ابتلت بلداننا بحكام مصابين بمرض التسلط والطغيان , ولوثة العظمة والترويت لابناءهم من بعد ان ياخذ الله ارواحهم الملعونة , وهم يحلمون بالخلود الطويل بالتشبث بالكرسي , وفق منطق ( دار السيد مأمونة , او بعد ماننطيه) , لذا فان الاحقية في تولي مهام الدولة , تعود الى ابناءهم فقط ولا ينافسهم او يزاحمهم احد . لانهم يعتبرون الارض والعباد , طابو عقاري مسجل باسمهم . هكذا عمل الطغاة في اليمن وليبيا ومصر والعراق , في تولي الابناء مسؤوليات هي اعلى بكثير من اي منصب رفيع في الدولة , مسؤوليات لها صلاحيات مطلقة , خارج المنطق والقانون , ولهم مهمات تمثل عصب الحكومة والدولة , وكل مناصب الدولة تكون تابع ذليل وتحت سيطرتهم , وتنفذ الاوامرهم بالسرعة المتناهية , دون ردود فعل مضادة , اي انهم ( ابناء الطغاة ) فوق القانون والشريعة , مهما كانت قراراتهم معقولة او غير معقولة . هكذا كان يتصرف سيف الاسلام في ليبيا , وكذلك بن علي عبدالله صالح في اليمن , او جمال حسني مبارك في مصر , وقصي صدام حسين في العراق , بالتحكم الشمولي بمفاتيح الدولة , ولا ينازعهم احدا مهما كان شأنه , وكذلك يبنون صرحهم العالي , بمساعدة الاعلام الكاذب والمزيف , في تصوير قدراتهم الفائقة والخارقة في تنفيذ مسؤوليات الدولة ومهامها , بالاصرار والعزيمة والذكاء الخارق . لذا فان ( احمد نوري المالكي ) لايشذ عن هذه القواعد التي وضعها وارسى حصونها الطغاة في بناء دولتهم الطاغية , وان نجل المالكي ( احمد ) يجب ان يبدأ من الآن بعدما ارسى المالكي الحكم الاستبدادي الفردي في العراق بتجاوز القانون والدستور , تمثلت باشكال وافعال مختلفة , ولابد الان ان يبني صرحه وشخصيته نجله (احمد ) و بمساعدة الاعلام القابض الثمن , باعتبار ابنه ( احمد ) الشخصية الوحيدة في الدولة , القادرة على تنفيذ وتطبيق القانون . والمثال الذي اثار السخط والغضب والاستنكار , بان قوات الدولة الامنية التي فاق عددها على اكثر من مليون عنصر , عاجزة عن تنفيذ قرار القاء القبض على لص محترف , او على احد زعماء المافيا المتواجدين والساكنين في منطقة الخضراء المحصنة , وهنا يتبادر السؤال على كل لسان عراقي , ماهو المنصب او المسؤولية التي بحوزة ( احمد نوري المالكي ) ؟ وماهو موقعه في الدولة العراقية ؟ البعض يتصور بان ماجاء على لسان المالكي , هو هفوة لسان او غلطة تتمثل بالغباء والجهل والنضج السياسي . بل ماجاء على لسان المالكي , يصب بقصد او هدف بناء شخصية ابنه ( احمد ) , بانه يملك القدرة والحنكة والاصرار في تنفيذ القانون , بالشكل الذي يعجز ويفشل فيه الاخرين , فانه حريص بتطبيق القانون , لكن السيد المالكي تناسى بان في العراق قانون ودستور واضح يحدد الصلاحيات والمسؤوليات , وليس دولة تطبق شريعة الغاب , حتى يزف لنا خبر قدرات ابنه ( احمد ) الخارقة التي تؤهله ان يتولى اعلى المسؤوليات في الدولة , وحتى يصورلنا عن قصة البطولة الخارقة التي ارعبت الاخرين , وبانه يحمل صفات القائد الاوحد القادم . فما هو موقع ( احمد ) في هرم الدولة ؟ , انه المسؤول الامني في المنطقة الخضراء المحصنة , بمعنى في جعبته وتحت رحمته معظم مسؤولي الدولة والنخب والكتل البرلمانية , وانهم خاضعون بشكل مباشر او غير مباشر الى سلطته التنفيذية , وانه مسؤول عنهم بكل كبيرة وصغيرة , وحتى مغامراتهم الجنسية , وفسادهم المالي والاخلاقي , وان لكل واحد عنده ملف فيه ادق التفاصيل عن حياته السياسية والعامة ونشاطاته الشرعية وغير الشرعية , وانهم ملاحقون في كل مكان حتى في غرف عشيقاتهم , فليس غرابة ان يلقي القبض على احد زعماء المافيا , الذين يسكنون منطقة الخضراء , بل على كل مسؤول سياسي وعسكري , جاثم على صدره , ويشل تحركاته المضادة , واذا تجاسر احدهم وخرج عن امر الطاعة , فانه يلوح له بالملف الذي قادر ان يقوده الى عقوبة الاعدام او الخيانة العظمى , وهذا ما يفسر الصمت المريب لمعظم مسؤولي الدولة , لهذا الخرق الكبير بتجاوز القانون والدستور , للبطل حامي الديار والعرض والشرف والكرامة والشهامة , البطل المغوار فريد زمانه ومكانه ( احمد نوري المالكي ) , فبارك الله في دولة محصورة بين المالكي وابنه ( احمد ) وللشعب السعادة والامان والاستقرار والجنة الوارفة