في حمل مثل هذه الدفاتر لكتابة المذكرات و خواطر المعركة او تدوين الأشياء الشخصية , و استفدت منها في اكثر من موقع للتوثيق و أيضا لأن الذاكرة قد تذهب مع تفاصيل اللقاءات مع مشاغل الحياة و تطورات الاحداث.
ضمن هذا السياق وخاصة مع تطورات ما يحدث بعد عملية طوفان الأقصى، تذكرت جلسة جمعتني مع الدكتور فرانك بروس وهو أكاديمي , سبق له العمل في العديد من الجامعات البريطانية في إنجلترا واسكتلندا، وهاجر لفترة غير قصيرة في مناطقنا في أكثر من دولة عربية ومن ضمنها مصر ولبنان وسوريا وتعلم فيها اللغة العربية الفصحى، ولاحظت عليه أيضا انه من المحافظين المسيحين، وصاحب منظر ارستقراطي كلاسيكي لديه لحية بيضاء خفيفة ويضع قبعة على رأسه في اغلب الأوقات ولكن يغلب عليه طابع التواضع والاحترام رغم وضعه المادي الفوق ممتاز ومعرفته لشخصيات سياسية كبيرة والتواصل معهم عبر اسمهم الأول بدون رسميات.
وكان في الجلسة أيضا الأستاذ “نادي التاي” عضو الحزب الشيوعي البريطاني وهو من أصول تركية وشخصيات صحفية فرنسية هم أصدقاء الأستاذ “نادي” ، حيث التقيتهم صدفة اثناء مروري في منطقة إيطاليا الصغيرة وهي أحد ضواحي مدينة باريس حيث جلسنا جميعا ودار حوار متنوع اعتيادي استمر فترة طويلة، ولكن ما اثار تحويل الحديث لمجرى اخر، حين دعاني الأستاذ “نادي آتاي” لحضور حضور ندوة لنعوم تشومسكي في العاصمة البريطانية لندن، ترعاها عدد من الجهات المختلفة لم ادون أسمائهم ولكن ملخص الامر انني اعتذرت عن قبول الدعوة لأن هذه الشخصية فيها إشكالات متنوعة غير انها يهودية؟ الا أنى “لا” ارتاح لما يكتبه لأنه يتحرك ضمن سياسة التنفيس و “الصهيونية الناعمة” وأيضا الضوضاء الإعلامية الغير صانعة للتغيير او ما “لا” يصنع فرقا في الواقع، حيث أحس ان هناك شيء خاطئ فيه وب “شخصيته”، من حيث السماح له بالانطلاق الدعائي الكلامي من خلال جامعات ومواقع أمريكية فيها سيطرة كلية للصهاينة، وكذلك حضور لقاء يجمعني معه، لن يضيف لي أي شيء معرفي او ثقافي زائد او استفادة، ناهيك عن المشوار والسفر الى لندن بعيدا عن موقعي آنذاك في العاصمة الفرنسية باريس.
ولكن لم تكن هذه هي المسألة الأساس التي اجبرتني على اخراج دفتر ملاحظاتي وان ابدأ في اخذ النقاط، ولكن هذا الرفض فتح باب الحديث ومنها ما ذكره الدكتور فرانك بروس عن المسألة اليهودية وهي امر اثارت انتباهي وأيضا استحقت التدوين ومع أنى نسيتها ضمن دفاتر أخرى اعتدت ان ادونها في هكذا لقاءات، الا ان احداث عملية طوفان الأقصى ذكرتني بهذه الجلسة وتلك الملاحظات، طبعا هو كان يذكر كلمة إسرائيل اثناء حديثه وانا كنت اتحفظ على هذه الكلمة وارفضها.
يقول الدكتور فرانك بروس: ” ان من يقول ان “إسرائيل” انتهى دورها مع الامريكان فهو كلام “ساذج”، لأن “اسرائيل” هي من يتحكم في الولايات المتحدة الامريكية عبر اللوبي الصهيوني هناك المسيطر والمتنفذ والمتغلغل في كل مفاصل ومواقع الدولة الامريكية، فحتى لو ادي الدعم الأمريكي ل “إسرائيل” لنهاية دولة الولايات المتحدة الامريكية فأن ذلك لن يجعلها تتوقف عن الدعم العسكري والأمني والاستخباراتي والاقتصادي ل “إسرائيل””.
