بما أن السياسة الخارجية هي المفتاح الرئیسي في العملية التي تترجم بها الدولة أهدافها المدركة الواسعة ومصالحها في الفعل الصحيح لتحقيق هذه الأهداف والحفاظ علی تلك المصالح ، فالسياسة الخارجية هي جزء من السياسة الوطنية. أما الدولة فيجب أن تختار ماينبغي علیها أن تقوم به فیما يخص الشٶون الدولية وفي إطار حدود قوتها و واقع بیئتها الخارجية.
حكومةإقليمكردستان نجحت في السنوات الأخيرة بصورة فائقة وبخلافتوقعاتالكثيرمنالنقادالمحليين والغربيين وفيخضمالفوضىالتييغرقفيهاالعراقو سوريا والمنطقة برمتهافيتكوينواحة آمنة ومنطقةسلميةديمقراطيةمزدهرةاقتصادياً ومستقرة سياسياً بالمقارنةمعغيرهافيتلكالبقعةذاتالتقلباتالمتزايدةمنالشرقالأوسطوشمالأفريقيا.
ورغم كل المحاولات الدنیئة لحكومة بغداد تحت إمرة رئیسها السابق نوري المالكي في إيقاف هذا الإزدهار الإقتصادي وصعود خطر مايسمىبتنظيمالدولةالإسلاميةبعد استيلاءهعلىمساحةواسعةمنالأراضيالعراقية وهجومه علی كوردستان لهدم التجربة الديمقراطية اليانعة فيە أو لتحطيم الإنجاز المثالي لحکومة الإقليم ، التي تحتضن اليوم ، رغم الحصار الإقتصادي الظالم علیها من قبل حكومة بغداد ، أكثرمنمليونونصفالمليونلاجيءمنالنازحين والمضطهدين من مناطقالعراق و من سوريا وهم من أعراق وأديان و مذاهب مختلفة ، وهذا مثال يجب أن يحتذی به في المنطقة ويستحق كل الثناء والتقدير من الداخل والخارج.
فالقيم التي يٶمن بها حكومة إقليم كوردستان كالتسامح و الديمقراطية و التعايش السلمي المشترك هي تلك القيم التي يٶمن بها المجتمعات المتحضرة ومن هذا المنطلق قامت قوات البيشمرگە ونيابةعنالعالمبأسرهبالتصدي لهجوم وإرهاب مسلحي تنظيم (داعش) ، أحدی أخطر وأقوی وأغنی التنظيمات الإرهابية العالمية وردعهمعنالمساسبأمنوحريةكوردستان.
هذا الصمود وهذه الإرادة الصارمة و الحكيمة لدی القيادة الكوردستانية أدت الیتسارع الدولالديمقراطيةالعريقةوبهدف حماية الأمن الجماعي والسلم الدولي الىنجدةالشعبالكوردستانيوقوات البيشمرگەفيصراعهالداميمعالتنظيم الإرهابي المسمی بالدولةالإسلامية.
داعش ، الذي حشر المنطقة في المأزق الخانق و خلق حالة طارئة إقليمية جعلت المنطقة في غاية التوتر والإضطراب.
أما المجريات فقد فضحت الدعوات و النتائج نقضت المقدمات والوسائل دمرت الغايات و إنفضح مزاعم هذا لاتنظيم الإرهابي في السيادة والسيطرة علی المقدرات والمصائر.
نحن نعرف بأن مصير الشرق الأوسط يتوقف علی نتائج هذاالصراع وأن النصر القريب سيكون للمنطق العقلاني الكوني والمنهج التركيبي التعددي ، الذي يمارسه حكومة إقليم كوردستان. أما الدعم الدولي للإقليم فهو أيضاً من أجل إثباتأنّبناءمجتمعمستقر،حتىوسطمنطقةينعدمفيهاالاستقرارإلىحدكبير،أمرٌممكن.
