على مدى السنوات الماضية اضحىت سوق الحلال في دائرة النقاش في المجتمع الفرنسي ، فكلمة الذبح الحلال تثير الجدل ما بين معارضين ومؤيدين، فالمعارضون هم من منظمات حقوق الحيوان والذين يعتقدون ان طريقة ذبح الحيوان على الطريقة الاسلامية امر منافي لحقوق الحيوان كونه يعاني من الألم قبل ان يموت ويشاركهم الرأي اعضاء وانصارالحزب اليميني المتطرف الذين يعتقدون ان ممارسة هذا الاسلوب من الذبح ووجود اماكن لها هو تهديد للتقاليد الفرنسية التي يعتمدها الشعب الفرنسي منذ القدم وخصوصا انهم مشهورون بأكل اللحم النيء المليء بالدم. اما الجالية المسلمة فهي تعتقد وتصربأن من حقها ممارسة عاداتها وطقوسها الدينية بما يرضي الله ورسوله، وتؤيد الجالية المسلمة، قوى اليسار التي يؤمن انصارها بحق كل فرد في الجمهورية ممارسة شعائرها ضمن مبدأ الحرية والمساواة والاخوة.

 لكن ماهو سوق الحلال ؟ منذ قدوم شهر رمضان امتلئت الاسواق الغذائية الكبيرة والمشهورة مثل كارفور واوشان وانترمارشي واسواق اخرى بمواد غذائية يفوح منها رائحة الشرق من المنتجات المرسلة والموجهة الى المسلمين مكتوب عليها منتج “حلال”، والجميع يقومون بشراء هذه المنتجات وخصوصا الملتزمون بتطبيق الشريعة وهم الغالبية العظمى والذين قد يبلغ عددهم أكثر من “2  ” مليون من المسلمين المتدينيين، في مجتمع يرفض اجراء الاحصائيات بهذا الشأن، رغم ذالك يقال ان 5 الى 4 ملايين مسلم أو اكثر يوجدون على الاراضي الفرنسية، معظمهم من المغرب العربي وافريقيا وتركيا وآسيا.

كلمة الحلال لم تكن موجودة في هذا المجال سابقا في البلاد ، بل هو من صنع بعض الدول الغربية التي كانت تحاول ان تصدر ما لديها من لحوم فائضة عن حاجتها الى الدول الاسلامية فتقوم بذبح منتجاتها الحيوانية  على الطريقة الاسلامية ومن ثم تصدرها والكتابة عليها بما يرضي المسلمين، وقد مارست فرنسا هذا التقليد ايضا بعد هجرة المغاربة إليها من خلال افتتاح اماكن خاصة بذبح المواشي على الطريقة الاسلامية، والتي تشرف وتدار من قبل وزارة الزراعة، اما القصابون فيتم منحهم الاجازة والتصديق من قبل كبريات مساجد وجوامع مدن باريس وليون وايفري.

تعددت الجهات التي تعمل في مجال منتوجات الحلال وكل منها يختلف في تفسيره للحلال، خصوصا بعد ان طالبت منظمات حقوق الحيوان بتخدير الحيوان قبل ذبحه ، فمنهم من يقوم بذلك ومنهم من يرفض. في كل الاحوال فان الاموال المتداولة في سوق الحلال تقدر بـ 5 مليارات يورو، من خلال واردات العديد من المطاعم التي تعمل في هذاالمجال ومن نشاط القصابين والمستهلكين المؤمنين الذين يتناولون او يتبضعون اللحم الحلال والمنتجات الاخرى على مدارالسنة وخصوصا في ايام شهررمضان والاعياد والمناسبات، امرسمي     بالتسوق الذي يعتمد على الهوية، فكل شعب له هويته الخاصة في تسوق المنتجات التي تسمح به دينه اوعقيدته…

الكثيرمن المنظمات التي تبيع اللحوم على انها حلال، تبيع جزءا من هذه اللحوم على انها حلال والباقي تبيعه تحت اسم آخر، وفي بعض الاحيان يتم اكتشاف حمض نووي للخنازير في هذه اللحوم المباعة  كما حدث مؤخرا، لهذا فالشك  موجود دائما لدى المسلمين المتدينين، عن معرفة مصدر اللحوم فيما اذا كان حلالا ام لا، ويبقى هذا الهاجس يواجه المسلم عند الشراء في اماكن تواجده . والامر لا يقتصر على اللحوم بل وعلى الاكلات الجاهزة والحلويات التي يجب ان لا تحتوي على دهن الخنزير.    

وفي الوقت نفسه، فأن الحلال لايشمل المنتجات الغذائية وحدها، فقد اصبحت كلمة الحلال وكما يقال كلمة العصر او موضة لجذب المسلمين للقيام باشياء لايستطيعون القيام بها اذا كان الامر ليس حلالا، وهذا ما يسمى بالحلال المالي، مثل سياحة الحلال التي تتضمن برامج  سياحية لاتحتوي على شرب الخمور او ارتياد المراقص وعدم السماح باختلاط الجنسين، اوشراء المواد التجميلية الحلال التي لاتحتوي على الكحول، وهناك ما يسمى بالاماكن الحلال مثل اماكن موجهة نحو مكة، او اجهزة حلال مثل الاجهزة التي تعلن اوقات الصلاة .. الخ من الموضات المتبعة من قبل الجالية المسلمة التي تود ان تحرص على هويتها الدينية قبل أي شيء اخرأ .