رحيم الخالدي
مرَّ العراق بمرحلة عسيرة في السنوات الماضية، من عمر الديمقراطية المتعبة، والخاسر الوحيد هو الشعب، لما لمسه من آلة الإرهاب التكفيري، وتعطيل عجلة الإستقرار السياسي في العراق، مما سبب إمتداد لباقي دول المنطقة، وخاصة الدول التي لم تعترف بإسرائيل دولة، بينما بقيت بعض الدول آمنة من لها امتداد خفي، وعلاقات غير معلنة معها، وهذا سبب كارثة في المنطقة العربية، أدّتْ إلى حرب بين أطياف الشعب الواحد، يضاف لهم المرتزقة الذين تم إستيرادهم من قبل داعمي الإرهاب، ومملكة آل سعود تعتلي المقدمة .

إرهاب آخر كان السبب في عدم الإستقرار في العراق، وكان له الكأس المعلى، وهو الإرهاب السياسي! ولغرض إثبات الوجود يضع بصمة في الشارع، من خلال تفجير أو حالات إغتيال! وإستهداف القوات الأمنية، ومنهم من صرّح على العلن، في جمل موضوعة بدقة، بخطاب يسمونه خطاب معتدل، لكنه ملغوم وموجه لثلة المجرمين، وكلمة الرجوع “للمربع الأول” كانت من ضمن الجمل التي أطلقها من كان يسمي نفسه سياسي وطني، يريد بناء دولة ديمقراطية، وهو بالأصل معارض وبشدة من تطبيقها تطبيقاً صحيحا، لأنه سيتم إكتشافهُ في يوم من الأيام، بأنه مجرم من الطراز الأول .

الخطاب المعتدل كصعق الكهرباء في جسد السائرين عكس التيار، لأنه سيجردهم من الإمتيازات، التي أتخمت بطونهم من الفساد الذي أوجدوه، ويعملون بكل الطرق عرقلة التحقيقات التي تكشف بين الحين والآخر، فساد اؤلائك الذين لا هم لهم سوى جمع الأموال بشتى الطرق، وشرائهم الأملاك خارج العراق خوفا من مصادرتها، وقد ثبت بالفعل أن هنالك شخوص يقفون بكل ما أوتوا من قوة في سبيل إيقاف عجلة التقدم، ومنهم من نفس الإئتلاف! وهذا جعلنا في حيرة من أمرنا، وشعارات الإنتخابات التي أطلقوها، لم تكن سوى هواء في بالون طليق في جو حار، وسينفلق يوماً ما وينتهي الأمر، والمهم كان الصعود بأي ثمن .

طرح فكرة مشروع باني للعراق يؤلم بعض السياسيين، ولم يقف عند هذا الموقف، بل نصبوا العداء له وتسقيطهُ وهو في المهد! وإيجاد فكرة السخرية والإستهزاء منه ومحاربته، وهذا وضعنا في مفترق طرق، والإنسحاب من العملية السياسية ليس الحل، لأنه سيفتح المجال أكثر لهم، في وضعنا لحال لا يليق بالعراق وسمعته الدولية، وسيثبت للعام أننا لا نمتلك المقومات بإدارة الدولة، وبسبب تلك الهفوات وصعود أشخاص لا يمتلكون الخبرة، أدّى بنا إلى الحال الذي نعيشه اليوم، إضافة إلى الفساد الذي نخر كل المؤسسات، وكانت النهاية المجازر التي إرتكبها الإرهاب وضياع ثلث العراق وشهداء بالجملة.

الانتخابات على الأبواب، وهنالك حراك من قبل الذين بدأو بالتحرك على جمهورهم الذي خذلوه، ولم يحققوا له شيء يذكر، ووعودهم ذهبت أدراج الرياح، ولم يتحقق أيّ من تلك الشعارات التي أطلقوها أيام الانتخابات الماضية، ولا أعتقد أنهم سينالوا أصوات كتلك التي حصلوا عليها، سواء الحقيقية منها أو التي تمت سرقتها من باقي الكتل، وسندات الأراضي والبيوت التي تم توزيعها لا زالت بيد من صوت لهم، وأثبتوا للعالم أجمع أنهم لا يمتلكون برنامج حقيقي في بناء الدولة، بل كانت الانتخابات لا تمثل لهم سوى مناصب وإستثراء برأس الفقير، الذي صدقهم ولا يمكن أن تنطلي عليهم في هذه الإنتخابات .