سنة الطالبان.. حين فجر الطالبان بوذا أمام مرأى ومسمع من العالم.. ذبحوا مائة 100 بقرة.. تكفيرا عن ذنوب التأخير.. فربحوا عداوة آل بوذا.. لأنهم حطموا بوذا.. وعداوة السيخ، لأنهم ذبحوا البقر.. ناهيك عن مليار و600 صيني و800 مليون هندي.. والباقي الكثير ممن لهم نفس المعتقد ..

في لحظات معدودات.. يشتري المرء عداوة.. نصف الكرة الأرضية بالمجان.. ويورث العداوة للأبناء والأحفاد..

والبارحة.. أتابع، عبر.. BBC.. لقطات حول هدم آثار متحف الموصل.. بالمعول اليدوي.. ثم المعول الكهربائي.. باعتبارها شرك ومن الأوثان..

هذه الورقة لاتعالج الجانب الفقهي من المسألة.. فلا يمكن التطرق للفقه مع شخص يمتهن الحرق.. ويعشق الهدم..

أمتنا لم تهدم ماسلف.. حين يعود المرء لماضيه .. بلونيه الأسود والأبيض.. يجد أن الأمة الإسلامية حين كانت تخاطب الغمامة.. شرقي أو غربي، فسيأتيني خراجك.. كناية عن الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. لم تمس آثار السابقين بسوء.. وحافظت عليها طيلة تواجدها .. وهي القوية .. الصلبة..

وفي عصور تخلفها.. وإنحطاطها .. وجهلها.. وضعفها.. كذلك لم تمس آثار السابقين بسوء.. ولم تلتفت إليها بنظرة إحتقار أو إشمئزاز .. فالتخلف الذي كانت تعانيه يومها.. يغنيها عن تخلف الهدم.. فهي..

أمة قوية.. لم تمد يدها للحضارات الغابرة.. ولم تسئ إليها.. وظلت عبر قرون من الزمن.. وخلال مراحل متعددة من القوة والوهن.. شاهدة على أمم سابقة.. وتعيش ضمنها.. يأخذ منها الأبناء.. حكم الأولين.. وعلم السابقين.. وعبر الأيام التي أدبرت..

ثم جاء من بعدهم قوم.. إمتهنوا المعول والحرق .. فلم يتركوا آثارا.. غير آثار الهدم والحرق.. فلاهم نافسوا الأولين في آثارهم التي صارعت الزمن.. وظلت صامدة منذ العهد الأشوري.. ولا هم لحقوا بركب الحاليين في الاختراع والاكتشاف والتقدم.. التي نستمدها من الغرب.. ولا يمكن العيش دونها.. ويكفي أن المعول الكهربائي الذي تم به هدم آثار متحف الموصل.. صنع في الغرب.. وبأيدي غربية.. وثقافة غربية..

أساتذة داعش.. ماأحدثته داعش من هدم آثار الموصل.. يجعل المرء يقف قليلا عند من يحملون نفس الثقافة.. ويتصدرون محاربة داعش.. ويعتلون الآن.. المحارب والمنابر.. عبر الأمثلة التالية..

  • الفتاوى التي تدعو لهدم مقام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإخراجه من المسجد النبوي.. تعتبر كذلك جريمة.. تستحق أن ينال أصحابها ماناله أصحاب داعش.. من استنكار ونبذ..
  • هدم قبور الصالحين.. بزعم الشرك..
  • نبش القبور .. بحجة تطبيق السنة النبوية..
  • محاربة العادات والتقاليد الحسنة.. التي ورثها المجتمع عن الأجداد .. منذ قرون طوال.. واستبدالها بعادات سيئة لم يعرفها المجتمع..
  • النيل والحط من قيمة.. علماء وفقهاء ومصلحين ومفكرين وشعراء في تخصصات عدة.. وميادين مختلفة.. واتهامهم بالكفر والضلال والانحراف ..
  • حرق كتب العلماء والفقهاء والعلماء في عدة تخصصات مفيدة.. وقد سبق  منذ 10 سنوات.. أن جمعت كتبا وأهديتها لمسجد.. إذ بها تحرق وتمزق.. ولم أجد لها أثرا.. فعلمت فيما بعد.. أن الذين يحملون فكر داعش من قبل.. ولا يعلنون عنه.. هم الذين أحرقوا الكتب.. ومنعوها من التداول.. وهم الذين إتّهموا العلماء والمفكرين.. بكل أنواع الضلال.. وهم الذين يتظاهرون على أنهم يحاربون.. داعش..
  • أعرف مسجدا صغيرا.. تم فيه تحطيم منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بزعم أنه طويل.. لايمثل السنة النبوية.. فتحولت التحفة الفنية إلى TABOURET.. يسيء للفن الإسلامي.. والمنظر الجميل..
  • إن ثقافة الهدم والحرق.. تعتمد على محاربة كل جميل.. وتحطيم كل ذوق حسن.. وإعدام كل من يعشق جمال الفكرة والمنظر.. والإبقاء على جمال النار والغبار.

إن الحرق والهدم.. قبل أن يكون عملية يدوية بسيطة مرئية سهلة.. هي فكر يحارب الأصيل.. وثقافة تطلب الدخيل.. ودين لايعترف بالإنسان .. ويدوس على الماضي والحاضر عبر الأزمان.