هنري ليفي»، يهودي فرنسي، ولد في الجزائر، ويدين بالفضل لإسرائيل، له مواقفه، ومغامراته، يصفه البعض بأنه «عراب ثورات الربيع الأول» وأنه كان من ضمن المبشرين بها، بل شارك فيها من وراء الستار، وعلنا أحيانا من خلال تشجيعه للغرب وأمريكا، علي شن الضربات الجوية في ليبيا، قبل الإطاحة بالقذافي، وتشجيع (نهضة تونس) للوصول للحكم، ومن قبل ذلك، مشاركته كمبعوث شخصي لعدة رؤساء فرنسيين في أفغانستان، ودارفور، وأوكرانيا.
هو شخصية مثيرة للجدل، عادت للأضواء مؤخراً، مع زيارتين مفاجئتين لبنغازي وتونس، لتعود التساؤلات مجدداً حول اليهودي الفرنسي «ليفي».. عاد اسم «برنارد هنري ليفي»، ليتصدر العناوين، بعد زيارة مفاجئة لتونس، مباشرة بعد الانتخابات التشريعية هناك، وقبل أسابيع قليلة من بدء الانتخابات الرئاسية، وكان رد فعل التونسيين فورياً، حينما احتشدوا في مطار العاصمة (قرطاج) منددين بالزيارة، وواصفين الرجل بالـ(الإرهابي)، وبأنه أينما حل في أرض حل بها «الخراب».
لكن، لماذا كل هذه الضجة حول الرجل، الذي لا يتقلد أي منصب سياسي، أو رسمي فرنسي، أو حتي منصب دولي، يؤهله للقيام بكل تلك المهام، التي يروي عنها كثيراً، والإجابة، أن الرجل يوصف بأنه عراب الثورات حول العالم، من أفغانستان وأوكرانيا، وحتي مصر وليبيا وتونس، وأحياناً يوصف بأنه كان له يد فيما حدث ومازال يحدث في سوريا والعراق، وفوق ذلك هو شخص يبحث دائماً عن الضحية، أينما حل، وله علاقاته الدولية الواسعة في بلدان عدة منها، فرنسا، وأمريكا، وإسرائيل، ومعظم بلدان الشرق الأوسط، وبالأخص دول ثورات الربيع العربي.
وعن موالاته لإسرائيل حدِّث ولا حرج، فهو موال لها، ومؤيد لسياساتها منذ شبابه، ومناهض تماماً للحق الفلسطيني، ومن هنا كان اختيار صحيفة (الجيزوليزيم بوست) الإسرائيلية، له ضمن لائحة أكثر 50 يهوديا مؤثراً في العالم، وكان ترتيبه الـ45.
واشتهر ليفي، كصحفي وناشط سياسي، ومراسل حربي في عدة مناطق صراع في العالم، امتدت من بنجلاديش عام 1971 وفي يوغسلافيا السابقة، وفي نهاية التسعينيات من القرن الماضي، أسس مع يهوديين آخرين معهد (لفيناس) للفلسفة في القدس المحتلة.
وفي أفغانستان، كان ليفي مبعوثا خاصا لجاك شيراك، الرئيس الفرنسي السابق، وهناك بذل جهوده لتعقب قتلة الصحفي الأمريكي «دانييل بييرل» عام 2013 الذي قطعت رأسه بيد أعضاء من تنظيم القاعدة.
وبعد 3 سنوات كان ضمن 11 مثقفا عالمياً، من بينهم سلمان رشدي، ممن وقعوا علي بيان ردا علي الاحتجاجات الموسعة في العالم الإسلامي، علي الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول([) وكانت مع ذلك له آراؤه حول الحجاب الذي رأي فيه أنه دعوة للاغتصاب، وليس لحماية المرأة، وإضافة لذلك كانت له آراؤه المثيرة للجدل، ومنها، أن التدخل في العالم الثالث بدواع إنسانية، مشروع تماماً.
والغريب، أن الرجل لم تقتصر مساهماته حول الشرق أو الإسلام أو حتي كونه مبعوثا لعدة رؤساء فرنسيين، لبعض مناطق وبؤر الصراع في العالم، بل إن مساهماته وصلت لبلاد مثل، أوسيتيا الجنوبية التابعة لجورجيا، إحدي الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وليفي الذي عرفته جبال أفغانستان، والتقي الأفغان من كل الأطياف.. عرفته أيضا، ساحات القتال في العراق وكردستان، والسودان، ولكن حبه الأول إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي، ولا يفوقه أي حب، وحينما كانت الطائرات الإسرائيلية تدك بيروت عام 2006 ذهب إلي إسرائيل، ثم عاد لفرنسا، ليكتب صفحة كاملة في جريدة «اللوموند» عن معاناة اليهود والإسرائيليين، كما أنه يعد من أشد المدافعين عن السياسة الخارجية الأمريكية، ودور الشرطي الأمريكي حول العالم.
يصفه الإعلام الغربي بأنه عراب ثورات الربيع العربي، الذي بشر بها وقام بأدوار خفية، ومعلنة لتأييدها وحث البلدان الأوروبية وأمريكا، علي مساندتها، وعندما حدثته مؤخرا القناة الثانية الفرنسية حول مدي إيمانه الآن بالثورات العربية، التي بشر بها، وماحدث في بلدان مثل ليبيا ومصر، قال في جملة واحدة: في ليبيا إنه ميراث القذافي، وهو مثله مثل مصر، وسيزول كل ذلك مع تحقيق الديمقراطية في هذين البلدين