النظامالعالميالمعاصرتفسحالمجالأكثرمنالماضيلتداخلالمصالحوتشابكهاالقائمعلیالتماييزبيندولكبرىمالكةلقرارهاالسياسيومتمتعةبسيادتهاومتحكمةفيالسياساتالدوليةوبيندولصغيرةوضعيفةوغيرمالكةلقرارهاولسيادتها،بالرغممنزوالزمنسيادةالايديولوجياتالعالميةأوالأممية،التيكانت فيالماضيشعارإختزلالیمجردعقيدةلاغير. حکومةإقليمكوردستانالمنتهجةلسياسةالإنفتاحوالتوازنالمرنوالمدروسفيالتعاملمعالجارتينالكبيرتينتركياوايرانمعالحفاظعلىاستقلاليةالقرارالكوردستاني،استطاعتتأسيسعلاقاتمتعددةالجوانبمععددغيرقليلمندولالعالموالدليلعلیمانقولەهووجودأكثرمن30 ممثليةدبلوماسيةفيالعاصمةأربيلو ١٤ عشرممثليةللإقليمفيالعالموبالأخصفيالدولالتيتحتضنأكبرعددمنالجاليةالكوردستانيةكألمانياوالنمساوالسويدوفرنساوإيطالياوالولایاتالمتحدةالأمريكيةوروسياوالمملکةالمتحدةوأسترالياوغيرهامنالدول.
ومنالواضح بأن الأهتمامالدوليالمتزايدبأقليمكوردستانالناهضهو بجانب سياسةالبابالمفتوحكوسيلة الإتصال وبناء العلاقات مع العالم الخارجي بناءاً علی المنفعة المتبادلة موقعه الجيوستراتيجي في قلب الشرق الأوسط وإمتلاكه لموارد طبيعية ثمينة كالنفط والغاز معادن نادرة أخری.
أما بالنسبة لإتخاذ الولايات المتحدة الأمريکية بتوجيهضرباتجويةفعالةالىمواقعتنظيم داعش الإرهابيبعدأقلمن36 ساعةمنهجومهم علی حدود كوردستان دون الرجوع الی قرار مجلس الأمن الدولي فهو رد فعل إنساني أكثر مما هو سياسي بعد أن تعرض الإيزيديون الکورد في مدينة سنجار الی تراجيديا إنسانية وحملة إبادة جماعية لامثيل لها في التاريخ المعاصر وبعد أن قامت وسائلالأعلامالأميركيةوالرأيالعامالأميركي بلفت الأنظار الی الأعمال الوحشية لداعش والضغط علی البيت الأبيض للإسراع في إصدار قرار للحد من تلك الحملة البربرية. وقد حذت ولحسن الحظ دول الأتحادالأوروبيحذوالولاياتالمتحدةالأميركيةفيتقديمالدعمالعسكريالمباشرلقواتالبيشمركةوالمساعدةالأنسانيةالعاجلةلمنكوبيسنجار.
لقد تمكنت حکومة إقليم كوردستان بممارستها سياسةالإنفتاحعلیالخارجعبرالمٶسساتالإقليميةوالهيئاتالدولية،السلميةوالمدنية،التيتهتمبالدفاععنحقوقالإنسانودعمالحرياتالديمقراطية،أن تضع بصمتها علی التغيير الإيجابي الحاصل في علاقاتها الخارجية وإستطاعت أن تٶمؔنبالديمقراطيةآفاقجديدة أمامالفكرالسياسيفيميادينالممارسةأفقياًوعمودياً،داخلياًوخارجياً،ممايتيحللديمقراطيةأنتغنيوتتحدؔدأوتتعزؔزوتتطوروتنفتح ،سواءبالإنفتاحعلیالفضاءالإجتماعيالمحليأوالخارجيأو عبرالمشاركةفيالمناقشاتالعالميةوفيالهيئاتوالمٶسساتالإقليميةوالدوليةوكل هذا يفتح المجالللتحوؔلنحوديمقراطيةنوعية،غيرمنمؔطة،جديدةوأكثرفاعليةوديناميكية.
وختاماً: “من يعمل في مايخص العلاقة مع الخارج بعقلية التهويل العقائدي ، كما يفعل أصحاب المشاريع القوموية والدينية والشمولية والأصولية في العراق والمنطقة ، الذين يجعلون شغلهم الشاغل ، الثقافي والسياسي ، مهاجمة الغربنة والعولمة والأمركة ، لتغطية فشهلم وإخفاقهم في داخل بلدانهم ، يهرب من التحديات الجسيمة والإستحقاقات الداهـن ويخلق أعداء في الداخل والخارج ، لكي يحمل علیهم لغة التكفير والتخوين ، أو لكي يحملهم التبعة عن الأخطاء والمساویء أو عن الهزائم والكواث.”