ويوضح الدكتور فرانك أكثر ويذكر: ” ان الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الامريكية “الجمهوري والديمقراطي” هم تحت السيطرة اليهودية في صورة كاملة، بدون أي كلام او نقاش إضافي”
“وهناك سيطرة الكاملة من الاعلام والبنوك وكامل القوى الاقتصادية وكل المواقع التجارية في شارع وول ستريت ومصانع الأسلحة وشركات انتاج التكنولوجيا وحتى الأفلام والمواقع الاباحية كلها تحت التحكم اليهودي الشامل”
“ومن يقول ان “القيمة الاستراتيجية” لاستمرار “إسرائيل” في الوجود والبقاء قد قلت او خفت بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة الامريكية فأن هذا الكلام “غير صحيح” بل على العكس تماما فأن الولايات المتحدة الامريكية سوف تدافع عن “إسرائيل” لأخر لحظة حتى اخر دولار امريكي، وحتى ان أصبحت أمريكا دولة منهارة ومتخلفة حضاريا فأنها ستواصل في إيصال المساعدات ل “إسرائيل” التي تحمل قيمة مستمرة عند الامريكان.”
“صحيح ان ذلك قد يكون صحيحا عند عدد من الدول الأوروبية؟ فهذه المسألة يمكن النقاش حولها، ولكن الوضع الأمريكي مختلف تماما لا، عاصمة أمريكا الفعلية هي في “تل ابيب” وليس واشنطن”
وقال الدكتور فرانك بروس: “ان مشكلة “العرب” انهم لا يفهمون العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، وأيضا لا يفهمون كيف يفكر اليهود ولا عقليتهم؟”
“ان اليهودي حتى وان كان امريكي الجنسية فهو يهودي قبل ان يكون امريكي، وهذا أيضا ينطبق على اليهود الفرنسيين حيث ينظرون الى أنفسهم ك “يهود” ومن بعدها ينظرون الى انهم “فرنسيين”، وهذه المسألة تنطبق على مجمل اليهود في الواقع الأوروبي كذلك، اذن العرب “لا” يعرفون ان “اليهود” في كل مكان ولائهم ل “إسرائيل” أكبر واعلى من ولائهم لبلدانهم الاخرى الذي يحملون جنسياتهم”.
ويضيف دكتور فرانك بروس أيضا:” ان اليهود متعصبين لأنفسهم أكثر من تعصب البدوي العربي لقبيلته، والذي عاصرهم وعاش معهم في سوريا، ف “اليهود” ينظرون لأنفسهم في كل مكان على انهم “قبيلة واحدة” وعندهم تعصب كبير لأنفسهم، وعليهم واجب خدمة أنفسهم ك “قبيلة واحدة يهودية”، وهم لديهم ان “إسرائيل” فوق كل شيء ولها أولوية على كل شيء.”
“ان على العرب ان لا يغترون ويتأثرون بأي كلام اخر , فاليهود لديهم الأولوية الأولى و الأكبر ان يساعدوا بعضهم البعض , قبل ان يساعدوا أي شخص اخر , وهذه النقطة لا يفهمها العرب , و حتى تلك المسائل لم يذكرها “عبدالوهاب المسيري” في كتاباته عن الصهيونية و “إسرائيل” و انا “لا” اعرف ان كان “المسيري” “عاجز” عن كتابة تلك الأمور لأنه كان يعيش في الخارج , او لأنه “لا” يعرف تلك المعلومات , فلست اعرف خلفيات تلك المسألة , و لكن اليهودية ديانة “شرسة” و مخ اليهودي “صعب” ومركب معرفيا في طريقة مختلفة , و لكي تعرف كيف يتصرفون فعليك ان تعرف كيف يفكرون وان تفكك عقليتهم و ذهنياتهم الغريبة الاطوار”
وطبعا لا زال الكلام متواصلا للدكتور فرانك بروس: ” ان الكثير من كلام وكتابات عبد الوهاب المسيري خاطئة بما يختص في اليهود، وعلينا ان نلاحظ ان المسيري كان أستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يعقل ان يظل أي شخص يتكلم في كلام صحيح عن الصهاينة واليهود ان يستمر في مكانه الوظيفي؟ وخاصة انه عربي يتكلم عن الصهيونية؟ ان رؤيتي لكتابات المسيري انها غير مضرة لليهود ولا تؤثر فيهم، فأما ان يكون “المسيري” “لا” يعرف، او ان يكون قد “سكت” رغما عنه؟”
ويشدد د. فرانك بروس: “أن كتابات “المسيري” فيها أخطاء وأيضا قديمة في المحتوى وليس لها صلاحية حالية، فليس من الصحيح اعتماد “العرب” عبد الوهاب المسيري ك “مرجعية معرفية تشرح لهم من هم اليهود؟ ومن هي الحركة الصهيونية؟، لأن كلامه على ارض الواقع غير صحيح ” والحديث كله للدكتور فرانك وليس لي.
