الهجوم على صحيفة “تشارلي ايبدو” كانمتوقعا ان لم يكن قد تأخر كثيرا مع زخمالتهديدات المستمر ضدها للكف عنالاساءات المتكررة بحق الرسول الكريممحمد (ص) ومن دون مراعاة مشاعر الجاليةالمسلمة في فرنسا والتي يشكلالجزائريون غالبيتها, والمعبئونبكراهية مزدوجة ضد الفرنسيين, كراهيةالتطرف الاسلامي الذي تتعمد الصحيفةتصعيده, وكراهية الحقبة الاستعماريةالفرنسية للجزائر, لتبلغ مؤشراتالانتقام ذروتها.بعد الهجوم على الصحيفة تطوع الكثيرينللدفاع عنها وعن حريتها في التعبيروالتنديد بالارهاب الاسلامي, ولكن رئيستحريرها السابق لم يجد احدا من هؤلاءليدافع عنه عند اقالته بجريمة “معاداةالسامية” ولم يكن له الحق في هذه الصحيفةللتعبير عن اراءه بحرية فيما يخص اليهودوالصهيونية !!!الصحيفة سبق وان اغلقت نهائيا عام 1969بقرار قضائي لسخريتها من الرئيسالفرنسي الاسبق الجنرال “شارل ديغول”, ثمعاودت الظهور بعد عام باسمها الحالي,ولكن عندما تسخر هذه الصحيفة من النبي”محمد” فأن القانون الفرنسي لم يكن اعمىوحسب بل يحميها ويساندها !!!ترى الصحيفة ان السخرية من النبي (محمد”ص”) هو نوع من الالتزام الشجاع بالقيمالصحفية والجرأة في تبني المواقف فيماتبرر الجهات الرسمية بانها حريةالتعبير التي كفلها القانون, بينماالواقع هو سلوك انتهازي غير مسؤول لميراعي مشاعر مليار ونصف المليار منالمسلمين في حرية معتقدهم, وضربوا عرضالحائط الاحتجاجات الواسعة في كل ارجاءالعالم الاسلامي ضد هذه الاساءات .الصحيفة تجاوزت الخطوط الحمراء لرفعمبيعاتها ولو على حساب الاساءة الىالاديان, فعند اعادة نشر الرسومالكاريكاتيرية للرسام الدانيماركيالمسيئة للنبي ارتفعت مبيعاتها من 400الف نسخة الى 750 الف نسخة فاوغلت فيالاساءة لتظهره فيما بعد (عاريا) بهدفرفع مبيعاتها ومعها ترفع من الترسانةالمعادية لها من الجالية المسلمة فيفرنسا والعالم.الصحيفة كانت وسيلة لاستفزاز الجاليةالمسلمة في فرنسا, واجبارها على القيامباعمال انتقامية وتسويقها سياسيالاهداف انتخابية, فكانت اغلب اساءاتهاتتزامن مع فترات الحملات الانتخابيةللتاثير على الناخبين والتصويت لليمينالمتطرف المعادي للمسلمين والمطالببترحيلهم عن فرنسا.فرنسا قدمت كل التسهيلات للأرهابيينللذهاب الى سوريا والقتال ضد القواتالنظامية هناك, فقدم ما يزيد على الالفمقاتل, في وقت كان الرئيس الفرنسي”هولاند” يستصرخ دول الاتحاد الاوربيلتسليح هؤلاء الارهابيين, فذهب الى انهسيسلحهم حتى لو كان بقرار فردي دونموافقة الاتحاد الاوربي وفعلا كان له مااراد, فكان منفذي الهجوم الانتقامي همامن العناصر الارهابية التي جندت وارسلتالارهابيين الى العراق وسوريا, وقاتلتفيهما.السلطات الفرنسية تعرفت سريعا علىمنفذي الهجوم رغم انهما كانا ملثمين,فربما احتفظت بقاعدة بيانات دقيقة عن كلالارهابيين الذين استخدمتهم في العراقوسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربيةللافادة من خدماتهم, ولكن طباخ السمذائقه, فذاقت فرنسا مما طبخت للعرب منتطرف وارهاب وفتن واضطرابات …رئيس الرابطة الوطنية للمحللين السياسيين
بقلم: خالد الخفاجي