حيث يواصل ويقول: ” ان تعريف المسيري لليهود والصهيونية هي “تعاريف غربية” وما يقبلوه “هم” ك تعريف ومعرفة وثقافة عن اليهود والصهيونية.”
“لا حظوا ان المسيري يحاول التفريق بين اليهودية والصهيونية، ويريد ان يقول المسيري ان ليس كل اليهود “صهاينة”؟ وهنا يطرح الدكتور فرانك بيرس سؤالا؟ “كم من اليهود هم غير “صهيونيين؟ ويجاوب بأنهم اقل من الواحد في المائة على حد تقديره، وحتى ما يتم التعارف عليه ب “اليهود المتدينين”، والذين يقولون انهم ضد وجود “إسرائيل” في وضعها الحالي، ان علينا ان نعرف انهم ليسوا ضد الصهيونية، بل انهم ضد “ظهور إسرائيل في الوقت الحالي؟” ولكنهم ليسوا ضد “ظهور إسرائيل” ك “ارض لليهود” جل ما يقولونه ان “إسرائيل الحالية” ليست هي إسرائيل المذكورة في التوراة وليست إسرائيل التي ستظهر في اخر الزمان، ل، حسب معتقداتهم: “ستظهر إسرائيل في اخر الزمان تجمع اليهود من الشتات كله من كل مكان في الكرة الأرضية حيث بعدها سيتم تنزيل “المسيح اليهودي” كما يعتقدون وهو يختلف عن المسيح عيسى بن مريم عند المسيحيين والمسلمين.”
“هؤلاء “اليهود المتدينين” عندما يرفعون اعلام دولة فلسطين، فهم ليسوا ضد الصهيونية، بل هم “ضد وجود إسرائيل الحالية فقط”، وعلينا ان نلاحظ ان الحركة الصهيونية المتواجدة على ارض فلسطين هم في الأساس لم يكونوا يرغبون في التواجد على ارض فلسطين بل في اوغندا الافريقية حيث رفضت الإمبراطورية البريطانية ذلك لوجود كيات كبيرة من الألماس هناك، وأيضا حاولت الحركة الصهيونية ان يتواجدون في الارجنتين ولم يستطيعوا الى ان انتهوا في القبول في اخذ “فلسطين”.
هذه الأمور والأفكار طرحها الدكتور فرانك بروس في هذا اللقاء وتم الاخذ والرد أيضا ولكن اردت اثارتها من باب صناعة حوار ونقاش قد يؤكدها ك “حقائق” او ينفيها ويسقطها من التداول إذا صح التعبير.
وبالنسبة للمرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري فهو بالنسبة لي ايقونة الثورة المصرية و المناضل الصلب و يكفيه انه كان المتظاهر وحده في ميدان التحرير قبل ثورة يناير المشهورة ضد الطبقة العسكرية البيروقراطية الحاكمة في ارض الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة حينما خرج و هو المريض في سرطان الدم ليقول “لا” في ميدان التحرير “وحيدا”, و هو الحاضر الغائب في كل الاحداث العربية المصرية و هو الشجاع في الموقف و الكلمة و انا احترمه كثيرا و اقدره , و لكن هي اراء اكاديمية انقلها ضد اراء اكاديمية طرحها الدكتور المسيري ولا يوجد احد كامل في هذه الحياة , لعلها تكون اراء و رؤية صحيحة او خاطئة , تظل موضوعا للنقاش و التحليل و المتابعة لأن كما ذكرنا ان علينا ان نعرف و نفهم واقعنا لكي نستطيع ان ننطلق في عملية تغييره لواقع افضل و احسن هذا من ناحية اما الناحية الأخرى ان لدينا عدو وجودي يريد ان يقضي علينا فلكي نقاومه و مقضي عليه فأن علينا ان نفهمه و ان نعرف كيف يفكر و كيف يعمل لكي نعد له العدة.
د. عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية